صباح الخير
ذكَّرني مسلكُ ( الطابور الخامس ) من القوى المضادة للثورة، وصنائعها المشوهة من قاعدة، وحوثيين، وغيرهم يوم الأربعاء الماضي بقصة الشاطر حسن، ودليلة، وصلاح الدين الكلبي، وغيرهم من المحتالين، والعيارين الذين رأيناهم في الحكايات، وخصوصاً ( ألف ليلة وليلة ) يفعلون بالناس الأفاعيل، ثم يخرجون للتباكي مع الثكالى في مجالس العزاء، وفي جنائز قتلاهم، وكأنهم جنس من الملائكة .. وكأنهم لم يكونوا ( هم لا غيرهم ) من صنع كل تلك الكوارث، والمآسي، والآلام، والمعاناة للناس المساكين، الغافلين في بيوتهم .والحق أقول : لقد رأى شعبنا أول من أمس الأربعاء هذه الوقاحة عياناً، وفي أبشع صورها، فهذه القوى الهدامة هي نفسها من يعمل بين الناس، ومع مقاوليهم المعروفين في المجتمع المحلي بالأسماء في كل المحافظات والمديريات، ويمولون أعمال تخريب، وضرب أنابيب النفط والغاز، وتخريب أبراج الكهرباء، وبث الفوضى في السوق التموينية، وخصوصاً التموين بالمشتقات النفطية منذ شهور، وكل في سوقه، واختصاصه، وهم أنفسهم من يعملون من جهة أخرى، ومع مقاوليهم، وبحبر الدولة، وآلياتها، ومعداتها المنهوبة، وفي صحف، وقنوات مغتصبة، وبكوادر تتقاضى رواتبها من الخزينة العامة للدولة.. يعملون جميعاً على التباكي على الأوضاع التي صنعوها هم بأيديهم في الخفاء، والعلن، ودفعوا لصناعتها الأموال الطائلة، التي نهبوها في يوم من الأيام من قوت الشعب، وهربوها إلى الخارج، مغرِّرين بذلك بالبسطاء، وبالمهمشين، وبالأطفال الذين دفعوا بهم دفعاً، وتحت لهيب الفقر، والحاجة، والجهل، والمعاناة إلى الخروج في أعمال الشغب، والتخريب، وهدم حياتهم ومستقبلهم، وآمالهم التي علقوها على الثورة .. أخرجوهم دون وعي منهم؛ خدمة لأهداف الثورة المضادة؛ التي لا تفكر سوى في إعادة الماضي المظلم بكل ويلاته، ثم بعد ذلك لا وزن عندها ( أي الثورة المضادة ) ولا معنى لتعريض هؤلاء البسطاء، والأطفال للأخطار الكبيرة، والمساءلة القانونية، والعقوبات المحتملة، المترتبة على تلك الأفعال الجنائية .. إنهم بحق من يقتل القتيل دون رحمة، ثم يمشي في جنازته دون ضمير يؤنِّب، ولا رمش يرف، ولا جبين يرشح .. وجوههم غُسلت بماء الصرف الصحي من كل حياء، أو خجل ( عز الله من يقرأ، أو يسمع ) فلا يخشون ملامة، ولا يردهم دين . وإذا كان الله قد خيب آمالهم، وأسقط رهاناتهم، وفضح تدبيراتهم لقائد الوطن، وخيار الشعب؛ فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أثبت بالفعل أنه في مستوى المسؤولية التي ألقاها الشعب على عاتقه، وعلى قدر رفيع من الملكة القيادية التي أهلته، وفي الوقت المناسب لإحباط مختلف المكائد، والتدبيرات السوداء؛ التي حيكت بليل؛ فإننا نؤكد أن هدف قوى الثورة المضادة سيظل قائماً، وأن الخطر لم ينتهِ، وكما قال الأخ الرئيس في لقائه سفراء الدول العشر؛ فإن ( الظروف ما تزال صعبة ومعقدة، وعلى القوى السياسية، ومنظمات المجتمع الاحتشاد للانتصار للوطن، وأمنه ) .لقد كانت أحداث الأربعاء الماضي بحق عملاً انتحارياً بمعنى الكلمة، ولاسيما إذا علمنا أن هذه الأحداث لم تهدف فقط إلى عرقلة عمل فريق لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي؛ الذي وصل العاصمة صنعاء لتوه لبدء أعمال التحقيق مع عدد من المتهمين بالعمل على عرقلة التسوية السياسية الجارية في البلد، وما يعنيه ذلك من فضائح للثورة المضادة، وعقوبات صارمة ( بمقتضى البند السابع ) ستلحق الجناة، بل هدفت باستماتة أيضاً إلى إنهاء المسألة برمتها، والإطاحة بالأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة الوفاق الوطني، وكل قوى الثورة والتغيير، والعودة مجدداً إلى ذلك الزمن المظلم الذي لا يرون لشعبنا دونه من حق إلا الموت الزؤام، ولولا يقظة الأخ الرئيس، والتفاف جماهير الشعب الشريفة حوله؛ وبمن فيها المؤسستان العسكرية، والأمنية، وفي المقدمة الحرس الجمهوري الذي قدم مثلاً رائعاً لوطنيته وولائه الصارم لقيادته الشرعية ، لكان الأمر أخطر مما يتصور، وأفظع .والآن، وقد انكشف الغطاء، فإننا ندعو بجد ( وبمناسبة وجود الفريق التابع للجنة العقوبات الدولية ) للكشف التام، والرسمي عن تلك الجهات السياسية، والشخصيات الرئيسية، والتحقيق بعد ذلك مع المتورطين من القيادات، والشخصيات السياسية، والاجتماعية، وعقال الحارات، الذين أداروا ميدانياً حركة البلاطجة المسلحين، وأعمال الفوضى والشغب، والتخريب في العاصمة، والمحافظات، باعتبار هذه الأحداث ( كلها ) لا تنفصم عن بعضها البعض، ومنذ شهور سابقة . لقد أعلن العالم بكل لغاته دعمه لنا، وهاهم سفراء الدول العشر؛ لدى لقائهم رئيس الجمهورية؛ عقب هذه الأحداث يوكدون دعم بلدانهم لمسيرة التغيير في بلادنا حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة، وتأييد هذه البلدان لإجراءات فخامة الرئيس، ويكفينا دعماً، ويكفي الثورة المضادة موعظة أن يوكد أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهي بريطانيا ( وفريق لجنة العقوبات في صنعاء ) عدم السماح لأي قوة بالعرقلة، بل والتلويح بالقوة الحاسمة في مواجهة أي محاولة من هذا القبيل؛ معرباً عن دعم بريطانيا لقرارات الأخ الرئيس الهادفة إلى إنجاح المرحلة الانتقالية ...ومع ذلك؛ فإننا نعتقد جازمين أن الأمر سيبقى معلقاً بنا نحن أصحابَ الشأن .. إن المطلوب الآن هو : أن يتعلم الجميع مما حصل، ومن أخطائهم، وأن يقف اليمنيون جميعاً مع أنفسهم، وأن يكون انتصارهم واضحاً، ومحدداً : للثورة يمنيةً، وللوطن: ديمقراطياً، وموحدا، ومستقراً، ومزدهراً .