آخر كـلام
الإرهاب الكابوس الذي يهدد الجميع دون استثناء وله صوره المختلفة. نحن اليوم نعلن حربنا على الإرهاب القاعدي الفكر الضلالي والظلامي لكننا نمارس الإرهاب بصوره المختلفة من خلال الظواهر السلبية التي تنغص حياة المواطن والوطن، فالمدنية هي ثقافة وسلوك يمارس على الواقع يرفض المظاهر المسلحة في الشارع العام والسلاح هو اخطر الوسائل المهددة لحياة الأفراد ويستخدم لمواجهة الأعداء والخارجين عن القانون وهذه من مهام الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعد رجالها خير إعداد وتكسبهم قدرة ومهارة في كيفية التعامل مع السلاح واستخدامه وهذه مؤسسات نظامية لها نظمها وقوانينها التي تنظم حمل السلاح ومتى وأين ولماذا وكيف استخدامه ومن يحمل السلاح خارج هذه المؤسسات أو بما يتنافى مع دستور وقوانين البلد تدعى مليشيات خارجة عن القانون وتجرم وفق تلك القوانين تلك هي ظواهر الإرهاب القاتل الخفي الذي يفاجئك في غفلة في الشارع العام . لم اسمع في القوانين الوضعية أو الشرائع السماوية أن السلاح زينة الرجل هذا تخلف لان المنطق يقول أن العقل زينة الرجل والسلاح لا يحمل إلا للغرض الذي صنع من اجله وهو القتل ولهذا يستخدم في الحروب أو ملاحقة العصابات والمجرمين والمخلين بالأمن والسكينة العامة أثناء المهام الموكلة لرجال الأمن وبالمقابل يتسلح به الخارجون عن القانون من عصابات ومليشيات وهؤلاء هم المعضلة لأنهم يحمون أعمالهم المشبوهة ومخالفة القوانين والنظام . كم تعتقد تراجعنا سنوات للخلف بالفكر والثقافة التي شوهت المجتمع ليستخدم البعض الرصاص أداة القتل للتعبير عن الفرح ليصرع بعض الضحايا عن بعد قربانا لفرحته .عدن مدينة الفرح والسلام مدينة العشق والأحلام مدينة الثقافة والعلم مدينة البحر والتأمل سواحلها ملجأ للراحة والاسترخاء وسماع الموسيقى من أعذب الأغاني التي تشتهر بها عدن تغذي الروح وتطهر النفس من نجس الكراهية والحقد والضغائن في عدن وعلى سواحلها الذهبية تعيش أساطير الخيال وجمال الإبداع والحب وفيها من أسماء تلك السواحل التي اقتبست من العشق كمعاشيق والعشاق ويا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبد تعبيرا عن الحب والجمال كل من يتذكر تلك الليالي الجميلة التي استرخى فيها وأسرته وأصدقاءه على شواطئ عدن ومتنزهاتها دون ان يعكر صفوفهم السلاح والرصاص الطائش يتندم على ذلك الزمن الجميل الخالي من المنغصات .هذه المدينة يعكر صفوها حمل السلاح والمسلحون وخاصة في الأفراح التي توصف بالليالي الملاح التي كنا فيها نرمي الورود والفل والكادي لا نستخدم المفرقعات ولا طلقات الرصاص التي تحول الأفراح إلى أحزان فهذه الظاهرة دخيلة على عدن وأهلها كم من فرح تحول إلى حزن وميتم بسبب عنجهية تلك العقول التي لا تفهم ولا تستوعب بل تستعرض فحولتها بالسلاح وتسفك دماء الأبرياء على طرقات الشوارع وبلكونات الشقق وسطوح المنازل بل البعض اخترقت النافذة لتصيب هدفها في غرفة الجلوس وتلك ألقصة ألمحزنة للمرأة التي صعدت لسطح المنزل مع رضيعها لينام على نسمة الهواء العليل وهي تغني له وكان قدره الإصابة برصاصة طائشة من عقول التخلف والجهل اخترقت جسد الطفل الطاهر وفقد الحياة.. الموت عن بعد الذي كان آخر ضحاياه الشاب الطموح احمد توفيق هزاع في سكنية المنصورة الذي اخترقت جسده الطاهر رصاصة الموت عن بعد لتسكن داخل ذلك الجسد وإلى اليوم وهو فاقد الوعي في مستشفى النقيب .المعروف ان السماء مصدر خير وبركة بأمطارها التي تروي الأرض وتطهرها وتلطف الجو اليوم صارت السماء مصدر خطر الرصاص الطائش من عقول فارغة ونفوس خاوية وضحايا تلك الظواهر أكثر من ضحايا صور الإرهاب الأخرى كقتال لصوص الأراضي ومرافقي مشايخ الجهل والتخلف الذين يستخدمون السلاح لتخويف البشر لان رجولتهم لا يجيدونها سوى بالسلاح والنهاية ضحايا أبرياء دماؤهم تهدر وغريمهم يفلت من العقاب والقانون . الم يحن الوقت لنستوعب مخاطر حمل السلاح وتجول المسلحين في المدن وحتى الأرياف أو استخدام السلاح للأعراس أو الاحتفالات وان الرصاصة التي تطلق لابد من أن تحط على الأرض وقد تصيب إنساناً أو حتى حيواناً أي قد تقتل نفساً بريئة أو تعوقها أم لا زلنا لم نستوعب قانون الجاذبية . هل حان الوقت للأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها وتتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يدفع بحمل السلاح أو يستخدمه ويروع المواطنين في الأعراس والأفراح أو يتعمد عرقلة مهام الأجهزة الأمنية في أداء مهامها. هل حان بعد معاناة أن نقف معا لنجعل اليمن ومنها عدن مدينة بدون سلاح ومسلحين لتكون حياتنا آمنة ومستقرة لننعم بالأمن والأمان ونسترخي على الشواطئ وفي المتنزهات ونمارس حياتنا اليوم ونسير في الشوارع و يلهو أولادنا دون خوف ونستقبل زوارنا بمدينة السلام والأمان دون رعب أو خوف.. معا لا لحمل السلاح واستخدامه في الأفراح لنعيش وننعم بالليالي الملاح بإذن الله تعالى .