آخر كـلام
ما حدث لقناة ( اليمن اليوم) من إيقاف مفاجئ وتصرف عنيف ليس له تفسير إلا أنها رسالة لكل وسيلة إعلامية تغرد خارج المرحلة التوافقية التي تمر بها البلاد والتي تتطلب الدعوة إلى الاصطفاف الوطني والتلاحم والتكاتف والتعاون والتآزر والعمل على ما يساعد على التقارب والتآلف والعمل بروح الفريق الواحد لا أن تقوم بعض وسائل الإعلام بانتهاج أساليب المكايدات والمناكفات السياسية تحت مبرر نقد الحكومة وإظهار عيوبها وعوراتها وتقصيرها وتعريتها أمام الشعب بأنها فاشلة ينبغي تغييرها وتناست هذه القناة التابعة لحزب له داخل هذه الحكومة ما نسبته النصف من المقاعد الوزارية وهذا معناه بأن هذا الحزب يتحمل نصف فشل هذه الحكومة التي تنتقدها قناة ( اليمن اليوم) التابعة لذلك الحزب. إن تلك القناة للأسف يبدو أنها تعيش خارج الوطن ولا تدرك أو تعي بأن وزراء حزبها هم من سيقومون بتقويم أخطاء الحكومة التي تقاسموها مناصفة مع المشترك وشركائه وهم من سيعدلون اعوجاج هذه الحكومة لا قناة (اليمن اليوم) ولا غيرها وإلا فإنهم شركاء في فشلها وفي فسادها لأنهم تحملوا المسؤولية مناصفة ولم يكونوا عند مستوى هذا التكليف وسكتوا وظلوا يتفرجون على الخطأ ولا يغيروه او يستنكروه وما على وسائل الإعلام المختلفة في الوقت الراهن إلا لملمة الشمل والعمل على تقارب الجميع وبث روح العمل على تطبيق ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وخاصة تطبيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وتعريف الناس بها والتمهيد لاستقبال الدستور الجديد للدولة الجديدة وتهيئة الناس للتعرف عليه تمهيدا للاستفتاء عليه ونشر الوعي بين الناس هذه الأيام بان مرحلتهم هذه هي مرحلة توافقية لا تنافر فيها ولا تدابر ولا تقاطع ولا معارضة لأن الحكومة الراهنة مكونة من نظام سابق ومعارضة وأن هناك من يقوم بدور النقد نيابة عن وسائل الإعلام في المرحلة الانتقالية هذه هي اللجنة أو الهيئة المشرفة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل ومراقبة الدستور وصدر بتشكيلها قرار رئاسي مؤخراً وجميع وسائل الإعلام تعرف وتعلم بذلك ومع ذلك تصر بعض وسائل الإعلام ومنها قناة ( اليمن اليوم ) وغيرها على التغريد خارج السرب وكأنها فقدت الوعي بما تمر به المرحلة وبما تتطلبه من خطاب إعلامي توافقي لا تحريضي أو افتعال الأزمات نحن في غنى عنها « ومش ناقصين مشاكل » وما هذا التصرف العنيف من قبل حراسة قناة ( اليمن اليوم) عليها إلا إيقاظ لهذه القناة من غفلتها وإبلاغها بان تنتظم في وسائل الإعلام التوافقي الذي يجمع ولا يفرق يؤلف ولا يمزق وفي نفس الوقت يقول لهذه القناة المعبرة عن حزب مشارك في السلطة بأن حالها يشبه حال العنزة التي تضحك على عورة أختها المكشوفة وتناست بأن عورتها هي الأخرى مكشوفة أيضاً ويشبه حالها أيضاً كالذي يرى الجذع في وجه أخيه ولا يرى القذى في عينه أو كما ورد في الحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. قد يكون التصرف الذي حصل تجاه هذه القناة خاطئا من قبل حراس القناة خاصة نهب وإتلاف محتويات القناة وكان ينبغي أن يصدر قرار رسمي بإيقاف القناة بدلاً من الهجوم المباغت وكان ينبغي على القائمين على القناة أن ينتهجوا سياسة إعلانية حصيفة ومتوازنة حتى يجنبوا أنفسهم ما حصل لا أن يستعدوا الناس والحكومة عليهم تحت مبرر أنهم يعبرون عن قضايا ومشاكل المجتمع فالمجتمع يريد منهم أن يكونوا متناغمين ومتوافقين منسجمين مع مرحلة تدعو إلى الاصطفاف والعمل بروح الفريق الواحد ويتركوا المكايدات والمناكفات إلى أن تتشكل دولة جديدة وتكون هناك حكومة ومعارضة وأحزاب وتنافس على السلطة ونقد وتقويم وتقييم وعندها نقول جميعاً للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.