صباح الخير
في اجتماع مصغر للحكومة أقرت الزام جميع المرافق الحكومية المدنية والعسكرية دفع مرتبات العاملين فيها عبر البريد، فهل قامت الحكومة بدراسة هذا القرار قبل اتخاذه، وهل يتناسب حجم المسؤولية والعبء الكبير الملقى على مكاتب البريد مع امكانات وحجم هذه المكاتب وعدد العاملين فيها .. وظروف هذه المكاتب غير الانسانية من عدم الانارة الكافية، وعدم التكييف وضيق المكان غير القادر على استيعاب العدد الكبير من القادمين لاستلام مرتباتهم ومعاشاتهم التقاعدية، ناهيك عن التعويضات والمسميات الاخرى وفي آن واحد ولمختلف موظفي قطاعات الدولة المدنية والعسكرية، ناهيك عن الظروف الطارئة من انقطاعات الكهرباء، ونفاد كمية الفلوس، مما يضطر المتعاملين للقدوم قبل ساعات من فتح مكاتب البريد لتكون لهم الاولوية في الوقوف في الطابور، واعداد كشوفات باسماء الواقفين في الطابور، والتأكد بين حين وآخر من صحة الاسماء منعاً للمندسين ويسالك اسمك ايش .. (هدى) .. هدى من، وكأنك في طابور المدرسة والطامة الكبرى عندما يفاجأ الواقفون في الطابور بانتهاء دوام عاملي البريد، وهذا من حقهم، ولكن هذا الموظف أو العامل الواقف لساعات وفي ظروف صعبة، كيف تقنعه بأن يعود مرة اخرى وبعد ساعات ليقف في الطابور مرة ثانية في انتظار ان يذهب موظف البريد إلى بيته ويتغدى وينام ويرتاح، وهو واقف في الطابور، وايصالهم إلى درجة انفلات اعصابهم والدق على الجدار الزجاجي كرد فعل غير متوقع ناتج عن المستوى العالي من الضغط سواء على الموظف أو على عامل البريد.والسؤال لماذا استكثرت الدولة على موظفيها الحصول على مرتباتهم عبر مرافقهم وبكرامة أم انها ارادت مساواتنا بدول متقدمة في هذا المجال وظروفها غير ظروفنا، ولتؤجل هذه المرحلة حتى يصحح واقع مكاتب البريد وتوسعتها وزيادة عدد موظفيها حتى تستطيع ان تعمل وتؤدي دورها بصورة جيدة ولا نقول ممتازة.العقاب الجماعي الذي يتعرض له الموظف اياً كان موقعه نهاية كل شهر، لا يليق لا بعمر ولا مكانة ولا صحة الناس، فارحموا عزيز قوم ذل من اجل استلام راتب، وابحثوا عن حلول تحفظ للناس كرامتها ومكانتها .. وارحموا يرحمكم الله.