سطور
إعداد/ ميسون عدنان الصادق:وصف الروائي الفرنسي الشهير (بالزاك) جزيرة كورسيكا بالعبارة التالية:جزيرة فرنسية تنعم بشمس ايطاليةسكان الجزيرة يتحدثون الكورسيكية بالإضافة الفرنسية والإيطاليةتعرضت عبر التاريخ لهجمات وغزوات تركت أثرها على أسلوب البناء الهندسي فيها من حيث بناء القلاع وحفر الطرق والخنادق والمسالك الصعبة للتنقل بين مختلف مناطقهاتحتفل الجزيرة في 15 أغسطس (آب) من كل عام بذكرى ميلاد (نابليون بونابرت)كورسيكا من هنا بدأت حكاية بونابرت ...أشرقت شمس كورسيكا عام 1969م على ولادة طفل في أسرة ارستقراطية أصبح فيما بعد إمبراطور فرنسا بين عامي 1804 ـ 1815 خاض معارك عديدة وانتصر فيها لكن هزيمته الحاسمة في معركة لواترلو عام 1815. دفعت شعبة الى نفيه الى جزيرة (سانت هيلانه) جنوب المحيط الأطلسي حيث توفي فيها عام 1821 انه نابليون بونابرت الأول الذي منح جزيرة كورسيكا شهرة عالمية وأصبحت تستقطب مئات الآلاف سنوياً ليس فقط لزيارة مكان ولادة الامبراطور الفرنسي بل لقضاء أجمل الأوقات مع شعبها الودود وبين طبيعتها الجميلة ومناخها الرائع حيث يتعانق نسيم الجبال العليل المعطر برائحة الصنوبر مع شمس المتوسط التي تشرق يومياً على ارض (اللؤلؤة المتوسطية).بطاقة بريدية ..الطبيعة الكورسيكية خليط فاتن وساحر من الجبال الدائمة الخضرة والسهول المنبسطة والمروج التي تضج باكثر من لون وبين هذا المزيج المدهش هناك الأبنية القرميدية بهندستها الكورسيكية النموذجية التي تتعالى بين الطبيعة الخضراء جاعلة المناظر المميزة لمدن وقرى الجزيرة شبيهة ببطاقة بريدية ملونة بالوان تحمل الفرح والسعادة الى القلوب.واجاكسيو هي العاصمة لمكان ولادة (نابليون) يعيش في العاصمة حوالي (60) الف نسمة ويشبهها كثيرون بمنطقته الـ (كوت دارزور) كما يوجد في هذه العاصمة متحف افتتح عام 1839م تكريماً للكادردينال فاش شقيق والدة نابليون الذي اهدى المدينة مجموعة فاخرة من هداياه منها لوحات زيتية لاشهر الرسامين الايطاليين امثال تيتيان و فيرونيزية و بلليني وغيرهم.بجوار المتحف تقع الكنيسة الملكية وفيها يرقد مجموعة من عظماء كورسيكا السابقين اما نابليون بونابرت بعد وفاته نقل جثمانه الى باريس وتبقى مكتبة البلدية في العاصمة على قائمة اكثرية السياح وتتميز بهندستها الجميلة حيث المجسمات المنحوتة بعناية ودقة تستقبل الزوار عند المدخل. يعود الفضل في افتتاح المكتبة عام 1801 الى لوسيان بونابرت لحفظ آلاف الكتب التي كانت مبعثرة في احد متاحف الجزيرة وفي العاصمة ايضاً متحف بانديرا الذي يحكي عن تاريخ الجزيرة بدءاً من نشأتها منذ اكثر من (6) آلاف عام حتى الحرب العالمية الثانية.كما يعرض من خلال الديوراما (صورة ينظر اليها من خلال ثقب في جدار حجرة مظلمة) معركة (بونتية نوفو) التي جرت عام 1769م التي تم خلالها ضم الجزيرة الى الاراضي الفرنسية.منزل وساحةيوجد المتحف الوطني في العاصمة (اجاكسيو) الذي يشمل ضمن مساحته المنزل الذي ولد فيه الإمبراطور الفرنسي بإمكانك دخول الغرفة التي ابصر فيها الفون يفتح المتحف ابوابه من التاسعة صباحاً ولغاية السادسة مساءً لكن مواعيد الزيارة تتبدل قليلاً وفقاً لكل موسم.تتركز معظم معالم العاصمة السياحية حول (نابليون) والقاعة التي كان يقيم فيها الامبراطور مآدبه وحفلاته التي تحتويها المفروشات والتحف والصور التاريخية لاسرة (بونابرت) وبين معلم سياحي وآخر ستكون لك وقفة في ساحة (اوسترلتز) التي يعلوها مجسم كبير لـ (نابليون) ويقال انه كان يلهو كثيراً في هذا المكان وهو طفل ولذلك شيد الجسم تذكيراً كونه موضع عز وافتخار لكل مواطن كورسيكي.رحلة إلى الشمالباسثناء هي اهم مدينة في شمالي الجزيرة وقد اختيرت عام 1452م لتكون عاصمة كورسيكا وقد حافظت على مكانتها كعاصمة لغاية صدور قرار من قبل نابليون عام 1911م يجعل اجاكسيو عاصمة الجزيرة لقربها من الاراضي الفرنسية وجولة في ازقة المدينة القديمة تعيد الزائر الى الماضي لان فيها العديد من الاماكن التاريخية التي بنيت منذ مئات السنين منها دار البلدية التي كانت تستخدم في السابق لإقامة الأعراس الملكية والمناسبات الرسمية وبجوارها سوق لبيع المنتجات المحلية وسلسلة من المطاعم التي تقدم الأطباق الغذائية التي تشتهر بها الجزيرة.