للمعنيين فقط
إذا كنت موظفاً حكومياً ورماك سوء حظك وبخس نصيبك وضعف حالك،وافتقارك إلى ظهر يسندك ووساطة ترفعك وتوصية تدعمك، وتسهل طريق التحاقك بمؤسسة أو هيئة أو مصلحة سيادية أو سياسية أو ذات استقلالية مالية وإدارية، إلى احضان مرفق أو ادارة لا تصنف من ذوات السيادة والسياسة والاستقلالية. وكنت ممن امتحنهم الله بنعمة سواء السمع والبصر والتفكير، فلم تقو على تجنب الخوض في ابعاد تلك المفارقة.والبحث والوصف والقدرة على امتلاك الحجة، والبرهنة واقامة المقارنة بين مرفق عملك وتلك المرافق المغايرة. فإنه يكون عليك هنا ان تتمنى على الله بأن يمدك بالغباء والجنون والتوهم وسعة الخيال بحيث تظن وتعتقد انك انما تقف امام مقارنة بين مرفقك الذي تعمل فيه ومرافق اخرى تقع خارج حدود وطنك حتى لا يتمكن منك الاستغراب والذهول والدخول في كومة أو يصيبك الجنون.وإذا كنت غير قادر على تناسي وتجاهل حقيقة وضعك كموظف لا يكاد يكفي راتبك الشهري سد رمقك وحدك فكيف بأسرتك ومن تعول، وذلك الموظف الذي درس معك وله نفس مؤهلك إلا انه يتقاضى أجراً شهرياً يفوق عشرات المرات راتبك مضافاً إليه ميزات وامتيازات ومساعدات وتأمين صحي وضمانات و .. و .. لا لأنه يفوقك درجة وكفاءة، وانما لانه موظف في واحدة من تلك المرافق ذات الحظوة والمكانة والاستقلالية .. لذا فإن عليك هنا أيضاً حتى لا يتضاعف في نفسك الاحباط ويمتلئ قلبك بالحقد والكره والانهزام وتستحيل حياتك إلى حطام على حطام أن تدير ظهرك وتمد في غبائك وان تعود نفسك على الشك وتكذيب ما حولك مقنعاً نفسك ان ما عليه صاحبك الموظف مثلك من فارق واختلاف في الراتب والأجر والدخل والعلاوات انما يعود لانه قد حصل على عقد عمل خارج البلاد وليس في مرفق بجوار مرفقك.أما إذا عجزت كموظف في مرفق (هشتي) عن ترويض وتدجين نفسك ومنعتك انسانيتك من التوفق في الغاء سمعك وبصرك ومواراة وتكذيب احاسيسك ومشاعرك وقبولك ورضاك بما الحقته بك من غبن وقهر سياسة الاجور المشوهة والعشوائية، فإن عليك ان تقضي عمرك تندب حظك صارفاً الكثير من جهدك وتفكيرك وسفك خلايا جسدك ومرهقاً نبضات قلبك، مقبلاً رغم انفك وغصباً عنك على التقصير في عملك والتقاعس عن تأدية واجبك والإنكفاء على نفسك يغلب عليك شكك في مواطنتك وحصولك على حقوقك، يطحنك ويزيد من إذلالك فسق وفجور القائمين عليك المتصرفين في أمورك ممن لايزالون يحولون دون تحقق عدالة الأجور والكف عن تعميق وتكريس مطامع نهب المال العام وتطبيع الفساد كما هو حاصل ومشروع في تلك المؤسسات والهيئات السيادية والسياسية وتحديداً منها المستقلة مالياً وإدارياً التي مكنها وصرحت لها تسمياتها تأصيل وتعميق النهب والفساد والعبث بمقدرات العباد الذين لا يوقف تقدمهم على هذا المسار غير تدخل وتعزيز قوة القانون أو قيام ثورة تحقق ما يجب ان يكون.