آخر كلام
المقصود بالسعيدة هنا بلادنا بلاد العرب السعيدة (Arabiafelix) أو الأرض الخضراء كما عرفت عند قدماء اليونان بهذا الاسم لكثرة خيراتها ومحصولاتها الزراعية نتيجة لسقوط الأمطار الموسمية التي استغلها أهل اليمن لسقاية أراضيهم قال الشاعر الكلاعي: هي الخضراء فاسأل عن رباهايخبرك اليقين المخبروناويمطرها المهيمن في زمانبه كل البرية يظمؤوناوفي أجبالها عز عزيز يظل له الورى متقاصريناوأشجار منورة وزرعوفاكهة تروق الآكلينا وأيضاً لكثرة السدود في هذه البلدة الطيبة التي بلغت ثمانين سداً كما ذكر ذلك تبع بقوله: وبالربوة الخضراء من أرض يحصبثمانون سداً تقلس الماء سائلاً لماذا نتذكر هنا الماضي المجيد والتليد لبلادنا؟ هل لقصد أو لغرض التفاخر أم التغطية على عجزنا اليوم ؟ أم للتغطية على فشلنا في إعادة أمجادنا القديمة؟ ليس هذا أو ذاك ما نقصده إنما نقصد التذكير بأن مراحل التاريخ لا تنفصل عن بعضها البعض بل تأخذ برقاب بعضها البعض فالماضي والمستقبل هما مكونان أساسيان من مكونات الحاضر ومؤثران فيه وتواريخ الدول والشعوب والأمم تدور بين اندحار وازدهار والعالم يسير قدماً إلى الأمام خطوة ويكبو خطوات وربما تحصل طفرة ويتقدم سريعاً وربما يتأخر لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر لظروف موضوعية خارجة عن إرادة هذا الشعب أو تلك الأمة، قد يخلد هذا المجتمع إلى الراحة والنوم والكسل وقد يمرض لكنه لايتلاشى حضارياً. فإلى كل من يريد أن يحرف الزمن ويقف في طريق السيل نقول له إن هذا السيل سيجرفك ويرمي بك في أعماق البحار أو المحيطات لأنك وقفت في وجه التيار الجارف ولم تسايره أو تنسجم معه أو تتكيف مع حركته وهذا مصير من يقف في وجه الطوفان الهادر وهو عاجز خائر القوى والعقل والمشاعر لا يدري إلى أين هو صائر وإلى أين يغامر أو يقامر أو يكابر ولايتعظ من ثورة الشعب والشباب الثائر الذي خرج بعفوية وتلقائية إلى كل ساحة وشارع يصرخ بأعلى صوته في كل مكان ومن أعلى المنابر بأنه ينشد تغيير الحاضر والتطلع إلى غد زاهر وذاك مايزال يناور ويلف ويدور ويراوح في مكانه ويجادل ويحاور لكنه ليس حواراً من اجل الخروج من الأزمة والمحنة والانطلاق إلى الآفاق الرحبة، آفاق الحرية والعدالة والمساواة والحياة الهادئة والمطمئنة والرفاهية والاستقرار للناس جميعاً في المستقبل الذي تضع بلادنا خطوطه العريضة وأساساته ومداميكه التي وردت في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة والتي من أهم بنودها مخرجات الحوار الوطني الشامل أساس الدستور القادم وقاعدته ولحمته وسداده الذي سيمثل العقد الاجتماعي للدولة اليمنية الاتحادية الجديدة أو بمعنى آخر " الأرض الخضراء الجديدة والسعيدة بإذن الله "فالتغيير قادم لا محالة وقافلته ستسير مهما حاول المثبطون عرقلتها أو إيقاف سنة من سنن الخلق في علم الاجتماع خاصة إذا توفرت معها الإرادة السياسية الصادقة والمخلصة وقد توفرت هذه الإرادة في جهود رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي والمخلصين من أبناء هذا الشعب الطيبين والشرفاء الذين عملوا على إنقاذ الوطن من كارثة كادت ان تودي به إلى حرب لا تبقي ولا تذر بسبب المشدودين إلى الماضي وإلى الخلف ويظنون أن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم أن يعيشوا في ماض قد مضى وانقضى لكن أصحاب هذه العقليات استثناء والقاعدة للعقليات المنفتحة والمرنة التي تعيش حاضرها وتعمل حساباً لمستقبلها ومستقبل أبنائها وأجيالها وبذا يكون التغيير هو المنتصر على كل جمود وثبات وتحجر يقف في طريق الحياة والتجدد والنماء والتطور واليمن الجديد السعيد.