آخر كـلام
لاشك ان النظام السابق قد خلف لليمن وقيادته السياسية الجديدة بزعامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي تركة ثقيلة من التخلف التي لم تقتصر على بعض المجالات وانما شملت كافة أوجه الحياة بما في ذلك اشكالية مراكز القوى والنفوذ والميليشيات المسلحة التي كانت تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد خاصة في ابين والضالع وشبوة ثم استعادة الدولة السيطرة عليها ولم يبق الا محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون وتحاول ميلشياتهم الاندفاع الى محافظات اخرى وربما يصور لهم غرورهم وشطحاتهم وحرص القيادة السياسية على عدم الدخول معهم في معارك تسيل فيها دماء اليمنيين ربما أدى بهم ذلك الى التصور الخاطئ ان بامكانهم اسقاط عمران وتهديد العاصمة صنعاء غير مدركين ان الاقدام على هكذا خطوة سيمثل انتحارا جماعيا لهم، لأن الامور قد تغيرت ولم تعد كما كانت في ظل النظام السابق فاليمن يقود مسيرتها اليوم قائد عظيم استطاع ان يوحد القوات المسلحة وان يبدأ في هيكلتها وبنائها على احدث الأسس والبرامج التي تتبعها الجيوش الحديثة حتى يصبح لليمن جيش محترف يستطيع الدفاع عن جدود اليمن وسيادتها واستقلالها ودفع المخاطر عنها بكل كفاءة واقتدار.إن القوات المسلحة التي تريد القيادة السياسية بزعامة الرئيس هادي بناءها وإعدادها هي تلك التي تتكون من جميع أبناء اليمن ومناطقه المختلفة دون تمييز او محسوبية الا ما يتعلق بالتأهيل والكفاءة وهذه هي القوات التي تستطيع الثبات وتحقيق النصر لليمن في مختلف المواجهات، واما ما يبنى من قوات اوجيوش على أساس مناطقي او مذهبي فلن تحقق لأوطانها سوى الهزيمة والخسران، وهذا ما أكدت عليه الدراسات العلمية وأكد عليه الرئيس هادي في احدى كلماته التوجيهية القيمة التي ألقاها في احد لقاءاته بالقوات المسلحة، وقد تذكرت أهمية ما اشار اليه الرئيس هادي من خلال الهزيمة السريعة التي لحقت بالجيش العراقي أمام اعداد قليلة من المسلحين الذين استطاعوا في وقت قياسي السيطرة على مدن الشمال العراقي بما فيها الموصل ثاني اكبر مدن العراق بعد بغداد مما اثار دهشة العالم وكذلك دهشة السلطات في بغداد حيث قرر رئيس الوزراء نوري المالكي معاقبة العديد من كبار القادة العسكريين الذي رأي أنهم تسببوا في هذه الهزيمة النكراء ولم يدرك ان السبب الرئيسي في ذلك هو النزعة الطائفية التي سيطرت على كل شيء في العراق حتى وصلت الى القوات المسلحة وتأثرت بها مما أدى إلى تلك الهزيمة.ولذلك فانه لا خيار أمام القيادة السياسية في اليمن الا ان تستكمل بسط نفوذها على كامل الارض اليمنية وهو ما يتفق مع مخرجات الحوار الوطني وما يتطلع اليه الشعب اليمني في ان تسود في اليمن سلطة الدولة المركزية التي تحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الواحد وتفرض النظام والقانون على الجميع دون انتقاء او تمييز، وبدون ذلك لن يحدث التغيير الشامل والانتقال الى الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع، وعلى ما تبقى من ميليشيات أو قوى نفوذ ان تدرك انه لم يعد لها مكان في اليمن الجديد عن طريق فرض ارادتها بالاكراه بالقوة وانما أمامها طريق واحد وهو ان تنظيم نفسها في العمل السياسي وان تضع البرامج التي تسعى من أجل تحقيقها وتنفيذها سلميا على الشعب في اطار التداول السلمي للسلطة الذي تفرزه العملية الديمقراطية، ولعل القوى القبلية اليوم اكثر تحضرا ومدنية واستجابة لعملية التغيير الشامل في اليمن لان الحروب والثارات تجعل القبيلة اليمنية تعيش باستمرار في خوف وصراع ينتج عنهما الكثير من الخسائر البشرية والمادية حتى اصبحت بعض القبائل سواء كانت في الشمال او الجنوب تعيش في مناطق صغيرة معزولة نتيجة لما يدور بينها وبين غيرها من الأطراف القبلية الأخرى من ثارات وحروب وصراعات ولذلك فان القبائل اليمنية اكثر استفادة من بسط نفوذ الدولة على كامل الاراضي اليمنية حتى يتحقق السلم الاجتماعي للجميع وتستطيع تلك القوى المعطلة ان تسهم في بناء اليمن الجديد.