بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية
استطلاع وتصوير / بشير الحزمي:اختتمت مؤسسة سام للطفولة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة صنعاء البرنامج التدريبي في بناء القدرات والدعم المؤسسي الذي نفذته على مدى الأشهر الماضية بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية في مجالات أساسيات العمل التنموي ، أساسيات الإدارة ، النظام المحاسبي المبسط والإدارة المالية ، إدارة المشاريع ، التخطيط الاستراتيجي ،المناصرة وكسب التأييد ، تدبير التمويل. وفي ختام الدورة التدريبية الأخيرة التي تناولت تدبير التمويل للمؤسسات والجمعيات الأهلية التقت الصحيفة بقيادة المؤسسة وعدد من المستهدفين من التدريب من أعضاء الهيئة الإدارية وممثلي الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع صنعاء واستطلعت آراءهم حول أهمية هذا التدريب في بناء قدرات المؤسسة وأثره على صعيد تحسين الأداء وتنفيذ الأنشطة والبرامج الميدانية وخدمة المجتمع .. فالى التفاصيل :بثينة القرشي رئيسة مؤسسة سام للطفولة والتنمية قالت : الدورة الأخيرة التي اختتمناها خاصة بتدبير التمويل وهي آخر الدورات التي قدمت للمؤسسة من الصندوق الاجتماعي للتنمية وتعتبر لب الورش السابقة وتمثل الحصيلة لها كونها أكسبتنا المهارات اللازمة في كيفية تدبير التمويل المطلوب للمؤسسة لتنفيذ المشاريع والبرامج والأنشطة المختلفة التي نرغب في تنفيذها للشريحة المستهدفة ، وبالتالي فان دورة تدبير التمويل هي المحصلة النهائية للدورات السابقة التي قدمت من خلالها مجموعة من المعلومات التي بينت لنا كيفية تقديم المشروع ودراسة حالة الممول واهتماماته حتى نستطيع التوافق معه ولو بنسبة 70 % على وجه الافتراض ، وأيضا الاختصار في تقديم المشاريع وكيفية التعريف بالمؤسسة بشكل جيد وواضح ، وان نتحلى بالثقة وبقدرة المؤسسة والكادر الإداري فيها لخدمة المجتمع بعيدا عن التسول والدعم الذي لا يفيد وإنما العمل وفق أسس رئيسية في تقديم المشروع والاقتناع الذاتي بالفكرة حتى يستطيع الممول أن يقدم الدعم المطلوب ، مع ضرورة التركيز على أهمية ان يكون الترخيص للمؤسسة مجدد ولديها هوية واضحة على ارض الواقع لان ذلك يخلق نوعاً من الثقة لدى الممول .ودعت القرشي الجهات المعنية الى التركيز على المؤسسات الجديدة حديثة النشأة وان تساعدها حتى تتمكن من مساعدة المجتمعات وشرائحها المستهدفة التى تعيش بجانبها.خط سير واضحوأكدت القرشي أن المؤسسة استفادت بشكل كبير من البرنامج التدريبي الذي تم استهدافها فيه من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية في مختلف مكوناته . وقالت أن هذه الدورات قد رسمت للمؤسسة خط سير واضح حيث علمتنا كيف نعمل ونحن واثقون من أنفسنا وبطريقة صحيحة ومنظمة ومؤرشفة ومكتوبة ومدروسة.واوضحت أن العمل في السابق كان يتم بشكل عشوائي لكن بعد هذه الدورات أصبحت أعمال المؤسسة تتم عن طريق الدراسة والتخطيط الاستراتيجي وبدء عملنا ينتظم وبدأنا الاهتمام بالأرشفة والتوثيق وعملنا المحاسبي منظم وكل شيء نقوم به يتم وفق أسس علمية صحيحة .ولفتت القرشي إلى أن المؤسسة بصدد عمل مجموعة من المشاريع والبحث لها عن تمويل وفق ما تم التدريب عليه .وقالت أن المؤسسة كانت في أمس الحاجة إلى هذا التدريب معبرة عن شكرها للصندوق الاجتماعي للتنمية لاختياره للمؤسسة من ضمن خمس مؤسسات. وبعد هذا التدريب سيقوم الصندوق بمراقبة مدى استفادتنا من هذا التدريب وتطبيق ما تدربنا عليه على ارض الواقع . وطبعا لدينا الحافز والطموح والهدف ولدينا طاقة بشرية خلابة وشابة ما زالت منفتحة على الحياة بشكل جديد وسنحاول أن نقدم توعية للمجتمع من خلال مجموعة من الأنشطة والمشاريع الصغيرة التي تخدم المجتمع كون اهتمامنا الأساسي في الطفل ولدينا مشروعان لمناصرة الطفل وحقوق الطفل وأيضا التعليم الذي من خلاله سنناقش مجموعة من المشاريع كالتسرب من التعليم والزواج المبكر وتعليم الفتاة وكل مشروع سيكون لديه اكثر من محور وذلك كما تعلمنا في إدارة المشاريع .والحمد لله استفدنا كثيراً في التدريب العملي وإن شاء الله نخطو خطوات واثقة وبدعم الإعلام والمانحين وكل المهتمين .تجمع سكاني كبيرمن جانبه قال محمد السقاف المدير التنفيذي للمؤسسة أن مؤسسة سام تتميز بأنها في موقع شبه ريفي في منطقة ذهبان وتعمل في وسط تجمع سكاني كبير فيه قضايا الطفولة وقضايا المرأة بحاجة إلى اهتمام كبير والمؤسسة هي الوحيدة في هذه المنطقة ، ونحاول منذ تأسيس المؤسسة أن نتطرق لهذه المواضيع ونعمل عملية مناصرة وربما البيئة أيضا كانت في البداية لا تساعدنا في القيام بدورنا المطلوب نتيجة ما تعيشه المنطقة من انغلاق وعادات وتقاليد تصعب من وصولنا إلى فئات المجتمع المستهدفة لكن الآن استطعنا ان نتجاوز الكثير من هذه الصعوبات وأصبح هناك تفاعل كبير من قبل المجتمع وتقبل لما نقوم به واستطعنا ان نكسب ثقة المجتمع .وأضاف السقاف بقوله : المؤسسة بدأت بقدرات متواضعة وبجهد ذاتي من رئيسة المؤسسة بثينة القرشي وكانت المؤسسة في بداية عملها تفتقر إلى الأسس العلمية الصحيحة في التخطيط وإعداد المشاريع وغيرها من الجوانب المتعلقة بطبيعة العمل والبحث عن التمويل لكنها وبعد تدخل الصندوق الاجتماعي للتنمية أصبحت قادرة على المضي قدما والتوجه صوب المستقبل بكل ثقة واقتدار .وأكد حاجة المنطقة إلى لفتة كبيرة من الجهات المعنية والمانحين لمعالجة بعض القضايا التي تعاني منها كالزواج المبكر والتسرب من التعليم وخدمات الامومة الآمنة وغيرها . موضحا أن الكثير من النساء اللاتي يعشن في المجتمع الذي نشأت فيه المؤسسة وتم استقطابهن كمتطوعات في المؤسسة وكن أميات أو في التعليم الأساسي أصبحن الآن قياديات في المجتمع وامتلكن المهارة والثقة بالنفس وبتن يحملن رسالة ولهن هدف لخدمة المجتمع ، وللمؤسسة الفضل في تنمية قدراتهن وتوجيههن التوجيه الصحيح لخدمة أنفسهن وأسرهن والمجتمع .استفادة كبيرة وأثر ملموس وتقول بشرى عبد الجبار محمد شمسان المشرفة على تنظيم المؤسسة : شاركت في هذه الدورة الخاصة بتدبير التمويل وأيضا في جميع الدورات السابقة التي نظمتها المؤسسة بدعم وشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وقد استفدنا بشكل كبير منها وهناك اثر ملموس لمخرجاتها ، ونشعر أننا تطورنا على ما كنا عليه في السابق ، ونعتبر هذه الدورات التدريبية فال خير علينا في المؤسسة وأيضا على صعيد حياتنا الشخصية .وأضافت بالقول : لقد استفدنا من النظام المحاسبي وأساسيات الإدارة وكيفية إدارة المشاريع وغيرها من المهارات المهمة التي تدربنا عليها خلال برنامج التدريب المنفذ .وقالت : هناك قضيتان أركز اهتمامي عليهما من خلال أنشطة المؤسسة في المجتمع الذي نعيشه وقد تدربنا عليها وهي الزواج المبكر وتسرب الأطفال من التعليم وهما ظاهرتان منتشرتان على نطاق واسع ويعاني مجتمعنا منهما ونتمنى أن نترك بصمة ايجابية في الحد منهما وتعزيز وعي المجتمع حولهاما .أنظمة عمل جديدةوتتحدث وفاء علي محمد ثامر المسئولة المالية في المؤسسة بالقول : لقد شاركت في جميع الدورات التي نفذتها المؤسسة وكانت جميعها دورات ممتازة وقد استفدت منها كثيرا حيث لم نكن نعرف الكثير من الأمور قبل التدريب لكن الآن اتضحت لنا أشياء كثيرة على صعيد عملنا في المؤسسة .وأضافت بالقول : قبل ان نلتحق ببرنامج التدريب لم يكن عملنا منظم وكان عشوائي ولم يكن لدينا دفاتر محاسبية ولا توثيق للعمل لكن الآن أصبح عملنا منظماً وفتحنا الدفاتر وعملنا أرشفة وتوثيقاً لكل شيء واستفدنا كثيرا على صعيد تحسين الأداء في عمل المؤسسة وأيضا على صعيد الحياة الشخصية وكل ذلك بدون شك سينعكس على خدمة المجتمع .وأوضحت أن المؤسسة وفي ضوء هذا التدريب اعتمدت أنظمة جديدة في العمل في الجانب المالي وأيضا في التخطيط الاستراتيجي وفي تنفيذ البرامج والأنشطة وغيرها من الجوانب الأخرى .وأشارت إلى أن أول دورة تدريبية شاركت فيها في إطار هذا البرنامج التدريبي كانت صعبة وكان تفاعل المشاركات فيها محدود لكن تدريجيا اكتسبت المشاركات المهارات والمعارف وبدأت الأمور تتضح وبدأت المشاركات يستوعبن مفاهيم التدريب وبداً التطبيق العملي لكل شيء تم التدرب عليه .تدبير التمويلويقول الاستشاري في الصندوق الاجتماعي للتنمية مدرب دورة تدبير التمويل سام علي محمد القباطي : لقد تحدثنا خلال هذه الدورة عن مفهوم تدبير التمويل ومصادر تدبير التمويل للجمعيات والمؤسسات الأهلية ومراحل تدبير التمويل والتخطيط لذلك حيث تعتمد مسألة تدبير التمويل بنسبة 80 % على التخطيط و20 % على التنفيذ وتطرقنا الى كيفية كتابة مقترح تدبير التمويل واهم التقنيات المستخدمة وتنفيذ عملية تدبير التمويل وتقييم العملية وكيفية الحفاظ على المانحين وأخلاقيات هذا العمل .. معربا عن إعجابه الشديد بتفاعل المشاركات في الدورة واستعدادهن الكبير للاستفادة منها .. وقال إن الدورة كانت ناجحة وحققت الهدف الذي أقيمت لأجله.دعم في بناء القدراتمن جهتها قالت منى احمد ناصر الصراري ضابط تدريب ودعم مؤسسي بالصندوق الاجتماعي للتنمية فرع صنعاء : أن مشروع التدريب تم من خلاله استهداف مؤسسة سام من المشاريع التي فيها بناء قدرات للمستفيدين . وقد تقدمت مؤسسة سام للصندوق بطلب دعم لبناء القدرات فيها وقد تم التوضيح لهم بان الدعم لا يتم إلا بعد زيارة ميدانية للمؤسسة والوقوف على بعض المعايير التي يطرحها الصندوق قبل تقديمه لأي دعم لأي مؤسسة . وقد تمت زيارة المؤسسة وتم التعرف على أنشطة المؤسسة وتقرر دعمها ببناء القدرات وبناء القدرات يأتي على مراحل تعتمد على تقييم القدرات المؤسسية والتنظيمية للمؤسسة وتتم عن طريق ورشة مدتها ثلاثة أيام تحدد مستوى المؤسسة ومن بعد تحديد المستوى يتم تحديد مواد التدريب وحقيبة التدريب هي حوالي ستة مواضيع تشمل تقييم القدرات وأساسيات تنموية وأساسيات الإدارة وإدارة المشاريع والمحاسبة وتدبير التمويل .واوضحت أن الصندوق يستهدف من خلال هذا المشروع الذي يمتد لستة أشهر خمس منظمات غير حكومية في المجال المالي والإداري في نطاق امانة العاصمة ، وهناك مراحل لاختيار الجمعيات تبدأ بفرز مكتبي تحدد فيه المنظمة احتياجاتها والتي تتطابق و اهتمامات ومعايير الصندوق والتي من أهمها أن الفئة التي تستهدفها هذه المنظمة هي نفس الفئة التي يستهدفها الصندوق ومن ثم نقوم بزيارة لهذه المنظمات للتأكد من مدى صحة المعلومات ومدى انطباق اشتراطات ومعايير الصندوق عليها ويتم في ضوء ذلك اختيارها .وقالت إن كل تدريب له فترة محددة وبين كل تدريب وآخر هناك فترة زمنية للحصول على المخرجات ومن ثم استكمال التدريب وفي نهاية المشروع يتم تقييم المنظمات التي تم استهدافها وبناء قدراتها والمنظمة التي يتبين أنها مثابرة وطبقت ما تلقته في التدريب ، يمكن الاستمرار معها في المرحلة الثانية وهي مرحلة الدعم المؤسسي .بناء قدرات وتقييم ثم دعم مؤسسيبدورها قالت نجلاء زيد مطيع دماج ضابط التدريب والدعم المؤسسي بالصندوق الاجتماعي للتنمية فرع صنعاء : بعد أن يتم الانتهاء من حزمة التدريب تعطى المؤسسة فترة ستة أشهر وبعدها يقوم الصندوق بعملية تقييم لمدى استفادتها من المشروع ويمكن أن تعطى المنظمة أو المؤسسة فرصة زمنية من ستة أشهر إلى سنة لمعرفة إذا ما استطاعت المنظمة أن تنهض بالمستوى الذي كانت عليه في السابق وأصبحت في مستوى أفضل في الجوانب التنظيمية والمؤسسية واستفادت فعلا من الدورات التي تمت واستطاعت أن تنهض بمستواها سيكون ذلك دافعا للصندوق ليستكمل معها برنامج الدعم المؤسسي وأيضا سيعمل الصندوق معهم في مجال تأثيث الأنشطة والمشاريع التي تقدموا بها وتجهيزها وتنفيذ تدريب نوعي .وأوضحت أن الجمعيات غير القادرة على النهوض بمستواها لن يتأسف الصندوق على انه تدخل معها لأنها في الأخير بدون شك استفادت لكنها إلى حد ما لاتزال بحاجة إلى إعادة استنهاض وهناك منظمات تثبت فشلها لأنها لم تكن ذات جدية لذا لا يستمر الصندوق في تعامله معها . أما الجمعيات التي أثبتت جدارتها وبذلت جهداً أفضل فإن الصندوق يستمر في تعامله وتعاونه معها .وقالت : نحن في الصندوق نعمل مع المنظمات التي تكون عادة فيها مؤشر أو مكون تنموي في عملها وتكون أول دورة تدريبية ننفذها لها متعلقة بأساسيات العمل التنموي ونحاول من خلالها توضيح الدور المناط بمنظمات المجتمع المدني ولماذا وجدت .وأشارت إلى أن الصندوق يعطي اهتمامٍاً خاصاً للمنظمات التي هي قائمة تمارس نشاطاً تنموياً في المجتمع وتحتاج إلى تدخل الصندوق وخاصة التي تعمل في مناطق نائية وكثيفة بالسكان ونسبة الفقر فيها عالية واحتياج المجتمع لتدخل هذه المنظمات كبير .ولفتت نجلاء زيد إلى أن مؤسسة سام وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي تستهدفها في برامج التدريب لبناء القدرات والدعم المؤسسي تعتبر شريكاً تنموياً مع الصندوق وتعامل الصندوق الاجتماعي للتنمية معها يتم ليس كمستفيدين من تدخلات الصندوق ولكن كشركاء من خلالهم نصل إلى المستفيدين من الصندوق في المجتمع وبالتالي دعمنا لهذه المنظمات هو جزء من مساعي الصندوق في الوصول إلى الناس وما يهمنا أن يكون الشريك قادراً وواعيص بان يوصل الرسالة إلى المجتمع بشكل صحيح .