آخر كـلام
لاشك بأن الحرب على آفة الإرهاب لا تتم بالقيام بالحملات العسكرية الموسمية وحسب رغم أهميتها وإنما بعملية شاملة ضد كل البؤر المنتجة للإرهاب والداعمة والممولة له ما لم فإن حربنا ضد أولئك القتلة والمجرمين ستظل قائمة وتراوح مكانها بلا نهاية وذلك لان الحرب العسكرية على الإرهاب تبقى محدودة النتائج ما لم يترافق ويتزامن معها افقياً ورأسياً وفي العمق حرب تجفيف المنابع الفكرية والمالية وإعادة النظر في المناهج الدراسية والمراكز الدينية ووظيفة المسجد والإعلام وان تعطف كافة الجهود الشعبية والرسمية مع الدولة ومساندة الجيش كبنيان واحد في مواجهة هذا الخطر الداهم المتعطش لدمائنا ولحوم أبنائنا وقبل كل شيء صياغة مشروع وطني يحدد دور كل من القوى السياسية الوطنية ومواقفها من هذه القضية.وبهذا المعنى فإن الحرب على الإرهاب إن لم تكن تعني الحرب على الفقر والجهل وتجفيف منابع الفساد فإنها لا تعدو كونها حرباً عبثية أو كمن يحرث في البحر !! ولعل الجريمة البشعة التي أودت بحياة 14 جندياً من أبناء قواتنا المسلحة البطلة الذين تم إعدامهم ذبحاً الجمعة الماضية في محافظة حضرموت على يد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي لهو مؤشر خطير على مدى ما وصل إليه هذا التنظيم الإرهابي من تمدد واضح على الأرض اليمنية وفي عدد من محافظاتها الأمر الذي يتطلب معه حشد كل الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة والدخيلة على مجتمعنا وقيم وتقاليد شعبنا وعقيدتنا الإسلامية السمحة والتي تنبذ العنف والتطرف بكل أشكاله وإراقة دم المسلم بغير حق وتدعو للوسطية والاعتدال والتسامح.وتبقى المراجعة الشاملة لهذه القضية الخطيرة ألا وهي ( الإرهاب ) لا تعي الحرب العسكرية والحلول الأمنية المتخذة رغم أهميتها ضد هذه الجماعات الإرهابية المارقة والمتنقلة هنا وهناك وفي الكثير من المحافظات اليمنية فحسب ، بل إن الحرب المطلوبة من الواجب والضروري الكشف ايضاً عن الجهات التي تمول هذه الجماعات وتدعمها وتقف إلى جانبها ومحاكمتها وذلك من اجل استئصال البيئة الحاضنة والخصبة لتواجد هذه الجماعات وتوالدها وفي الأخير فإننا نناشد وندعو كل القوى الوطنية بأحزابها السياسية ومنظماتها المدنية والشخصيات الاجتماعية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والتي تضمن حياة مستقرة وآمنة للجميع وللأجيال القادمة وتقديمها على المصالح السياسية الضيقة والاجتماع على كلمة سواء لتعزيز أجواء المصالحة الوطنية الشاملة ولحقن دماء أبناء الوطن الواحد والتوجه لبناء اليمن الجديد ودولته المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والحكم الرشيد.