في اليوم العالمي للعمال الأول من مايو تثير الذكرى في اليمن الكثير من الهموم والشجون التي تجعل الإنسان في حيرة من أمره، وعن أي شيء يكتب بهذه المناسبة العمالية التي تمر علينا في اليمن والإنسان فيها مازال يعاني من الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية الصعبة التي خلفها وتسبب فيها النظام الاستبدادي السابق حتى غدت اليمن من أكثر دول العالم فقراً وتخلفاً وارتفعت نسبة البطالة فيها إلى أعلى المستويات العالمية نتيجة لتحول النظام السابق الفاسد إلى نظام أسري لا يهتم إلا بتحقيق مصالحه الخاصة وشلة الفاسدين من حوله الذين يدورون في فلك الظلم والاستبداد حتى توقفت الحياة في اليمن ولم يكتف ذلك النظام الأسري بالتسبب في تحقيق أعلى مستويات البطالة نتيجة لسياسته الفاشلة في ادارة اليمن بل تسبب كذلك في تدمير عدد من المصانع والمنشآت الناجحة التي استولى عليها في الجنوب بعد الوحدة مما أدى إلى تحويل آلاف العمال في تلك المصانع إلى عمالة فائضة وعلى سبيل المثال نذكر هنا أحد المصانع الناجحة التي شملتها سياسة التخريب المتعمد وأدت إلى توقفه عن العمل بصورة نهائية.ولعل القارئ الكريم يتذكر مصنع شقرة في محافظة أبين الذي اشتهر بصناعة التونة والذي يعد فخراً للصناعة اليمنية من حيث جودة المنتج الذي اشتهر به على مستوى السوق اليمنية والدول المجاورة حيث ان المصنع اقامته اليابان قبل الوحدة واصبح المصنع يملك الخبرة واليد العاملة ومصائد الثمد المتوفرة وقد اقيم في تلك المدينة الساحلية بناء على دراسة جدوى نجاحه أضف إلى ذلك انه بعد انتاجه الراقي والمتميز كسب السوق المحلية والخارجية وكان من المفترض والحال كذلك ان يعمل نظام ما بعد الوحدة وما بعد حرب 1994م، على تطوير ذلك المصنع إلا انه عمل على ايقافه وتصفيته، وهذا ما يؤكد على جهله وفساده.. ويا ليت ان القيادة السياسية بزعامة الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والحكومة برئاسة الأخ المناضل الأستاذ محمد سالم باسندوة ليتهم يعيدون الاعتبار والاهتمام لهذا المصنع ويعملوا على اعادة تأهيله وفتحه فهو من الاستثمار الناجح وفوائده كثيرة.إننا في عيد العمال العالمي لا نملك إلا الأمنيات نرفعها إلى الله سبحانه في ان يعيد هذه المناسبة على عمال اليمن اينما كانوا في مواقعهم على امتداد الوطن وقد تحسنت احوالهم وظروفهم المعيشية وتجاوز الوطن بجهودهم المخلصة التحديات التي يواجهها في الأمن والاستقرار وتحقيق التغيير إلى الأفضل وصولاً إلى تحقيق اليمن الفيدرالية الحديثة، كما نتمنى من الله تعالى ان يأتي العام القادم وقد تحققت الكثير من فرص العمل التي تستوعب الاعداد الكبيرة من العاطلين عن العمل وان يعود المغتربون أو من فرضت عليهم الظروف الغربة إلى وطنهم ليعيشوا معززين مكرمين بدلاً من حياة العذاب والملاحقة التي يعيشونها في بعض الدول المجاورة بحثاً عن لقمة العيش.كما نتمنى من كل قلوبنا لعامل اليمن الأول المخلص الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية التوفيق والسداد وان يحقق الله على يديه ما تصبو إليه اليمن من الأمن والاستقرار وبناء اليمن الجديد الذي يسود فيه النظام والقانون وقيم الحرية والعدالة والحكم الرشيد.
في عيد العمال .. الحديث ذو شجون
أخبار متعلقة