( أخبار دوت كم ) غرد بلا أوهام أو هلوسات
برلين/ متابعات:توصل علماء ألمان إلى وجود علاقة بين الاستعمال المكثف لموقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي ومرض الذهان النفسي.وأكد العلماء أن مستخدمي (تويتر) والمدمنين منهم بالخصوص هم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالذهان.وتشكل اضطرابات الذهان خللاً في الوظائف العقلية أو النفسية وتسبب أشكالاً شاذة من التصور والتفكير فالمصاب بالذهان يفقد صلته بالواقع. وهناك عرضان رئيسيان للذهان هما الأوهام والهلوسات اللذان يفضيان إلئ صعوبة في التفكير الواضح والتواصل الفعال مع الآخرين.وذكر الباحثون الخمسة المشرفون على الدراسة إنهم توصلوا لنظرية تقول: «بأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أو حتى تحفيز أعراض الذهان لدى بعض المرضى المعرضين للإصابة بهذا المرض خصوصاً».واعتمدت الدراسة في خلاصتها على تتبع حالة واقعية لامرأة في عامها الـ(31) أطلق عليها مؤلفو الدراسة اسم السيدة (سي).وجرى قبول السيدة (سي) في جناح الطب النفسي بمستشفى (تشاريتيه أونيفيرسيتاتس ميدسين) في برلين، وهي عبارة عن جامعة ومدرسة طب يمارس مؤلفو الدراسة عملهم فيها.وأصبحت السيدة (سي) مهووسة بـ(تويتر) في العام 2013م قبل أن تعاني من الانهيار العقلي الذي أدى بها إلى الالتزام بهذه الدراسة. ولم يسبق ذلك ظهور أية مؤشرات للإصابة بالذهان أو أي شكل من أشكال اضطراب الشخصية.وأشارت الدراسة إلى أنها كانت تمضي أحياناً عدة ساعات من يومها في قراءة وكتابة الرسائل، مهملة بذلك علاقاتها الاجتماعية، حتى أنها كانت تهمل أحياناً تناول الطعام وساعات النوم النظامية.وعانت المريضة من أولى أعراض المرض بعد تكثف استعمالها لشبكة التواصل الاجتماعي إذ قالت للأطباء: «بأنها كانت تعتقد بأن ممثلاً مشهوراً كان يرد على تغريداتها على نحو سري من خلال رسائل مشفرة، وسرعان ما بدأت تلاحظ بأن هذه الرسائل كانت تصلها من عدة مصادر على شبكة التواصل الاجتماعي».وتفاقمت أعراض المرض بعد حوالي شهرين، إذ بدأت السيدة (سي) باكتشاف الرموز ذاتها في البيئة الواقعية المحيطة بها ثم بدأت بالشعور بأنه لا بد من وجود تنظيم ما وراء هذه الرموز وتولدت لديها الشكوك بوجود طائفة ما تراسلها، وكان ذلك مؤشراً على تطور وهم الرهاب المنهجي.ويعتقد مؤلفو الدراسة بأنه من الممكن لبنية شبكة التواصل الاجتماعي القائمة على الترميز الذي يلجأ إليه مستخدمو (تويتر) أن تزيد الميل للإصابة بالذهان.ورغم النتائج السلبية لهذه الدراسة يستخدم مختصون بالصحة العقلية وسائل التواصل الاجتماعي كمحفز لإظهار أعراض الأمراض العقلية، بما أن الناس الذين يعانون من بعض الحالات النفسية يميلون للتصرف بطرق نمطية على هذه الشبكات.