دعت اليمنيين إلى توحيد الصف ونبذ العنف والإرهاب
صنعاء / بشير الحزمي :استنكرت بعثة الازهر الشريف في اليمن مقتل 14 جندياً في حضرموت من قبل عناصر الشر والضلال ووحشية إقدامهم على قتل الجنود في مشهد يتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف بل وقيم الرجولة والشهامة والإنسانية.ودعت بعثة الازهر الشريف خلال ندوة دينية اقامتها وزارة الاوقاف والإرشاد بالتعاون مع المركز الثقافي المصري بصنعاء بجامع الرضوان بالعاصمة صنعاء عن حرمة الدماء في الاسلام، أبناء الشعب اليمني الى توحيد الصفوف ومواجهة الارهاب بكافة صوره ونبذ العنف والتطرف والغلو .وطالبت البعثة كافة أبناء اليمن بتعزيز الاصطفاف الوطني والابتعاد عن المناكفات الحزبية والمذهبية وبما يكفل خروج اليمن من دوامة العنف والأزمات إلى آفاق السلام والاستقرار والرخاء.وأكدت أهمية دور أئمة المساجد والعلماء والفقهاء ووسائل الإعلام في توعية أبناء الأمة بمخاطر الإرهاب والأعمال العدوانية التي تقوم بها العناصر الإرهابية في سفك دماء الأبرياء وقتل النفس المحرمة .وأهابت بعثة الازهر الشريف في اليمن بجميع أبناء الوطن الوقوف صفا واحدا في مواجهة مخاطر الإرهاب والأفكار الضآلة والمنحرفة ونبذ كل أشكال الفرقة والتطرف والعنف والاحتكام إلى المرجعية الشرعية المتمثلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتصدي للأعمال الشيطانية التي تستبيح الدماء وتروع الآمنين .وحثت البعثة جميع الخطباء والمرشدين وأصحاب الكلمة على القيام بواجبهم في توعية المجتمع اليمني بضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار ، والبعد عن قتل النفس التي حرمها الله من المسلمين والمعاهدين والذميين والمستأمنين .ففي محاضرة له تحت عنوان (حرمة الدماء في الكتاب والسنة ) أوضح فضيلة الشيخ الدكتور الباز الدميلي أن الاسلام حرم سفك دماء المسلمين وغير المسلمين من المعاهدين ، كما حرم قطع الطريق لقتل الناس أو اخافتهم وترويعهم والاعتداء بالثأر للانتقام وأخذ الحق بطريقة غير مشروعة ، كما حرم قتل النفس والترويع والإخافة للغير وإشهار السلاح في وجه الآمنين معتبرا ذلك جريمة بل ان مجرد التفكير بالقتل يعتبر جريمة .من جانبه استنكر فضيلة الشيخ محمد إبراهيم العيسوي في محاضرة له تحت عنوان (موقف الشرع ممن يقتلون باسم الدين وأثر ذلك على المجتمع ) قيام بعض العناصر بقتل الناس باسم الاسلام متسائلا متى اعطى الاسلام هؤلاء الحق ليستبيحوا دماء المسلمين ويقتلوا الناس الآمنين .وأوضح أن الاسلام يعصم الدم والمال والعرض ولا يبيح قتل النفس وان النطق بالشهادتين كفيل بان يعصم دم المسلمين ، مبينا عقوبة من يقتل النفس التي حرم الله متعمدا كما جاء في القرآن الكريم والتى ذكرها في خمس عقوبات .وأكد أن القضية باتت خطيرة وتستوجب من أبناء اليمن نسيان خلافاتهم ونبذ التعصب وان يكونوا جميعا يد واحدة للوقوف بوجه المفسدين، مطالبا وسائل الاعلام بالقيام بواجبها في توعية المجتمع وتوضيح حقائق الامور وموقف الشرع من هذه القضايا.من جهته قال فضيلة الشيخ إبراهيم جمعة في محاضرة له تحت عنوان (الاسلام دين الوسطية والاعتدال والرحمة) أن الإسلام دين محبة ومودة وإخاء ورحمة ، ولم يأت يعلم أبناء الأمة الإسلامية الإرهاب وقطع الطريق وثقافة الكراهية والبغضاء والحقد واللجوء إلى العنف والقتل والتطرف والغلو، إنما أوصى بالاعتصام بحبل الله والعفو والصفح والوسطية والاعتدال.مبينا أن الرحمة صفة من صفات الله عز وجل .بدوره قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمد احمد عويس رئيس بعثة الازهر الشريف في اليمن في تصريح خاص لـ 14 أكتوبر أن الازهر كان وما زال وسيظل منارة العلم وقبلة العلماء والمائدة التى تتلمذ عليها جميع ابناء الامة الاسلامية شرقا وغربا وعربا وعجما .وأكد أن الازهر منهج الوسطية والاعتدال وان ديننا الاسلامي هو دين الرحمة والمحبة والمودة والسلام والعفو والتسامح وأن ديننا الاسلامي لم يكن ابداً دين ارهاب ولا بغي ولا ظلم ولا عدوان ولا سفك دماء.وأوضح أنه وانطلاقا من المسئولية الملقاة على عاتقهم فان جمهورية مصر العربية قد اوفدتهم الى اليمن لنشر منهج الوسطية بالتعاون مع زملائهم المرشدين اليمنيين فإنه قد آلمهم ما تعرض اليمن في الفترة الاخيرة من حادث حضرموت الذي راح ضحيته 14 جندياً لا ذنب لهم ولا ناقة لهم ولا جمل .وقال: من هنا سارعت بعثة الازهر الشريف في عقد ندوة دينية عن حرمة الدماء في الاسلام وستكون هي المقدمة لغيرها من الندوات لننصح اخواننا من ان دماء المسلم وكذا المعاهد والمستأمن وكل من دخل بلاد المسلمين بتأشيرة نظامية من ولي الامر فقد عصمت دماؤهم وأموالهم وحسابهم على الله .وأضاف بقوله : دماء المسلم وغير المسلم محرمة كما قال ربنا عز وجل "ومن يقتل مؤمن متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذبا عظيما " بل كما بين المبعوث رحمة للعالمين" لو أن اهل السماء وأهل الارض اشتركوا في قتل مسلم لأكبهم الله جميعا في نار جهنم".ودعا العودة الى منهج الوسطية والاعتدال والمحبة والتصافح والتسامح والمحافظة على بعضنا وان نكون يد واحدة .مؤكدا أن ديننا الاسلامي دين رحمة فقد رحم الجنين في بطن أمه ورحم الطفل الصغير والمرأة والمريض والشيخ الكبير حتى الحيوان ، فمن عذب حيواناً دخل النار ومن انقذ حيواناً دخل الجنة . وأوضح أن القليل من العبادة مع الاحسان الى الناس ادى الى الجنة وكثير العبادة مع الإساءة الى الناس ادى الى النار .متسائلا ما ذنب الـ 14 جندياً الذين قتلوا في حضرموت وما ذنب الزوجة التي رملت في بداية عمرها وما ذنب الاطفال اليتامى الذين فقدوا حنان الاب وما ذنب الأم الثكلى.. ولماذا قتل هؤلاء وبأي ذنب قتلوا .وقال: عندما يمسك المقتول يوم العرض على الله بيد القاتل ويقول يا رب هذا قتلني فيقول الله للقاتل تعست ويرمى بالقاتل الى نار جهنم ومن هنا قال البعض ليس للقاتل توبة .داعيا الجميع العودة الى الله والتصافح والخوف على بعضنا البعض وان نكون يداً واحدة ، صبية الحزبية او المذهبية او تخوين بعضنا البعض .داعيا الله بان يمن على اليمن وأن يرزقها الامن والأمان والاستقرار وان يقطع يد كل من تطاول على اليمن وغدر باليمن وكاد لليمن .. سائلا المولى عز وجل ان يكافئ كل من مد يد الخير لليمن وان يرزق اليمن ومصر وجميع بلاد المسلمين الامن والأمان.