وجه كلمة إلى الرئاسة المشتركة لمجموعة أصدقاء اليمن والمنظمات المانحة
لندن / سبأ:عبر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عن أمله في أن يكون الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد أمس في لندن وفقا لآلية عمل جديدة للمجموعة بداية جديدة لمجموعة أصدقاء اليمن وأن يضعها في شكل جديد يتماشى مع الخطوات التي أتخذها اليمن للإصلاح وتطوير آليات تنفيذ المشاريع من خلال الهيئة التنفيذية.وقال الأخ الرئيس في كلمة وجهها إلى الرئاسة المشتركة لمجموعة أصدقاء اليمن وأعضاء المجموعة من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المانحة المشاركة في الاجتماع السابع : «الأمل معقود على فرق العمل المقترحة أن تتحول الى ورش عمل تعمل على تشخيص التحديات وتحديد المعالجات وتوفير الإمكانات لتلك المعالجات وتوظيف الالتزامات المتوفرة لتحريك عجلة تنفيذ المشاريع وتحسين ظروف المواطنين المعيشية والحد من مساحة الفقر والبطالة والتي ستكون اثارها واضحة على التنمية وعلى الأمن والاستقرار في اليمن”. وفي مايلي نص الكلمة :السيد وليام هيج، وزير خارجية المملكة المتحدةصاحب السمو الأمير تركي بن محمد، وكيل وزارة الخارجية السعوديةأصحاب السعادةالحضور الكريمبداية أتقدم بالشكر الى حكومة المملكة المتحدة على استضافتها لهذا الاجتماع لأصدقاء اليمن والى الرئاسة المشتركة على جهدهم الطيب في الإعداد والتحضير له وعلى استجابتكم للدعوة التي ولا شك تعكس مواقفكم الداعمة لليمن والحريصة على أمن واستقرار و وحدة اليمن. وأننا بإسم الجمهورية اليمنية نشعر بالاعتزاز لهذه المواقف التي تعكس التزاما حقيقياً لضمان خروج اليمن من أزمته السياسية من خلال الحل السياسي وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن 2014 و 2051 و 2140 والتي تصب في مجملها نحو ضمان نجاح العملية السياسية وحمايتها من محاولات العرقلة خاصة بعد أن أنجزت عدة مراحل هامة منها ولا يمكن تركها تحت رحمة أية أطراف تسعى للعودة باليمن الى المربع الأول، مؤكدا لكم أن حكومة الجمهورية اليمنية قد آلت على نفسها مواجهة كافة التحديات والأطراف التي تهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن.ولا يسعنا هنا إلا تجديد الشكر لدول مجلس التعاون وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وللدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة على جهودهم الصادقة في دعم الجمهورية اليمنية كما نقدر دور المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة على دورهما في رئاسة المجموعة واستضافة المملكة المتحدة للاجتماع. الأصدقاء الأعزاء،بعد أن تشكلت حكومة الوفاق الوطني بعد التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سارت الحكومة في تنفيذ مسؤولياتها وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وسعت الى الحفاظ على درجة من النمو الاقتصادي والحفاظ على سعر العملة الوطنية وإجراء العديد من الاصلاحات في إدارات ومؤسسات الدولة ومواجهة عناصر التخريب والإرهاب التي شكلت عائقاً لنمو الاقتصاد الوطني والإضرار بموارد الدولة نتيجة آثارها على تصدير النفط والغاز والسياحة وغيرها من الأنشطة التجارية والاستثمارية، كما انجزت خطة إعادة هيكلة الجيش والأمن وتم معالجة أوضاعها بهدوء بما يحفظ وحدتها ويعزز من دورها في حماية الأمن من خلال اختيار قيادات جديدة مؤهلة وعلى أساس وطني وتمثيل لكافة محافظات الجمهورية .وبعدها تم البدء في تشكيل لجنة الحوار الوطني بعد مرحلة التحضير ووضع اللوائح المنظمة لعملها، وبالرغم من أن هذا أخذ وقتاً أطول مما ينبغي إلا أنه وضع أسسا سليمة للحوار وجنبه الانجرار الى خلافات بعد بدء مسيرته التي أخذت ما يقرب من عشرة أشهر وفتحت الباب على مصراعيه للمتحاورين ودون خطوط حمراء لمناقشة كافة القضايا التي تهم المكونات المشاركة فيه بهدف وضع اليمن على طريق البناء ومعالجة آثار الصراعات والمظالم السابقة منذ قيام الثورة اليمنية . وكذلك الاختلالات المالية والادراية في الحكم وضمان مبدأ الحكم الرشيد وحماية حقوق الانسان وتحقيق العدالة في المشاركة في الحكم وفي توزيع الثروة . لهذا جاءت مخرجات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني شاملة في معالجاتها وعميقة في تحليلها ووطنية ووحدوية في توجهها وهو الأمر الذي حقق نجاح الحوار الوطني الشامل وأدى الى قبول مخرجاته من كافة أبناء الشعب اليمني.واستمرارا في تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية بدأت اللجنة الدستورية في صياغة دستور جديد لليمن مبني على مخرجات الحوار الوطني .. فقد تم تشكيل هيئة وطنية من أعضاء مؤتمر الحوار تشرف على صياغته وعلى تنفيذ مخرجات الحوار والتي ستقوم بإقرار مشروع الدستور قبل الاستفتاء عليه الذي سيليه إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وفقاً له.وبانتهاء ذلك نكون قد وضعنا اليمن على أعتاب مرحلة جديدة ودولة اتحادية من 6 أقاليم ودستور يجسد مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية ويحمي وحدة اليمن وأمنه واستقراره.ولهذا فإننا نأمل ان يمثل اجتماعكم اليوم بداية جديدة لمجموعة أصدقاء اليمن وأن يضعها في شكل جديد يتماشى مع الخطوات التي اتخذتها اليمن للإصلاح وتطوير آليات تنفيذ المشاريع من خلال الهيئة التنفيذية .والأمل معقود على فرق العمل المقترحة أن تتحول الى ورش عمل تعمل على تشخيص التحديات وتحديد المعالجات وتوفير الإمكانات لتلك المعالجات وتوظيف الالتزامات المتوفرة لتحريك عجلة تنفيذ المشاريع وتحسين ظروف المواطنين المعيشية والحد من مساحة الفقر والبطالة والتي ستكون اثارها واضحة على التنمية وعلى الأمن والاستقرار في اليمن خاصة وأننا جميعاً مقتنعون بأن المشكلة الرئيسية والتحدي الأكبر في اليمن هو الإقتصاد، وأن الاصلاحات الاقتصادية يجب أن تكون من أولوياتنا في اطار خطة متكاملة تشمل دعم مرحلي لميزانية الدولة مع تنفيذ الإصلاحات بطريقة تحفظ لليمن سلامها الاجتماعي واستقرارها السياسي.وأؤكد لكم إننا منفتحون للاستماع الى آرائكم وبحث المعالجات التي ستحقق أهدافنا المشتركة في هذا الجانب ووفقا للبرنامج الذي إتفقنا عليه.ومن جانبنا فقد وجهنا الحكومة بسرعة مراجعة الإستراتيجية الشاملة للإصلاح وبما يوجه موارد الدولة نحو تحقيق نمو اقتصادي ودعم سلة الضمان الاجتماعي للحد من الفقر والبطالة مع إصلاح الخدمة المدنية لإنهاء الازدواج الوظيفي والعمل على تعزيز موارد الدولة من خلال الإصلاح الضريبي.إن الأشهر القادمة وحتى انعقاد الاجتماع الوزاري الثامن لأصدقاء اليمن في نيويورك في سبتمبر القادم ستظهر مدى التزام فرق العمل وبمشاركة الحكومة اليمنية على وضع الإطار الصحيح لإنجاز ما تبقى من مرحلة الحل السياسي وتوفير الدعم الاقتصادي والتنموي وتنفيذ برامج إعادة بناء القوات المسلحة والأمن في خطة شاملة ومتناسقة مع هدف بناء اليمن الجديد الموحد والمستقر باعتباره النموذج المتميز في دول الربيع العربي في تحقيق التغيير البناء ولأن تحقيق ذلك هو الضمان لاستدامة ونجاح التجربة اليمنية الفريدة.وإننا على ثقة كاملة بأنكم ستعملون بكل همة وحماس وإصرار من أجل نجاح التجربة اليمنية.أتمنى لأعمال اجتماعكم النجاح وشكرا لكل الجهود التي تبذلها دولكم جميعاً وفي مقدمتها المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.