حسن الجوار هو طيب المعاملة بين الناس الذين يقطنون حيا سكنياً واحداً ويعد من أعظم السلوكيات الاجتماعية بين البشر لان هذا المسلك لا يأتي إلا بالخير فالمحبة بين المتجاورين تتوطد والأمان يترسخ والسعادة تضم الجميع والأخوة تتجسد فإذا كان هذا يتحقق بين عامة الناس بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم ولغاتهم فإنه من باب أولى أن يكون لنا نحن المسلمين السبق في تطبيق هذه المبادئ السامية في التعامل والتعايش اليومي الذي يندرج تحت مبدأ حسن الجوار كيف لا وديننا الإسلامي الحنيف يأمر بحسن الجوار ويحثنا على عدم التفريط بحق الجار أبداً بل أنه من شروط الإيمان الصادق بالله عز وجل الإحسان إلى الجار من مبادئ الإسلام حين تسلك طريق حسن الجوار بصدق وإخلاص وتصونه وتعمل من اجله الخير وضد الشرفي أي مكان وزمان وما اشد حاجتنا اليوم لان نتمثل هذه الأخلاق لمساعدة ضعفاء أمتنا ونصرة أخواننا في الله الذين يعيشون تحت وطأة الإرهاب والقتل والتنكيل من قبل أعداء الله والمسلمين في مواطن عدة على أرض الله وأن لم نكن على القدر من المسؤولية بالشعور بحقوق الجار ومطيعين لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في هذا الجانب الأساسي في التعامل بين الأمة فإننا لاشك سنظل أمه مفككة العرى والروابط تضرب بعضها البعض وتخدم عدوها أن الإسلام يرتبط بالسلام ارتباطاً وثيقاً سواء من ناحية المادة الأصلية للحرف تتكون من كل كلمة فكلتاهما من مادة السين واللام والميم ومن ناحية المعني فكلتا الكلمتين تدلان على السلامة والأمن والأمان والاطمئنان. السلام هو الإسلام هو الأصل والقاعدة الأساسية فيه وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على مدى اهتمام الإسلام بالسلام وحرصه على أن يسود وينتشر بين البشر جميعاً ولذلك كان أول بيان للرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد الهجرة أن للجنة غرفاً يرى ظاهرها منباطنها وباطنها من ظاهرها قال أيها الناس اطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا الليل والناس نيام عامل أساسي مهيمن ومسيطر على المسلم وفي كل خطوة من خطواته وفي كل تصرف من تصرفاته وفي كل تعامل من تعاملاته سواء مع نفسه أو مع الفرد أو مع الجماعة بصرف النظر عن جنس أولون أو لغة أو دين من يتعامل معه قال تعالى جل جلاله ( بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله أجرة عند ربه ولا خوف عليهم ولا يحزنون ) صدق الله العظيم. ولذلك كان الصمت أن تمتنع عن كل قول يؤدي إلى ضرر أو فكر فتمتنع بذلك عن دائرة الإثم والخطيئة وقلة الكياسة والذوق أليس الصمت أجدى على كرامتنا في التحدث في أعراض الناس وقذف المحصنات في أماكن عامة وخاصة أليس الصمت أكرم على نفوسنا من ثرثرة تؤدي إلى غيبة ونميمة أليس في الصمت خلوة نفسية يحاسب فيها الإنسان نفسه على زلات لسانه ويرجع إلى ضميره وينسى عالم المادة ليحلق في عالم الروح والوجدان أليس في الصمت صيانة لأسرار الأصدقاء وحرب أعصاب على الأعداء.؟ أليس في صمت المؤمن وتأمله في الخلق والخليقة تعظيماً لقدرة الخالق. في صمت جسمك و لسانك يتسلل حب الله في خفايا قلبك وثنايا صدرك وفي صمت الفكر والعقل تهبط عليك أحسن الأفكار وأخصبها وهي أسس كل معرفة إنسانية.
أخبار متعلقة