شاهدت في أمريكا (1)
[img]img_5041.JPG[/img] ابتسام العسيري :وقفت هنا إجلالا أمام هذا النصب التذكاري الشامخ لأبراهام لنكولن الرئيس 16 للولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن “دي سي” العاصمة السياسية لأمريكا، وهنا في هذا المكان “ حيث ترونني في الصورة “ وقف مارتن لوثر كنج المناضل الأمريكي من اجل حقوق السود..هنا وقفت في أمريكا التي أزورها أول مرة وهي حلم كثير من الناس وتنفستني أملا وأنا انظر من خلال عبارته الشهيرة المكتوبة على الأرض «أنا عندي حلم»، ونظرت بعيدا إلى الآفاق أتطلع إلى حلمي بوطني الجميل الكبير اليمن ببحاره وجباله وسهوله ومدنه وأريافه الساحرة ، تأملت تلك المساحات الزرقاء والخضراء والبنية اللون، وتذكرت في الوقت ذاته أن بلدي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والإرادة والصبر وأن أكون أنا التغيير الذي أريده له ومن حيث أنا..[img]img_5019.JPG[/img] فهاهو مارتن كان التغيير الذي أراده نحو حلمه واليوم يرد الناس هذا المكان ويقفون بإجلال هنا أمام عبارته التي وصلت عنان السماء ونقشت هاهنا تخليدا لخطابه الشهير الذي ألقاه هنا ثائرا بكل صوته على التفرقة العنصرية ضد بني عرقه من السود بعد عدة حوادث تعرضوا لها من قبل الأمريكان البيض.. وفي هذا المكان من العام 1963م تجمع آلاف الأمريكان السود في اكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية، ليسمعوه وهو يقول : “ لدي حلم بأن أطفالي الأربعة يوما من الأيام سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم”، ووصف كينج المتظاهرين كما لو كانوا قد اجتمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم.. كم كنت سعيدة وأنا أقف مكان هذا الثائر الحالم و أنظر إلى آفاق حلمي بزمن يتوقف فيه الفساد وتتحقق فيه المدنية لوطني الكبير اليمن ، ويتعلم الناس في بلادي كيف يحافظون عليه كل من موقعه.. التغيير يبدأ منا وفينا ويكبر مهما بدأ صغيرا، إن لنا على بلدنا حقاً يلزمنا أن نؤديه ، يلزمنا تحقيق التغيير نحو الأفضل مهما كانت المشكلات أو المعيقات التي تقف أمامنا. بلادنا كبيرة يا مارتن متنوعة التضاريس جميلة التفاصيل، وأبناء بلدي لا يزالون يتمتعون بإنسانيتهم ويحبون وطنهم رغم شظف العيش وبؤس الحال..وشباب بلدي يا “كنج” يقاومون البطالة والضياع من اجل الحياة ، إنهم مايزالون يتشبثون بآمالهم وأحلامهم بالتعليم والعمل ..وكما وصلت رسالتك يا لوثر كينج وتحقق حلمك وانتهت التفرقة العنصرية بوصول باراك اوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو من أصول افريقية ، ستتحقق أحلامنا نحن اليمنيين وسنرى بلادنا جميلة وسينعم شعبي بخيراته ذات يوم ..إننا يا مارتن نحن اليمنيين قوم يؤمنون بالأرض والإنسان وبالحياة.. لكم استفيدوا من اليوم الحاضر.. اسطوا على الحياة.. امتصوا نخاعها كل يوم مادام ذلك ممكنا.. فذات يوم لن تكونوا شيئا.. سترحلون وكأنكم لم تأتوا.. “نسيان .كوم”