فيصل بن غالب إن لكل بناء أسساً وقواعد وأركاناً يستقيم عليها وإلا لهوى ذلك البناء، فللصيام أيضاً قواعد وأركان فإذا سقط ركن من هذه الأركان لم يتحقق الصيام والعمل به. فأركان الصيام أربعة هي : مصام له وهو الله سبحانه وتعالى وفيه النية .وصائم وهو العبد المسلم أو المسلمة. ومصام عنه وهو المفطرات والمأكولات والمشروبات والمنكوحات. ومصام فيه وهو الزمان الذي نحن فيه وهو اليوم الحاضر من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس. أما شروط الصيام فسبعة وتنقسم إلى قسمين شروط صحة وشروط تكليف.فشروط الصحة وهي : الإسلام . العقل . تبييت النية . خلو المرأة من الحيض أو النفاس. فتبييت النية تكون من الليل لكل يوم وعقدها في أول وقته عند انتهاء المتسحر من سحوره. فعن حفصة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى عليه وسلم ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي. أما شروط التكليف وهي : القدرة على الصيام : بأن لا يكون عاجزاً أو مريضاً مرضاً مزمناً. الإقامة : أي لا يكون مسافراً فالمسافر له حكم آخر. البلوغ في السن: أي أن لا يكون دون سن التكليف. أما واجبات صيام رمضان فسبعة وهي : وجوب الإمساك إذا بزغ الفجر الصادق. وجوب الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وجميع الأشياء التي تؤدي إلى الإفطار حتى يتحقق غروب الشمس. وجوب الاستمرار على نية الصيام حتى يتحقق من غروب الشمس. وجوب إخراج مافي الفم لمن أفطر من رمضان ناسياً أو عامداً بغير عذر أو إذا صح المريض من مرضه في أثناء النهار فعلية الإمساك حالاً، أو إذا عاد المسافر إلى بلده في نهار رمضان فيجب عليه الإمساك، أو طهرت الحائض أو النفساء، أو أسلم الكافر أو بلغ الغلام أو الجارية الحلم أو أفاق المجنون أو المغمى عليه فيجب على هؤلاء جميعاً الإمساك عن الطعام ومواصلة الصيام حتى غروب الشمس والقضاء عن هذا اليوم. ويجب على الصائم الابتعاد عن زوجته وأمته إذا خشي على نفسه الوقوع في المحذور. وجوب ترك قول الزور والعمل به والجهل والغيبة والنميمة وجميع المحرمات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري.أن يكون الصائم محباً لصوم شهر رمضان لا كارهاً له ومتضجراً منه لأنه مما فرضه الله وأنزله. قال الله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم ) محمد (9). لأن صوم الصائم لشهر رمضان وهو كاره له ومتضجر منه يحبط عمله ولا يحصل به على الأجر والثواب فلا يجني من صومه إلا الجوع والعطش لعدم إخلاصه في النية ولم يحتسب ذلك عند الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).
|
رمضانيات
أركان الصيام وشروطه وواجباته
أخبار متعلقة