آخر كـلام
عندما أرادت الغالبية العظمى من الشعب التغيير إلى الأفضل والانتقال بالبلد إلى مرحلة متطورة أسوة بالشعوب والأمم الأخرى المتحضرة والمتقدمة وعندما توفرت الإرادة السياسية للبدء في وضع الأسس لعملية الانتقال والتغيير هذه رأيت البعض من أبناء هذا الوطن للأسف ينتفضون فزعاً من هذا العمل الحضاري الذي يهدف إلى رفاهية وتنمية ورقي المجتمع اليمني الذي كانت له غابر الأيام حضارة وتقدم بل وإزدهار، قد يتساءل المرء عن السبب في ممانعة هؤلاء المعرقلين للتسوية السياسية في بلادنا والذين يكرهون التغيير والتطوير لكنه لن يعدم الجواب وسيجده في أن هؤلاء المثبطين، إما أنهم من الصنف الذي يرفض الغير والتغيير لأنه لايرى في المرآة غير نفسه المستبدة والقامعة لأنه نشأ مقموعاً أو مضطهداً فعندما كبر وبلغ من العمر عتيا أراد التعويض عن ذلك القمع الذي عانى منه صغيراً بأن يضطهد غيره ولا يعترف باختلافه عنه وهذا واحد من الأسباب النفسية التي يمكن للمرء أن يجدها مبرراً لمن يعرقل عملية انتقال تنموية وسياسية واجتماعية داخل بلده الذي يصنف بين دول العالم من الدول الفقيرة بل والأقل نمواً.ومن الأسباب التي تجعل المرء يقف في طريق التقدم غياب الحاضر والمستقبل من تفكيره لماذا؟ لأنه يعيش في الماضي بعقله وقلبه ومشاعره ووجدانه ويتخيل بأن أطوار التاريخ ومراحله متشابهة وتتكرر بشكل آلي أو ميكانيكي وكأن هذا الزمن يعيد نفسه أو كأنه دائرة مغلقة تدور حول نفسها ولا جديد ولا تطوير ولا تغيير ولا يحزنون، فهذا التفكير لا يقبل التغيير إلى الأفضل مادام صاحبه لا يتغير ولا يتبدل ولا يتطور.ومن الأسباب التي تجعل المرء يناضل ضد أي عملية تغيير نحو الأفضل شعوره وإحساسه وأوهامه التي تسيطر عليه بأن عملية التغيير والتطوير إلى الأفضل ستخرجه من كثير من المكاسب والمصالح الضيقة التي كان يستمتع بها على حساب الآخرين الذين يريدون ان يتنفسوا الصعداء ويذوقوا طعم الانتقال إلى حياة رغيدة وسعيدة كانت حكراً على هذا الاناني الخائف على مصالحه من عملية الانتقال والتحضر. من أجل ذلك تجده يقاوم هذا التطور بكل ما أوتي من قوة ومال وجاه وسلطان وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ويبذل الغالي والرخيص أو النفيس من اجل أن يوقف عجلة التغيير ولكن هيهات ولا أمل لديه لأن التاريخ قد علمنا بأن عجلة التاريخ متى ما دارت فلا تستطيع أي قوة ان توقفها (إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر) وستسير قافلة التطوير إلى الأمام مهما كثر الصياح والنباح والنياح والاعتراض من قبل المعترضين أو المعرقلين أو المعيقين لهذه القافلة فهذه سنة من سنن الحياة المتدفقة أما الموت الذي هو ضد الحياة فهو الجمود والتحجر والسكون وعدم الحركة.ما سبق ذكره قد يحدث داخل الوطن ويقاوم من الداخل كالفيروسات الضارة ولكن قد يوجد من يعرقل من خارج جسد الوطن كالجراثيم والميكروبات التي تعيش هنا وهناك وعندما تجد خللاً داخل الجسد تحاول الدخول إلى الداخل وتعمل على نفث سمومها لأنها لا تعيش إلا على جسد منهك وضعيف أما إذا كان الجسد قوياً وبصحة جيدة فإنه سيقضي على الهوام والطفيليات الضارة والسامة بل والقاتلة وقد رأينا دولاً خارجية تعمل على ان تظل بلادنا متخلفة وتحتاج إلى الآخرين وإلى دعمهم وعونهم ومساعداتهم لكي يكون لهذه البلاد امتيازات في بلادنا وتستطيع ان تضع شروطاً وتتحكم بالقرار السيادي لبلادنا بل وتتدخل في شؤوننا الداخلية ولا ترتاح تلك الدول إلا وهي ترى اليمن دائماً وأبداً في قلاقل وفوضى وعدم أمن واستقرار وسكينة حتى نظل في آخر قائمة الدول المتخلفة بل والفاشلة وهذا ما أدركته قيادتنا السياسية الحكيمة بزعامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية (حفظه الله) حين تحمل المسؤولية الجسيمة والعبء الثقيل وآلى على نفسه إلا أن يوصل البلد إلى بر الأمان وأن يفك أزمته ويوقف ويفضح كل من يقف او يعرقل الانتقال الحضاري من وضعه المتردي إلى مصاف الدول التي تعيش في الألفية الثالثة بإذن الله ومعه كل الشرفاء من ابناء الشعب المخلصين من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بعزيمة واقتدار ونحن معهم جميعاً نهتف وندعو الله أن ينصر هذا القائد الحكيم وكل معاونيه المخلصين والموت والجمود لمن يريد الموت والجمود والتحجر والثبات ويقف في وجه تيار التغيير.