آخر كـلام
بالنظر إلى ما يعتمل في الساحة الوطنية من تصدع وانهيار السلم الاجتماعي عن طريق إذكاء روح الفتنة التي تبلورت إلى حروب ضارية في مناطق متفرقة من البلاد كان آخرها المواجهات الدامية في عمران الصمود والآباء التي تتركنا أمام ضرورة معرفة الأسباب والدوافع والمبررات لكل تلك الحروب فنحن أبناء عقيدة واحدة وأبناء وطن واحد موحد بيد أننا لا نقبل الضيم والجور ، ولا نكترث بالعنت والمشقة من أجل إيجاد حلول ناجعة لتصدع البيت اليمني وتشتت الأسرة اليمنية الواحدة ذلكم أننا نريد حلولاً جذرية تقتلع أسباب التصدع والصراع من الجذور وتعاف أفئدتنا الحلول المؤقتة والمسكنات وأنصاف والحلول، فالاحتراب في مناطق متفرقة من البلاد وصمة عار في جبين أهل الإيمان والحكمة الذين وصفهم الرسول والنبي الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بقوله: ( أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية) ، فلقد كنتم على كلمة واحدة .. صفوفكم موحدة وأياديكم متشابكة وقلوبكم وأفئدتكم غير مختلفة، فما الذي جرى !! ونحن ندين وتستنكر المواجهات المسلحة في محافظة عمران ونشدد على ضرورة الخروج برؤية توافقية لإنهاء الصراع المسلح من الوجود وعدم تفجير الوضع في مناطق أخرى حيث يجب أن يلتقي العقلاء من طرفي الصراع لاستهجان هذا الصنيع الشائن من قتل للأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وتفجير دور العبادة وهدم المنازل على ساكنيها في سابقة غريبة عن مجتمعنا اليمني ليس لها مثيل أو شبيه فالدور اليوم هو دور العقلاء ذوي الوسطية والاعتدال في طرفي النزاع الذين يستوجب عليهم إخراج الوطن من مأزق العنف بالجنوح إلى السلم عن قناعة تامة ورضى كامل بهذا الجنوح فالإسلام ينبذ كافة أشكال وصور العنف واستغلال الظروف علماً بأن تلك المواجهات المسلحة تشي وتوحي بالتخاذل الشديد عن حماية حياض الأمة و تسطير العافية السياسية والاجتماعية للدولة المدنية الاتحادية الحديثة بحقن دماء اليمنيين والإسراع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بتهيئة المناخات الملائمة والمواتية. والحقيقة التي لا يمكن أن تنكرها عين السماء هي تورط مجاميع داخلية وقوى خارجية بالنفخ في كير الفتنة والعداوة والبغضاء ذلكم أنه عرف عن شعبنا اليمني العظيم توحده وتلاحمه منذ آلاف السنين ولم تشهد الأحداث القديمة الساخنة حروباً في ظل غياب الدولة أو تواجدها .. أي أن هنالك خلف الكواليس أصابع وأيدي تعيث بمستقبل اليمن الحضاري فسادا من خلال شغل أبنائه بالاحتراب والاقتتال عن البناء والإعمار والتنمية هذا فضلا عن هذا الظرف الدقيق الحساس الذي تمر به أمتنا اليمنية الواحدة في المرحلة الحرجة من تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تستدعي تلاحماً واصطفافاً وتوافقاً ، ما يفرض سرعة فضح تلك المجاميع الداخلية والقوى الخارجية وتعريتها حتى تنكسر شوكة الباطل ويغيب عن الأراضي اليمنية الاحتراب والاقتتال ، فهذه هي مهمة العقلاء في طرفي الصراع من ذوي الوسطية والاعتدال والذين لهم الأثر الطيب في التأثير الإيجابي على محيطهم من منطلق الادراك التام والكامل أن ثمة مجاميع داخلية "كما أشرنا" وقوى خارجية تريد أن نكون وقوداً لحرب أهلية الخاسر فيها أبناء الوطن والكاسب هم أولئك النفر الذين ما انفكوا يحيكون الدسائس والمؤامرات لإغراق سفينة الأمة في قاع البحر.لذلك يستوجب علينا أن نعود إخوة متوحدين ومتحابين يكن كل واحد منا للآخر المحبة والود الجزيل ما دمنا قد علمنا أبعاد المؤامرة التي تحاك على اليمن نظاماً وأرضاً وإنساناً ، فالحروب لا تجدي شيئاً ومفجرها هو أول من يكتوي بنيرانها التي لا ترحم ، حيث يجب أن نصطف صفاً واحدا لمواجهة عدو الأمة اللدود الذي يحاول أن يقوض أركان ومداميك التوجهات السليمة لبناء غد مشرق زاخر بالنماء والعطاء ، فمعركتنا مع الذين يحاولون افتعال الأزمات في كافة الاتجاهات والجبهات فشعبنا تقيأهم ولفظهم وما عادوا أوصياء على الشعب اليمني البطل الذي حسمها بالخروج المشرف إلى أكناف الميادين والساحات الثورية معلناً إسقاط النظام السياسي السابق في كتابة النجاح لثورة الشباب السلمية التي ازدانت بوهج ثوري غير مسبوق في دول الربيع العربي وهذا ما ما ميز التجربة والثورة اليمنية ، ثورة الحق على الباطل وثورة النور على الظلام ، وثورة سامية تحمل في طياتها السعادة الوافرة لخمسة ملايين مواطن يمني تنفس الصعداء بسقوط النظام السياسي السابق، إلا أنهم يضعون الكوابح والمعوقات أمام نتائج هذه الثورة كي لا يصل خيرها إلى المواطن لينبري ويلعن السابقين ، فهم يريدون أن يثبتوا أن السابقين أفضل من اللاحقين وهذا بين يدي عقلاء اليمن الذين نعول عليهم الشيء الكثير في لم شعث الأمة وحلحلة كافة الأوضاع المتردية كالاقتتال والمواجهات المسلحة من وحي الفهم العميق لأبعاد المؤامرة على اليمن نظاماً رأضياً وإنسانا. وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون .