يبدو أن الاختلالات الأمنية بمحافظة عدن مازالت تحدث بشكل لافت للنظر وفي مختلف مديريات المحافظة وليس أدل على ذلك من وقوع حادثين خطيرين في الأيام الثلاثة الأولى من هذا الأسبوع.ففي صباح يوم الأحد الماضي وفي وضح النهار تم الهجوم من قبل مسلحين مجهولين على حافلة تقل عدداً من الرياضيين والإداريين العزل الذين يتبعون مستشفى باصهيب، وذلك في جولة السعيدي الكائنة في منطقة السيلة بالشيخ عثمان وأدى هذا الهجوم الإرهابي إلى سقوط جميع ركاب الحافلة تقريباً بين قتيل وجريح بعد أن أطلق المهاجمون وابلاً من الرصاص على جميع ركاب الحافلة ثم لاذوا بالفرار وفي اليوم الثاني تقريباً وفي مدينة كريتر وقع تبادل كثيف لاطلاق النار قيل انه بين قوات من الأمن ومسلحين ونتج عنه قتيل واحد وعدد من الاصابات.ولا شك ان مثل هذه الحوادث التي عادة ما تدور في أحياء مكتظة بالسكان تثير الخوف والفزع في نفوس المواطنين وخاصة الأطفال والنساء وتلحق ضرراً بالغاً بالسلم الاجتماعي والسكينة العامة وتجعل الناس يشعرون بالخوف على حياتهم وأمنهم من هذا الأسلوب العشوائي والهمجي في قتل الناس الأبرياء بدم بارد ودون حرمة للأنفس المعصومة التي حرم الله قتلها وتوعد من يفعل ذلك بأشد العقوبات في قوله: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً).ومع ذلك فإن الناس يتساءلون إلى متى يستمر هذا العبث بأمن عدن من خلال استمرار مسلسل القتل والاغتيالات دون ان يوضع لذلك حد من خلال التصدي لمن يقومون بمثل هذه الاعمال الاجرامية حتى يعود الأمن والاستقرار لهذه المحافظة المسالمة التي عرف عن أهلها الطيبة والتعايش السلمي واحترامهم للنظام والقانون، ثم ماهي جهود اللجنة الأمنية لمحافظة عدن في تطبيع الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار لهذه المحافظة؟ ان مثل هذا التحدي الأمني الخطير يحتاج إلى وضع خطة استراتيجية محكمة يشترك في تنفيذها عدد من الجهات المسؤولة وذات الصلة بأمن عدن خاصة وانها المقر الرئيس لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي يقف على رأس المسؤولية الأولى فيها احد القيادات العسكرية الناجحة والمتميزة في اليمن المتمثلة في اللواء الركن محمود الصبيحي الذي يتمتع برصيد كبير من التقدير والاحترام ليس على مستوى القوات المسلحة في اليمن وانما في عموم اليمن كواحد من المع القادة العسكريين في اليمن وربما على المستوى الاقليمي والدولي ثم ان اللجنة لديها الكثير من القوى الأمنية والعسكرية الاخرى ما يجعلها تحقق الأمن والاستقرار لهذه المحافظة وبالاضافة إلى ذلك فانه يمكن تفعيل الجهد الشعبي في جميع مديريات محافظة عدن من خلال تشكيل اللجان الشعبية حتى يتكامل الجهد الرسمي والشعبي في تحقيق أمن عدن خاصة وان تجربة مثل هذه اللجان قد نجحت في بعض المحافظات اليمنية مثل شبوة وأبين.
عدن.. والاختلالات الأمنية
أخبار متعلقة