كتب / مروة رزقيشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله فصل الصيف إذ يمتد الصيام إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم فيستمر الجسم في فقد الماء على مدار تلك الساعات ليصل إلى الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل.والماء من أهم المشاكل التي تواجه الصائم خاصةً في فصل الصيف، لذا يعتقد الكثيرون أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها.وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة هبة سامي إبراهيم مدرس مساعد فسيولوجي ، أن الماء مفيد لكل أجهزة الجسم وأن الإنسان يحتاج إلى مابين2 إلى3 لترات ماء أو سوائل يومياً، وتزيد هذه الكمية في حالة الحمل والرضاعة والطقس الحار.فنجد البشرة مثلاً تحتاج إلى شرب الماء بانتظام لأن نقص الماء يؤدي إلى جفافها وتشققها وظهور التجاعيد المبكرة وتشقق الشفايف، كما أن الماء يعطي العين البريق، أما نقص الماء فيؤثر على العين ويؤدي إلى جفافها، أما القلب فالماء مفيد جداً لعدة أسباب، حيث إنه يقلل من لزوجة الدم مما يقلل من المجهود على ضخ الدم بصورة جيدة إلى أجزاء الجسم، كما أنه يساعد في منع حدوث الجلطات والأزمات القلبية.وأوضحت سامي أن شرب الماء يزيد من كفاءة عمل الجهاز الهضمي الغذائي، ويزيد من إنتاج الطاقة في الجسم مما يؤدي إلى حرق السعرات الزائدة مما يساعد على الاستفادة من الريجيم وإنقاص الوزن.ويساعد شرب الماء أيضاً بانتظام على التخلص من الأملاح المتراكمة التي تؤدي إلى حصوات الكلى وارتفاع ضغط الدم، حيث وجد أن بعض الأشخاص الذين يعانون منه قد يكون بسبب تراكم الأملاح في أجسامهم.كما أن الماء مهم أيضاً للحفاظ على الأسنان لما يحتويه من أملاح معدنية وكلوريد وفلوريد ويساعد الماء أيضاً على إفراز اللعاب لتسهيل عملية مضغ الطعام والهضم.وتوصي سامي أن تكون درجة حرارة المياه التي نشربها خاصةً عند بداية الإفطار متوسطة البرودة، لأن شرب الماء المثلج لايروي العطش، ويؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي يؤدي إلى ضعف الهضم، كذلك دفع الماء للطعام أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصة للهضم، وللحصول على هضم جيد يجب مضغ الطعام جيداً.وتنصح سامي بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور لأن هذه الأغذية تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألبان التي تبقى فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش مع تجنب وضع الملح الكثير على السلطة، والأفضل وضع الليمون عليها والابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة، مثل السمك المملح وجميع أنواع المخللات، لأن هذه الأغذية تزيد من حاجة الجسم إلى الماء.كما تحذر من شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة أو ملونة صناعيا، أو التي تحتوي علي كميات كبيرة من السكر، لأن السكريات تزيد من الإحساس بالعطش، كما أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية خاصةً لدى الأطفال ويمكن استبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه ولكن يحذر من الإكثار من هذه العصائر أو المياه الغازية لأنها تؤثر بشدة على المعدة وتقلل من كفاءة الهضم وتحدث بعض الاضطرابات الهضمية، لذلك لابد من الاعتدال في كل شيء، كما ورد بجريدة الأهرام".وأكدت أن الصائم يستطيع باتباعه نظاماً غذائياً صحياً تحمل العطش أثناء ساعات النهار، وهذا النظام يعتمد على عدم تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل خاصةً في وجبات السحور لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها.إلى ذلك أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الإفطار بالماء البارد يسبب الشعور بمزيد من العطش، كما أن الإكثار من تناول المشروبات المثلجة في رمضان لا يحل مشكلة العطش بل يضاعفها، وذلك لأن الماء والمشروبات المثلجة تقوم بتبريد الأغشية المخاطية للأنف والفم مما يجعلها أقل قدرة على أداء وظائفها في حماية الجهاز التنفسي، كما أنها تقلل العصارات الهاضمة مسببة صعوبة في عمليات الهضم.كما يؤدي اللجوء للمثلجات إلى انخفاض المناعة في الجسم، وذلك عكس اللجوء للمشروبات الدافئة أو الحارة كالألبان والماء والشوربة والعصائر الطبيعية التي تسبب شعوراً حقيقياً بالارتواء بلا مشكلات صحية.وحذر بدران من إفطار الصائمين بشراهة على كميات كبيرة من الأطعمة خاصةً السكريات والكربوهيدرات والدهون والمخللات، لافتاً إلى أن ذلك يؤدى إلى ارتخاء المعدة والإصابة بعسر الهضم وضيق التنفس.وعن أفضل مشروب صحي يقدم للأسرة المصرية، يقول الدكتور مجدي إن شوربة عيش الغراب هي الأفضل لأنها مرتفعة القيمة في الماء85% والبروتين، كما أنها قليلة النشويات وهى نشويات من النوع المنشط للبكتريا الصديقة في الأمعاء.بالإضافة إلى احتوائها على كمية كبيرة من المعادن، مثل "السيليثوم" وهو أحد مضادات الأكسدة والذي يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة والتهابات الجلد وسقوط الشعر والأنيميا ونقص هرمون الغدة الدرقية ونقص قدرة الجسم على التخلص من المعادن الثقيلة، كالزئبق والرصاص وانخفاض كفاءة جهاز المناعة والإصابة بالربو الشعبي والعقم في الذكور.كما أنها تحتوي على النحاس المقوي للقلب والفسفور المفيد للعمليات العقلية والبوتاسيوم الذي يساعد على عمليات التمثيل الغذائي ويقاوم الاكتئاب والزنك والمغنسيوم وفيتامين "سي" و"بي"، بالإضافة إلى الصوديوم والكايتين وحمض الفوليك وغيرها من العناصر.وأضاف بدران أن "البيتا جلوكان" الموجود بشوربة عيش الغراب يساعد مرضى حساسية الأنف على التحسن وبالتالي فهو مفيد لـ20 % من المواطنين المصريين و25 % من أطفال العالم الذين تنتشر بينهم حساسية الأنف المسببة للعطش والاحتقان والسيلان وانسداد الأنف والصداع وتسرب إفرازات الأنف ويؤدي إهمالها إلى الإصابة بحساسية الصدر. (7 ) نصائح للتغلب على العطشويرجع الدكتور بهاء ناجى استشاري التغذية وعلاج السمنة، السبب في ذلك إلى نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم، حيث إن هذا يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، لذا يقدم ناجي بعض النصائح للتغلب على العطش:1 - عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خاصةً في وجبة السحور.2 - تناول كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار.3 - تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تظل وقتاً في الأمعاء فترة طويلة، مما يقلل الإحساس بالجوع والعطش.4 - الابتعاد في وجبة الإفطار عن تناول الأكلات والأغذية المالحة والمخللات، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، ويفضل بدلاً منها الخضراوات المطبوخة، مثل الفاصوليا والكوسة، كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها.5 - الإكثار من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل العرقسوس والتمر الهندي والكركديه، لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي.6 - الإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، والسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من البقدونس، والكرفس والخيار والطماطم وبصل والقرنبيط وأنواع أخرى من الخضروات لا تحصى.7 - يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغني عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التي تكفي حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خاصةً في أيام الصيف الحارة.وقد أوضح العديد من الأطباء أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور لا يقضي على الشعور بالعطش أثناء الصيام في اليوم التالي، لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تفرزها الكلية بعد ساعات قليلة من تناولها. كما أن شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة صناعياً والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر خطر على الصحة، حيث أكد أطباء التغذية أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية لدى الأطفال، وينصح باستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.
تناول الماء بكثرة أثناء السحور لا يحمي من العطش
أخبار متعلقة