عصر يوم الأربعاء الماضي استجاب عدد ليس بالقليل للدعوة التي وجهتها جمعية العيدروس النسوية في محافظة عدن من أجل الوقوف أمام مستشفى عدن العام في مديرية صيرة احتجاجاً على إغلاقه.. وقد حضر هذه الوقفة الاحتجاجية الكثير من المحبين لهذه المدينة من مسؤولين ومواطنين يحملون كل الانتماءات الحزبية والأفكار المختلفة. وكانت وقفة هادئة تعبر عن صرخة أطلقها الجميع من أجل إسماع الصوت وإرسال الكلمة لمن يهمه الأمر في ظل صمت دام (9) سنوات عن إغلاق هذا الصرح العملاق الذي أهدته المملكة العربية السعودية لحكومة بلادنا في فترة حكم الملك فهد- يرحمه الله-.والشيء الغامض في إغلاق هذا الصرح الطبي يعلم به الله أما ما وصل إلى مسامعنا فأشياء كثيرة منها ضعف الموازنة- تلاعب المقاولين- عدم الرقابة الصارمة من قبل السلطة المحلية- المال السائب الذي أكل من قبل ناهبين ليس لديهم ضمير أو وازع يردعهم.الجمع الذي استجاب هو جمع معروف من أبناء هذه المحافظة الأصيلة التي كانت الأولى في كل شيء والتي كانت لا تشكو هما ولا غما ولا مرضا ولا إفلاسا ولا تبجحا ولا حبا لنفسها بل كان حبها للجميع ومازالت كبيرة الاسم والعنوان حاضنة للجميع، حتى عبث فيها العابثون ووجدوا الفرصة لكل ما صنع فيها من الألم وصار حالها اليوم مأساة .عدن ما أجمل هذا الاسم وما أصغره حروفا، لكنه كبير معنى وجمالا وتراثا وأدبا وحياة وناسا، سنعمل من أجلها بطرق سلمية حضارية لا تجلب ضجيجا ولا تعطل مصالح أحد. وسوف نستمر جميعا مع كل المحبين من أجل عودة كل شيء فقد بداخلها حبا منا وإخلاصا لها. انها عدن إقليم عدن الجنة، العاصمة، الحرية، التسامح، العطاء، البريق، البحر، الاقتصاد، الميناء.ما يؤلمني ان المترفين زادوا فيها وأبرزوا عضلاتهم أمام المحتاجين والضعفاء وهذا ما جعلها تئن وتصيح ويخرج محبوها مطالبين بعودة القلوب الرحيمة السخية.. أهل العطاء مهما انتعشت فنرحب بانتعاشها لكننا لن نقف مع من يتعالى عليها أو على أهلها.عدن تحتاج لوقفات يوميا بل كل ساعة ودقيقة لان الإهمال أصابها في مقتل ولابد من الاحتشاد من أجل مسبح حقات وأبو الوادي والأسواق القديمة والمعالم التي طمست والمنافذ التي سدت والعشوائي الذي طال الجبال والممرات الضيقة والساحة العامة.. سوف نقف ونحتشد مفكرين بقلوب نظيفة لعودة الخير كل الخير إليها.لسنا حاقدين على زيد أو عمرو ويجب ان نترفع عن الكلام البذيء او السب أو الجرح لأحد مهما كان ما يهمنا هو عدم السكوت أو السماح لأحد أن يعبث ونحن نتفرج لابد من قول الحق وقول الصدق منادين بأعلى صوت قائلين قفوا كفى عبثا بعدن وأهلها.. نداء موجه للجميع والكل يفهم نفسه وعلى قيادة السلطة عمل خطط سريعة وقوية في معالجة هذه المأساة وهذه المعاناة وهذا الإهمال.في الأخير أقول تحية لكم يا محبي عدن أنتم معنا ونحن معكم من أجل عدن.
لأجل عدن اجتمعوا
أخبار متعلقة