للمعنيين فقط
ما كان لاحد مهما بلغت درجة تشاؤمه وحساسيته وانعدام ثقته بما حوله وهو ينصت الى كلمة معالي وزير التربية والتعليم التي بثتها الفضائيات الرسمية اليمنية وتناقلتها معظم المواقع الاخبارية قبل سويعات من موعد بدء امتحانات الشهادتين الاساسية والثانوية بقسميها العلمي والادبي ان يخامره شك او ريب في ان يصدر خطاب كهذا مشبوب بالعاطفة الجياشة والمودة المؤثرة والغني بعبارات وجمل وكلمات تنم عن اخلاص وصدق في النصح والتوجيه والطمأنة وحرص في الاخذ بكل الاسباب الى حصاد نتائج مشرفة في محيط جرى فيه ضمان تهيئة الظروف والأجواء المطلوبة والمناسبة لتأمين سير عملية الامتحانات للمستويين الاساسي والثانوي على نحو سلس وميسر دون ان يسبق هذا الخطاب بذل جهود حقيقية طويلة ومضنية وملموسة تقوم بها وزارة التربية والتعليم طوال فصول السنة الدراسية بدءا من المنهج الدراسي وانتظام سير العملية التربوية التعليمية وانتهاء بالاعداد لخوض الامتحانات أكان في إطارها هي او على مستوى تنسيقها مع غيرها من الجهات الاخرى التي بغير ضمان تواجدها وحضورها الفاعل يصبح توفر ابسط شروط نجاح الامتحانات النهائية وبالذات للمرحلتين الاساسية والثانوية في حكم المنعدم.واذا ما انتهجنا نهج وزير التربية في اغفال وتجنب الحديث في الصعوبات والموانع والعراقيل التي ادت ومازالت الى انحدار مستوى التحصيل التربوي والتعليمي في مدارسنا والاقتصار في الحديث عن ما احتواه خطابه ذاك من اظهار لجهود وزارته في تأمين كل ما من شأنه ضمان نجاح سير امتحانات الشهادة العامة اساسي وثانوي لعدد 583692 طالبا وطالبة موزعين على 4846 مركز امتحان فان تفاؤلنا بما تم الاعلان عنه على هذا الصعيد لم يصمد سوى بضع ثوان وهو الزمن الذي استغرقه بث ذلك الخطاب الذي اعقبه مباشرة انقطاع كامل للتيار الكهربائي في معظم محافظات ومدن الجمهورية، كان تأثيره صادما ومحبطا لا على أولياء الامور من آباء وأمهات وانما على كامل ذلك العدد من طلاب وطالبات بالذات منهم الذين يقطنون المدن الساحلية والذين يتحفزون مع غيرهم لمواجهة اسئلة اولى مواد منهج قضوا شهورا يقلبونه بين أيديهم وأمام انظارهم بحثا عن مدرس مفقود او ضائع او غائب وادارة همها تقليص الحصص واستبدالها والغاؤها ليجدوا انفسهم وقد اصبحوا على ابواب امتحانات لياليها حارة مظلمة ونهاراتها قائظة مربكة كل ما فيهم يدفعهم لان يجتازوها باي صورة من الصور. لا يكاد يخفي عيوبها او يغطي مساوئها خطاب كالذي حصل بل اعتراف شجاع معلن يتناول بصدق ما اعتدنا ان نتعامى عنه ونتجاهله.. اعتراف يكون دليلا على صدق رغبتنا وتوجهنا في اعادة النظر بكل ما يتعلق بتأسيس وبناء نظام تربوي تعليمي أمثل يشمل كفاءة المعلم والمربي والموجه والمبنى المدرسي والطالب والمنهج.