التوحد .. إعاقة يجب التنبه منها !
إعداد / أماني العسيري بداية حياة أي زوجين هي التفكير في إنشاء أسرة من اجل الشعور بالاستقرار وانهما يمكن أن يقدما للمجتمع أو الأمة أجيالاً تتحمل المسؤولية التي يتركها الآباء للنهوض بالمجتمع الإنساني ، ولكن مع وجود الكم الهائل من الأمراض التي تحد من استمرار الوجود الإنساني وتبطئ العملية الإنمائية للمجتمع ، وجب تحذير كل من الأم و الأب بإعطائهم النصح والمشورة للوقوف بثبات في مواجهة ما يعترض أطفالهم من المشاكل وخاصة الصحية منها وأصعب ما يمكن مواجهته هو( الإعاقة ) ، وهي اخطر الأمراض لأنها قد تلازم صاحبها إلى أن يغادر الحياة . والإعاقة تتخذ صوراً مختلفة ومتعددة نذكر منها إعاقة ( التوحد ) ونحاول أن نستعرض بعض الأمور المتعلقة بها .[c1]المعرفة أولا[/c] إن المتوحد هو الذي ينغلق على نفسه ويعيش في عالم من صنعه الخاص ما يحجز كل ما يدور حوله في الواقع الخارجي ، ويحجب عنه بذلك التواصل مع كل ما يحيط به . ولتجنب الإصابة بالتوحد نضع بين أيديكم النصائح والإرشادات التالية : ـ لابد من الحرص عند الإقدام على الحمل أن يتم الكشف المبكر ومعرفة التطورات الطبيعية لنمو الطفل منذ الميلاد حتى دخوله المدرسة . ـ كما أن الاهتمام بالأمهات اللاتي لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة والذين لديهم إعاقة التوحد بصفة خاصة مهم جدا لتقديم المساعدة لهن في تحمل هذه المحنة . ــ ويجب التأكيد على ضرورة الاهتمام بالأطفال المتوحدين من جانب الجهات المختصة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة ، عبر إجراء المزيد من البحوث والدراسات الطبية لمعرفة أين الخلل وعلاجه . [c1]برامج التوعية والدمج الاجتماعي[/c]وما يمكن أن تقوم به المجتمعات للحرص من أجل تقليل نسبة الإعاقة وكثرة (المعاقين ) ، إمداد السيدات الحوامل ببرامج التوعية والحد من الإعاقة ، وذلك بحضورهم ندوات من شأنها أن تكسبهم مهارات للوقاية ومسببات المرض والبعد عن أي مصدر قد يسببه .ويعد الدمج الاجتماعي وخاصة للأسر المتزوجة حديثا ولديهم الطفل الأول من الأساسيات ، وهو ما يوفر عليهم صعوبة العيش في مجتمع يرمقهم بنظرة الشفقة والأسى وبالتالي يجعلهم في معزل عن الاختلاط ، وهذه العزلة الاجتماعية تكون سببا في الإصابة بالتوحد ، كما أن إتاحة الفرصة لدمج المصابين بهذه الإعاقة في المدارس العادية ومحاولة التعامل معهم وإشراكهم في الأنشطة الاجتماعية يحفزهم بالابتعاد عن القوقعة حول أنفسهم وهو ما يفضلون العيش فيه دائما . من الضرورة إعداد برامج توعية لأفراد الأسر من اجل التدخل المبكر مع الطفل التوحدي واحتواء مشكلته وهو مايزال في بدايات عمره ، والعمل على تقديم الأنشطة الحركية في المساعدة على التواصل وخاصة التواصل اللفظي واللغوي والاجتماعي والتي تمكن الطفل التوحدي من مساعدة ذاته وتحقيق الاستقلالية لديه .وتعتبر مشاركة المجتمع ومساهمة كل الأطراف التي من شانها أن تسهم في تفعيل الدور الايجابي لمعرفة الحلول والتخفيف من وجود مثل هذه الإعاقة . فلماذا لا يتم إعداد أقسام تعنى بهذا المرض في كليات الطب وخاصة في أقسام المخ والأعصاب لدراسة هذه الظاهرة التي حار الأطباء فيها ، ومعرفة ما أذا كان هذا المرض هو اضطراب نفسي أو عارض من العوارض النفسية والعصبية ؟ ومن الضروري التأكيد على أهمية دور الإعلام بجميع وسائله في إبراز مايمكن أن ينتجه هذا المرض من جيل يحتاج إلى المساعدة والرعاية بدلا من أن يكون هو المساعد والناهض بأمته ، وحتى لا يتحول مجتمعنا إلى مجتمع معاقين وهو في أمس الحاجة لكل طفل سيسهم في بناء المستقبل .