مشكلة عصية بسبب غياب الثقافة الغذائية..
إعداد/ وهيبة العريقيفي مجتمع يفتقر إلى أبسط مقومات الثقافة الغذائية يشيع فقر الدم، ومعه تتسع رقعة المعاناة لتشمل شريحة واسعة من المجتمع.هو واقع جلي في مجتمعنا اليمني- مع الأسف- ولا يمكن نكرانه بأي حال، إلا أنه لا بد من تغيره، إذ يتعين على الجميع أن يكونوا على قدرٍ من المعرفة الكافية بما يفيد ويضر من أنوع وصنوف الأغذية التي يتناولونها. فالتوازن الغذائي المفيد للجسم لا يقاس بالكم والزيادة، وإنما يعتمد على الكيف أولاً وقبل كل شيء متى روعي عند تحضير الأطعمة أو أثناء طهيها الحفاظ على مكوناتها الغذائية النافعة للصحة والجسم، وليس بالضرورة أن تكون غالية الثمن بل مما هو متوافر ومتاح من صنوفها وأنوعها.في اللقاء التالي الذي جمعنا بمهندس التغذية / عبد الكريم الفهيدي- رئيس القسم الفني بإدارة التغذية بوزارة الصحة العامة والسكان، تتماها تفاصيل مثيرة حول قضية فقر الدم الناتج عن عوز المغذيات الدقيقة، فإلى التفاصيل..مشكلة فقر الدم> لا يعلم الكثيرون حقيقة فقر الدم .. فما حقيقة هذا المرض؟ وما أسبابه؟> > يطلق فقر الدم على الحالة التي تكون فيها عدد كريات الدم الحمراء أو صبغة الدم (الهيموجلوبين) أقل من الطبيعي، وهي المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم.وبطبيعة الحال، يؤدي انخفاض مستواها عن المستوى الطبيعي في الدم إلى نقص الأوكسجين في الجسم.وتكمن المشكلة في أن عنصر الحديد الحيوي لا يكون كافياً في هذه الحالة لتكوين صبغة الدم (الهيموجلوبين )، باعتباره عنصراً مهماً وأساسياً في هذه العملية، فإذا كانت كمية الحديد المأخوذة من الغذاء غير كافية فذلك يؤدي إلى نقص إنتاج (الهيموجلوبين ) .يشكل فقر الدم الناجم عن عوز الغذاء حالة شائعة بصورة أكبر لدى النساء، ويبقى خطره متزايداً- بدرجة رئيسية- على حالات الحمل وخاصة عند الولادة التي تصاحب فقدان كميات كبيرة من الدم، في حين أن له تداعيات خطيرة على الأطفال تؤثر على نموهم ذهنياً وجسدياً .بينما كثيرة هي أسباب ودواعي الإصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الغذاء، ومن أبرزها:- قلة تناول الأغذية اليومية المحتوية على الحديد وحمض الفوليك. انخفاض نسبة عنصر الحديد في الغذاء اليومي. أسباب غير تغذوية كالإصابة ببعض الأمراض وأبرزها( الملاريا، الدودة الخطافية، البلهارسيا).طبيعة الأعراض> الأعراض قد تشكل علامات فارقة للكثير من الأمراض بما يميزها عن غيرها .. فماذا عن طبيعة أعرض فقر الدم؟> > تبرز أعراض فقر الدم بشكلٍ جلي إذا ما زادت المشكلة عن حدها، وعندها يمكن للكثيرين ملاحظتها على المصاب وهي:- شحوب الجلد.- شحوب في الجزء الداخلي من الجفن.- شحوب اللثة . - ابيضاض الأظافر. - تقرحات أو احمرار لون اللسان( لكنه أمر محتمل وليس دائماً).- الضعف العام.- الدوار.- سرعة ضربات القلب. - صعوبة في التنفس.أبرز المخاطر> باختصار.. كيف تتجلى خطورة سوء التغذية على صحة الأطفال والأمهات عموماً؟> > أبرز ما يسببه فقر الدم لدى الأطفال يتجلى في نقص وزن المواليد وضعف القدرة على التعلم.أما لدى الأمهات فقد يعني خطر فقر الدم أسوأ ما يمكن توقعه مثل ضعف الخصوبة وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الأمومة وتداعياتها إلى الوفاة التي يشكل فقدان الكثير من الدم بسبب تعسر الولادة وحدوث النزيف سبباً رئيسياً للحالات التي تعاني من فقر الدم الناتج عن عوز غذائي.تغذية علاجية ووقائية> ما الخيارات المتاحة وأفضل التدخلات العملية للحد من مشكلة فقر الدم الناجم عن العوز الغذائي؟ وما الحلول الغذائية المعتبرة؟> > دور الغذاء متى توافرت فيه المكونات الغذائية الغنية بعنصر الحديد أنه خط وقائي مفيد لتلافي الإصابة بفقر الدم، كذلك مفيد للتعافي من فقر الدم الناتج عن سوء التغذية بمعية إتباع الإرشادات وتناول أقراص الحديد وحمض الفوليك بالنسبة للحوامل وللحالات التي تستدعي أخذ العلاج. من هنا تبرز أهمية تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد مثل (الكبد، اللحوم الحمراء، السمك، البقوليات (البازلاء، الفول، العدس)، وكذلك المكسرات والحبوب. إلى جانب الخضراوات ذات الأوراق الخضراء داكنة اللون وتناول الأغذية المدعمة بالحديد (الدقيق الأبيض).ومن النصائح المساعدة للجسم على امتصاص أفضل للحديد:- - تناول الأغذية الغنية بالحديد مع الخضروات الطازجة والفواكة مثل (الطماطم ، الليمون ، البرتقال ، الجوافة، المانجو، عنبة البابايا).- في حال تناول الشاي أو القهوة ، تناوله على الأقل بعد ساعة من تناول الوجبة .هناك- أيضاً - ضرورة لأن تتناول المرأة الحامل أقراص(حبوب) الحديد مع حمض الفوليك خلال الحمل لمدة (6 ) أشهر .ماذا إذا لم تتناول الأم الحامل أقراص الحديد مع حمض الفوليك خلال فترة الحمل؟ وما أنسب الأوقات لتناول هذه الأقراص؟ يمكن تدارك الأمر بحل آخر في حال لم يتم تناول أقراص الحديد وحمض الفوليك خلال الـستة الأشهر الأولى من الحمل، حيث يجب أن يتواصل تناولها بعد الولادة لمدة (6)أشهر. في حين أنه يفضل تناول الحديد مع حمض الفوليك أثناء الوجبة أو بعدها مباشرة لتجنب الإصابة باضطرابات في المعدة.