«النظافة من الإيمان» هكذا الجميع يردد كلما سنحت فرصة في الحديث عن أهمية النظافة في حياة الإنسان ومنذ فترة قصيرة تم رصد مكافأة مالية لعمال النظافة بحسب المديريات- سباق بين المديريات- أي مديرية هي الأفضل وتستحق هذه المكافأة ..جميل.ومن قبل ذلك رأينا وسمعنا عبر شاشة التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى نشاطاً وحراكاً إعلامياً كبيراً وشارك رجالات الدولة في محافظة عدن في تدشين فعاليات وحملات النظافة.. جميل.ورأينا سيارات جديدة تجول في بعض الشوارع وهي تحمل شعارات الاهتمام بالنظافة فقد تم دعم جهاز النظافة بهذه السيارات الجديدة وكذلك شاهدنا حتى ما يسمونه (التكتك) أيضاً يدخل في خدمة حملات النظافة .. جميل.ورأينا سيارات نقل القمامة تدخل بعض الحارات في أوقات محددة لتأخذ القمامات من منازل المواطنين.في المقابل نرى تراكم القمامات في كثير من الأحياء السكنية ولا أحد يلقي لها بالاً ، فلا ترى عمال النظافة ولا ترى سيارات نقل القمامة ولا حتى (التكتك)،مع أن الكل يدفع بما يسمى ضريبة النظافة وبنفس القدر فما بالنا نرى تمايزاً في التعامل ... أليس من الواجب القيام بأعمال جمع القمامات من كل الأحياء السكنية دون أن يكون هناك تقصير بل إهمال شبه تام ولا أقول إهمالاً تاماً لجمع القمامات من أحياء سكنية هي في أمس الحاجة لأن تحصل على حقها في أن تكون شوارعها نظيفة.في الأسبوع الماضي حدثت مشادة كلامية بين مجموعة من المواطنين وذلك بسبب تراكم القمامة تحت منازل البعض حيث يتم استخدام ممر جانبي لرمي القمامةمن بعض الأشخاص، بل كادت المشادة الكلامية تصل إلى حد التشابك بالأيدي.في الوقت نفسه حصل أن تبرع مالك منزل في نفس الحي أن يأتي بعامل نظافة على حسابه الخاص ليجمع ما تجمع في زاوية من منزله بالقمامة التي يرميها البعض أمام منزله أو في ركن هذا المنزل.وهناك قمامات تراها متناثرة في أماكن متفرقة لأنه لا توجد براميل للقمامة ولا حتى عمال النظافة يتشدقون بزيارة هذه الأحياء السكنية ولا حتى التكتك الجديد الذي عليه أن يدخل الخدمة بفاعلية ناهيك عن سيارات نقل القمامة.وهذه الأحياء بل هذا الحي قد تواصل سكانه مع من يهمه الأمر ولكنه دون جدوى.. هذا ليس جميلاً، الجميل أن نشمر عن سواعدنا وتواكب أعمالنا الحقيقية الفاعلة الدعاية الإعلامية التي نجتهد فيها.. سمعت أحدهم يقول «في بلدنا نرفع شعارات بمثل الجبال الراسيات، نستهلك كميات هائلة من الأوراق باللوائح والمنشورات..!!وليس من الجميل أن نظل نتحدث ونلقي فيما بعد الملامة واللائمة ونبحث عن الشماعات: الصعوبات موجودة ولكن هذا لا يعفينا من مواصلة أعمالنا والنظر في تحسينها.في تلك البلدان التي نرى فيها جمال الطبيعة ومشاهد البيئة الرائعة والشوارع اللامعة لم تأت ولم تحدث هكذا فجأة ولم يقم هؤلاء القوم من نومهم صباحاً ووجدوا كل ذلك أمامهم في ليلة وضحاها.بل الصدق في العمل وتحمل المسؤولية بأمانة واقتدار بعيداً عن أي اعتبارات أخرى هو الذي يكون سلماً ترقى فيه الدول.طبعاً الجهات المسؤولة تتحمل عبء العمل وتأدية واجبها في كل ما يتعلق حتى تحقق شعارها في ان تصبح مدينة عدن مدينة نظيفة وجميلة.ولكن أيضاً يأتي دور المواطن مكملاً في أن تصبح مدينتنا جميلة... أذكر واقعة حصلت في زمن ليس ببعيد: يمني متزوج من أجنبية ويعيش هناك معها في واحدة من دول أوروبا هذه الأسرة زارت أهل الزوج في عدن.. وفي رحلة بالسيارة كان فيها طفل هذا اليمني ـ وهذا الطفل يبلغ من العمر 9 سنوات ـ وبينما السيارة تسير في طريقها رأى هذا الطفل جده اليمني يرمي من نافذة السيارة بورقة كلينيكس بعد أن أستخدمها في مسح عرقه من جبينه، فما كان من هذا الطفل الصغير وبلغته الإنجليزية إلا أن يعاتب جده ويستغرب من فعل جده بهذه الطريقة.ولكم أن تتصوروا ما يفعله البعض في عدم الاهتمام برمي المخلفات وفي مكانها الصحيح.لن تكون هناك إشارات في تحقيق نتائج طيبة في حملات النظافة إذا لم تكن هناك جهود تبذل من الكل. فالكل معني بتحمل المسؤولية.والأعمال استمراريتها تحقق النتائج المرجوة، وليست الأعمال الموسمية ليس كلما ذكرنا.. عملنا حملة.. وبعدها طفينا.
نظافة مدينتنا .. إلى أين !؟
أخبار متعلقة