في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة
برازيليا / متابعات :يلعب المنتخب الجزائري امام حتمية تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية اليوم الأحد عندما يلتقيان على ملعب "بيرا-ريو" في بورتو اليجري في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة في البرازيل 2014، وذلك لتفادي خيبات المشاركات الثلاث السابقة عندما ودع من الدور الأول.ويدرك المنتخب الجزائري جيدا أهمية الفوز على كوريا الجنوبية لانه سيعزز حظوظه في مشاركته الرابعة في سعيه لبلوغ الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخه، خاصة بعد خسارته امام بلجيكا 2-1 في الجولة الاولى، والمباراة الساخنة التي تنتظره امام روسيا في الجولة الثالثة الاخيرة. ويمني "محاربو الصحراء" النفس بضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في الجولة الثانية، أولهما وأهمهما الفوز الذي يلهثون وراؤه منذ عام 1982 ومشاركتهم الرائعة في كأس العالم أسبانيا عندما تغلبوا على تشيلي 2-3 في 24 يونيو/حزيران في الجولة الثالثة الاخيرة من مشاركتهم الاولى والتي استهلوها بفوز تاريخي على المانيا الغربية ونجومها الكبار بول بريتنر وكارل هاينتز رومينيجه 1-2.وتسعى الجزائر الى تعويض خيبة املها في الجولة الاولى عندما تقدمت على بلجيكا حتى الدقيقة 70 بهدف لسفيان فيغولي هو الاول لها منذ عام 1986 في شباك ايرلندا الشمالية، قبل ان تخسر 1-2 بهدفين للبديلين مروان فيلايني ودريس مرتينيس.والفوز سيضع الجزائر في موقف جيد لانتزاع احدى بطاقتي المجموعة خاصة اذا سقطت روسيا امام بلجيكا في المباراة الثانية ضمن المجموعة، لان رجال المدرب البوسني الفرنسي الجنسية وحيد خليلودزيتش قد يكفيهم التعادل في الجولة الاخيرة لبلوغ ثمن النهائي. وسيكون خليلودزيتش اول الساعين الى النقاط الثلاث لتحسين صورته بعد الانتقادات الكثيرة التي طالته من قبل المسؤولين والدوليين السابقين ووسائل الاعلام الجزائرية بسبب خطته الدفاعية المحضة التي سلكها امام بلجيكا وكلفت غاليا بتجرع الخسارة المرة بعدما كان الفوز في المتناول.كان بوسع خليلودزيتش تسجيل اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية لو تمكن المنتخب من الحفاظ على فوز كان في متناوله. وابدى خليلودزيتش اسفه عقب المباراة واعترف بقوله "اليوم ضيعنا فرصة تحقيق انجاز كبير".ولا تعود خيبة امل خليلودزيتش الى الخسارة فقط بل لطريقة لعب المنتخب الجزائري التي لا تتوافق تماما مع فلسفته في اللعب التي يتبنى فيها النزعة الهجومية في أغلب الأحيان. وسيحرص خليلودزيتش الباحث عن تحقيق "انجاز" في اول مشاركة له كمدرب في المنافسة العالمية، بعد أن اقيل من تدريب منتخب كوت ديفوار عشية كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا، على تدارك الهزيمة أمام بلجيكا من بوابة كوريا الجنوبية ليعيد به الثقة الى صفوف لاعبيه. علينا طي صفحة بلجيكا وإعادة شحذ الهمم تحسبا للقاء كوريا الجنوبية، ومنه يمكن أن نرجو تحقيق نتيجة إيجابية.ومن المتوقع ان يجري خليلودزيتش تغييرات على التشكيلة لتصحيح بعض النقائص على الصعيد الدفاعي الذي يبقى لحد الآن النقطة السوداء للمنتخب الجزائري، والتحلي بالجرأة اللازمة من خلال اعتماد طريقة لعب هجومية مثل ما وعد به قبل 24 ساعة من مواجهة بلجيكا. والاكيد ان خليلودزيتش سيبذل كل ما في وسعه من اجل عدم تكرار سيناريو نسخة 2010 عندما سقطت الجزائر امام سلوفينيا 1-0 وتعادلت مع انجلترا سلبا وخسرت امام الولايات المتحدة 1-0 وخرجت خالية الوفاض، خاصة وان المدرب البوسني أصبح مجبرا أكثر من أي وقت مضى على تصحيح اخطاء الماضي والحفاظ على حظوظ المنتخب في حجز بطاقة الدور الثاني.ويعي خليلودزيتش أن اي تعثر اليوم ستكون عواقبه وخيمة وقد تتم اقالته قبل نهاية العرس العالمي على الرغم من ان جميع المؤشرات تدل على انه لن يكمل مشواره مع الخضر بعد كأس العالم بحسب وسائل الاعلام الجزائرية التي اشارت الى ان المدرب المستقبلي المحتمل الفرنسي كريستيان جوركوف كان حاضرا في ملعب بيلو هوريزونتي.وابدى لاعبو المنتخب الجزائري سعيهم للتدارك في المباراتين المتبقيتين، وقال لاعب وسط انتر ميلان الايطالي سفير تايدر: "يصعب علينا تجرع الهزيمة امام بلجيكا لان الفوز كان متاحا، يتعين علينا استخلاص الدروس وخوض المباراة المقبلة بطريقة أحسن". واعتبر لاعب وسط توتنهام الانجليزي نبيل بن طالب، أن الجزائر تملك كل الحظوظ للمرور الى الدور الثاني، مضيفا "الامور لم تحسم بعد. صحيح اننا تلقينا هزيمة لم تكن لتحدث بالنظر الى مجريات المباراة، لكن كرة القدم احيانا لا تكون منصفة. علينا نسيان هذا الإخفاق والتركيز على اللقاء المقبل امام كوريا الجنوبية الذي يبدو انه سيكون حاسما. والاستدراك أمر ضروري". وتابع "علينا طي صفحة بلجيكا واعادة شحذ الهمم تحسبا للقاء كوريا الجنوبية، ومنه يمكن ان نرجو تحقيق نتيجة ايجابية".ولا تختلف احوال كوريا الجنوبية عن الجزائر على الرغم من انها تملك نقطة واحدة في رصيدها. واهدرت كوريا الجنوبية فوزا في المتناول امام روسيا لانها تقدمت بهدف لي كيون-هو (68)، قبل ان تستقبل شباكها هدف التعادل بواسطة الكسندر كيرجاكوف (74).وتدخل كوريا الجنوبية صاحبة افضل انجاز آسيوي في تاريخ كأس العالم عندما حلت رابعة على ارضها في 2002، المباراة بشعار الفوز لانه الوحيد الذي يعزز حظوظها في مواصلة المشوار بعد الدور الاول. واكد مدرب منتخب كوريا الجنوبية واحد ابرز نجومها السابقين هونج ميونغ-بو ان النقاط الثلاث ستكون الهدف امام الجزائر، وقال "اذا رغبنا في تخطي الدور الاول يجب ان نفوز اليوم، المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة".وتابع هونج ميونج-بو الذي كان احد اللاعبين الذين حققوا افضل انجاز آسيوي حتى الآن "انا مرتاح لمستوى اللاعبين من الناحيتين التكتيكية والبدنية، لقد قدموا افضل ما عندهم في المباراة الاولى وسيفعلون الامر ذاته ان لم يكن اكثر غدا، هناك عزيمة وارادة لتعويض النقطتين امام روسيا". وختم "فوزنا غدا سيفتح لنا ابواب ثمن النهائي خاصة اذا خسرت روسيا امام بلجيكا، وقتها سيكون تعادلنا مع بلجيكا في الجولة الاخيرة كافيا لبلوغ الدور الثاني".والتقى المنتخبان الجزائري والكوري الجنوبي مرة واحدة وكانت قبل 29 عاما وتحديدا في 13 ديسمبر/كانون الأول 1985 في مباراة ودية في المكسيك استعدادا لكأس العالم الذي استضافته الاخيرة وانتهت بفوز الآسيويين بهدفين نظيفين.