العميد الركن/ فرج حسين العتيقي:قائد اللواء (31) مدرع كانت وبحق الفاجعة الكبرى والحزن العميق والخسارة الكبرى للوطن عموماً.. ولقواتنا المسلحة خصوصاً ذلك الخبر صباح يوم 2012/6/18م باستشهاد قائدي.. وأستاذي في المجال العسكري.. وأخي.. ورفيق دربي البطل اللواء ركن/ سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء/ 31 مدرع بحادث إجرامي بشع وخسيس دبرت له قوى ظلامية.. ونفذته أياد إرهابية بتفجير واحد من عناصرهم المسعورة لنفسه مستهدفاً بذلك قائداً مغواراً ومقداماً هو شهيدنا البطل اللواء ركن/ سالم علي قطن (أبو صالح) رحمه الله.كغيري من القيادات العكسرية اليمنية عملت تحت قيادته كقائد كتيبة في الجوف لسنوات.. وأركان لأحد الألوية المشاركة بمعركة السيوف الذهبية بمديرية لودر بمحافظة أبين هذه المعركة التي قادها باقتدار عالٍ والتي أدت بعون الله تعالى وعزيمة كافة المقاتلين من الوحدات العسكرية والأمنية المسنودة من أبطال اللجان الشعبية إلى تصفية العناصر الإرهابية.. وأسقطت أحلام مشروعهم في قيام حكم الإمارة الإسلامية ودحرهم من عاصمة محافظة أبين وعدد من المديريات التابعة لها.وخلال سنوات عملي معه كقائد عسكري لنا تعلمت منه ومن خبراته وأدائه الكثير والكثير من العلوم العسكرية والفنون القتالية وعرف للجميع بالقائد العملاق والجسور.. وعرف بالعم سالم قطن القائد.. والإنسان بكل معاني الإنسانية.. في قربه من الجميع ومرؤوسيه والمحبوب لديهم يجلونه وينفذون تعليماته وأوامره المشهود بصوابيتها.. وكان أيضاً قريباً من رؤسائه ويحظى باحترامهم وتقديرهم مدركاً في الوقت نفسه أهمية الحفاظ على المسافة ما بينه وبين مرؤوسيه وبين رؤسائه.. وهي من أهم الصفات المهنية للقائد العسكري المحترف.. ومن الصفات المتميزة للشهيد البطل سالم قطن عند زملائه منذ مراحل دراسته الأولى، تقدمه في دراسته وحصوله على المرتبة الأولى نهاية كل عام دراسي.. واستمر بذلك حتى التحاقه كطالب في الكلية العسكرية بمعسكر صلاح الدين في محافظة عدن في سبعينيات القرن الماضي وكان من أوائل الخريجين منها برتبة ملازم ثان واستطاع أن يلفت انتباه المدرسين والخبراء العسكريين في الكلية العسكرية من خلال مهارته وذكائه في التطبيق الميداني والنظري.وكان أصغر العسكريين سناً المشاركين في الدراسة العليا بالأكاديمية العسكرية في الاتحاد السوفييتي سابقاً وكان في مقدمة زملائه الدارسين هناك وحظي بإعجاب كبار الخبراء والأساتذة العسكريين السوفييت ومنح شهادة تقديرية عالية في حفل تخرجه من الأكاديمية بروسيا.وفي جنوب الوطن كان أصغر سناً من القيادات العسكرية في ثمانينات القرن الماضي حيث يتولى قيادة لواء مشاة وهو لواء الشهيد شلال برتبة نقيب بينما هذا الموقع كان يسند للقيادات العسكرية برتبة رائد وما فوقها.وقد وصف الشهيد البطل سالم قطن من قبل العديد من الشخصيات ومختلف شرائح المجتمع المدني العسكري بالشخصية الوطنية والفارس والشجاعة والعزيمة والبساطة التي لا تعرف الغرور، ولا الكبر وبتميز شخصيته وأدائه. وبوحدوية توجهاته الوطنية والشموخ.. ورجل يجمع عليه الجميع.وقال عنه الفقيد اللواء ركن سعيد سالم العريقي بأن رفيق دربه اللواء سالم قطن له صفات مميزة حيث كان مثالاً في الكرم والجودة متواضعاً لا يعرف التعالي والتكبر على أحد من الناس يحترم الجميع سواء كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منه منزلة، يعرف حقوق الناس ويؤديها إليهم طاهر النفس ولا يعرف الحسد والبغض والكراهية وكان يستشير أصدقاءه ورفاقه ويأخذ بمشورتهم ويتحسس مشاكل من يتبعه من الأفراد والضباط ويعمل على حلها قدر الإمكان.أما رفيق دربه المناضل اللواء أحمد مساعد حسين فقد قال في مرثية لشهيد الوطن سالم قطن:فقدناكم يا أقرب الناس من رفيقي وأخي والسند والضمارمزقت في الكود كل الفلول وأوكارهم في مدينة جعارمن حيث ظلوا سنة مقفلة في وادي دوفس وفي باجدار وأخيراً وليس بأخير تغمد الله الشهيد سالم قطن وكل شهدائنا الأبرار بواسع رحمته وستظل وعلى مدى الدهر مآثر سالم قطن البطولية محفورة في أذهان الوطن وأجيالنا القادمة.. ولن ننساك دوماً وأبداً.
|
تقارير
عامان على استشهاد البطل اللواء ركن سالم قطن
أخبار متعلقة