وقفت السكرتيرة أمامي بعد نهاية يوم عمل شاق طويل.نظرت إليها بعينين متسائلتين.كانت مرتبكة على غير عادتها.فركت يديها وهي تقول: «هناك امرأة تنتظرك منذ الصباح».جرت عيناي سريعاً على الأوراق المتراكمة على المكتب وقلت: «لا أذكر أن هناك مواعيد أخرى مع عملاء في هذا الوقت؟»ردت سريعا: «نعم، لكنها في الواقع قريبتي، وهي امرأة مسكينة فعلاً وفي حاجة إلى مساعدتك».حدقت فيها ملياً وتنهدت: «أدخليها إذن».انفرجت أساريرها وهرعت إلى الباب، لتعود ومعها امرأة متشحة بالسواد، الحزن متجلد على وجهها.جلست أمامي ونظرات عينيها متبعثرة لا تستقر على هدف.سألتها عن سبب قدومها إلى مكتب محاماة.فردت علي قائلة: «زوجي مسجون منذ ستة أشهر، وسيخرج بعد أشهر معدودات. وأنا أريد الطلاق منه».تنفست بعمق، عقلي يتساءل عن سبب انشغال سكرتيرتي بموضوع طلاق، وأنا أقول:« ولماذا تريدين الطلاق»؟أجابت: «لأنه قتل إبنتنا ذات الخمسة عشر ربيعا»ً.بدأ الاهتمام يتسلل إلى صوتي:« ولماذا قتلها»؟غصت وهي تقول:«لأنها حملت سفاحاً».صمتُ برهة ثم قلت:«أفهم ألمك، لكن الرجل فقد عقله على ما يبدو وهو يدافع عن شرفه».ردت بجمود:«لا. أنتِ التي لم تفهمِي. هو الذي اغتصبها»!
|
ومجتمع
“لم قتلها؟”
أخبار متعلقة