كتب/ المحرر السياسيفي خضم الأزمات الخانقة والحروب المتناثرة هنا وهناك على خارطة الوطن، لكم يتمنى المرء أن تستلهم القوى التي تثير تلك الأزمات وتدير بؤر الاحتراب من دروس النضال السلمي الذي اجترحه الحراك الجنوبي، وهو يعبر عن معاناة عميقة الجروح ، بالغة الأثر حتى تحققت لهذا النضال السلمي تطلعاته في إعادة بناء الدولة الاتحادية على أسس حديثة ومتطورة تقوم على العدل والحرية والمساواة والشراكة الوطنية المتكاملة .حقاً ، لكم يتمنى المرء أن تتعلم هذه القوى المتحفزة للاستيلاء على السلطة ودأبها المستمر على تخريب الوطن وتدمير مقدراته وعرقلة مسارات التسوية السياسية.. لكم يتمنى المرء أن تتعلم هذه القوى من دروس النضال الجنوبي السلمي ورفضه العنف طريقاً لتحقيق مطالبه المشروعة ، بل واتكائه على لغة الحوار منطق العقل والحكمة عوضاً عن الارتهان إلى لغة الرصاص أو الاحتكام إلى القوة والعنف.الحقيقة، لقد كانت لحظة فارقة بين مشهدين، يدعو كل منهما إلى التأمل، فبينما كانت العاصمة صنعاء تستضيف احتفالية الذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوبي السلمي بكل ما تعنيه هذه المناسبة من دلالات على انتصار قيم الاحتكام إلى النضال السلمي من أجل رفع الظلم وإزالة الغبن .. كنا نرى في هذه اللحظات الفرائحية أخرى تنذر بكارثة وشيكة على استقرار الداخل من هناك في مناطق عمران وغيرها، حيث رائحة البارود وأشلاء القتلى وأزيز الرصاص وأصوات المدافع وآهات الثكالى !إن تلك هي واحدة من المفارقات المؤسفة والحزينة والتي لا تستقيم مع الإجماع الوطني والتأييد الأممي لمسار التحولات السياسية التي يشهدها اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وبخاصة مع التوافق على مخرجات إعادة بناء البيت اليمني من الداخل وفقا لمنظومة متكاملة جديدة من أسس الحداثة وكفالة الحقوق والحريات والعدالة والحكم الرشيد. وأمام هذه المقاربة بين النضال السلمي للحراك الجنوبي والسعي المحموم للحركة الحوثية فرض آرائها بقوة السلاح ، فإن ثمة حقائقً صاعقة في إطار مثل هذه المقاربة التي تتطلب من تلك القوى المحتشدة خلف أوهام قوة السلاح تحكيم لغة العقل قبل أن تحل الكارثة بالوطن وتغليب المصالح العليا على ما عداها من مصالح نفعية و مذهبية ومناطقية ضيقة .وفي ضوء هذه المقاربة المؤسفة ما نفع إن ربحت هذه القوى العسكرية المعركة وخسرت الوطن؟ ..بل لعل الأجدر-في هذا السياق- أن تأتي مفـاوضاً على طاولة الحوار وهو خير من أن تأتي ويداك ملطختان بالدماء بعد فوات الأوان وخراب الوطن.
مقاربة الحـراك السلمي والحركات المسلحة !!
أخبار متعلقة