نص
الشاعر : مراد محمد أحمد المصري قبور ((غزّة )) فاتحة أشداقها ، على آخرها تبتلع وتبتلع وتبتلع ولكنها ما تزال جائعه أفلا تشبع ؟ ! وأنا هنا في أمن ، وأمان حائطي أحتضنه بعشق ، وغرام والتصق به ، التصاقا وكأننا متماهيانْ وكأننا شيء واحد ..كائن واحد ! ولمَ لا ؟ وهو حاميّ وموئلي ، وملاذي بل أمي ، وأبي ، وأولادي ، وبلادي ! * * فماذا اصنع ؟هل أجنّ ، كما جُنّ ..من تدعونهم بـ ((الأبطال )) ؟و((الشجعانْ )) ؟ الذين - دوما وأبدا - يعشقهم الموت ويتزوّجهم ، زواجا أبديا ؟فلأ كن جبانْ ، ولأكن ضعيفاً ،وحتى حقيراً وتافهاً ، ووضيعاً المهمّ .. أن أعيش ، أن أحيا .فلتتركوني هكذا في حذاء حائطي قاعدا على بولي ، وغائطي أو راقدا أجاور القمامهوأساكن الذّباب ، والدّيدانْ والنّاموس ، والفئرانْ ولكن ليس هذا مهما المهم هو أن أعيش بسلام ،وأمانْ وليمت الأبطال وليهلك الشجعانْ وليفنى كلّ ذي عزّه ، وشهامه ، ونخوة ، وكرامه المهمّ ، والاهمّ هي السلامه !ففي هذا العالم ، القذر لا يبقى ، ولا يسلم ..إلاّ نحن ! ولا يعيش طويلا ، ولا مديد العمر إلاّ من هو ،من مثلي ..إلا نحن -((نحن )) الذين تدعونهم بـ : ((الجبناء )) ، و(( الضّعفاء )) ،و(( التافهين الحقراء ))، و (( والرّعاع )) ،و(( الحثاله)) ، و(( أشباه الزّباله ))- * *والآنْدعوني مع خوفي الذي يغتصبني ، كل يوم بل كل دقيقة ، وكل ثانيه .دعوني مع جوعي ، ومع ظمأي .فأنا أخاف الخروج للبحث عن الطعام ، وعن الماء حتى لا اصطدم بالموت الرّابض ، المتربّص في كل مكانْ إلا ّ.. هنا !فدعوني أنام في أحضانْ ..وفي دفء ، وحنانْ ..حائطي الحبيب ، الرّحيم فأنا نعسانْ وأريد النّوم ..أريد النّوم !!