يوم الصحة العالمي 2014« لدغة صغيرة... خطر كبير »
متابعة / بشير الحزمي :ذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان صحفي نشر على موقعها الالكتروني أن يوم الصحة العالمي لهذا العام يُلقي الضوء على الأمراض التي تنتقل بالكائنات الناقلة للأمراض وهي كائنات صغيرة (مثل البعوض ، وذبابة الرمل ، والقراد ، وقواقع المياه العذبة) ، تنقل الأمراض وتنشرها من شخص لآخر ومن مكان لآخر ، وتتسبب في أخطار جسيمة على الصحة سواء للمقيمين أو المسافرين.وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الأمراض المنقولة بالنواقل تمثل 17 % من العبء العالمي التقديري لجميع الأمراض المعدية. وأكثر الأمراض المنقولة بالنواقل فتكا ، وهي الملاريا ، تسببت في وقوع ما يقدر بـ 660000 وفاة في عام 2010. فلا تمرّ دقيقة واحدة إلاّ وتشهد وفاة طفل جرّاء الملاريا ، وهنالك أيضاً حمى الضنك والحمى الصفراء ؛ إذ أن 40 % من سكان العالم معرضون للإصابة بعدوى حمى الضنك وهي أسرع الأمراض المنقولة بالنواقل نموا في العالم بزيادة قدرها 30 ضعفاً في وقوع المرض على مدى السنوات الـ 50 الماضية.وبمناسبة يوم الصحة العالمي أكد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على التحديات الرئيسية المرتبطة بالأمراض التي تنتقل بالكائنات الناقلة للأمراض وأهم هذه التحديات أنه - باستثناء الحمى الصفراء- ليس لهذه الأمراض لقاحات مضادة.وأوضح المدير الإقليمي سبل الوقاية قائلاً : “ تعتمد التدابير الوقائية المتاحة بشكل رئيسي على ضمان وعي الناس بوجوب المحافظة على نظافة البيئة ، واتخاذ إجراءات وقائية شخصية، والاستخدام الرشيد لمبيدات الحشرات لرش المنازل والمواقع التي تتكاثر فيها الكائنات الناقلة للأمراض. وهناك إجراءات بسيطة وعالية المردود يمكنها أن تنقذ الأرواح ، مثل توفير واستخدام الناموسيات ، وتغطية حاويات المياه ، والتخلُّص من المياه الراكدة في الأماكن التي يتكاثر فيها البعوض ، مثل الحاويات غير المستخدمة ، وأحواض الزهور والإطارات القديمة » .وأكد الدكتور العلوان على أن التشخيص الباكر والمعالجة الفورية وتكامل أدوار القطاعات المعنية مثل وزارة الصحة ، والزراعة والري، والبلديات وإشراك المجتمع والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام لها أهمية كبيرة سواءً في قطع دورة انتقال المرض أو في ضمان الحصول على أفضل الحصائل الصحية : أصبح من الثابت أن التدخلات المتكاملة أكثر فعالية ، وأكثر مردوداً ، وأكثر ملاءمة لسلامة البيئة وأكثر استدامة مما يعرف باسم الأساليب العمودية.وفي السياق ذاته سيقول ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور احمد فرح شادول في مناسبة احتفال اليمن بيوم الصحة العالمي : “ اختيار شعار “لدغة بسيطة تساوي خطراً كبيراً”، ليوم الصحة العالمي الذي تحتفل به اليمن وسائر بلاد العالم وهو من اجل رفع مستوى الوعي بالتهديدات التي تسببها الكائنات الناقلة للأمراض”.وأوضح شادول أن اليمن تعتبر واحدة من الدول التي تعاني من استيطان عدد من هذه الأمراض ، حيث يعيش أكثر من ثلثي السكان فيها تحت خطر مهدد للحياة يتمثل في نوع معين من الملاريا وهي الملاريا المنجلية ، بالإضافة إلى أن نسب وتيرة تفشي داء الليشمانيات الحشوي وحمى الضنك النزفية في زيادة مطردة خلال السنوات القليلة الماضية.وقال « حتى يومنا هذا لا توجد لقاحات حول العالم مضادة لهذه الأمراض التي تنقلها الكائنات الناقلة للأمراض باستثناء الحمى الصفراء ، غير أن هناك تدابير وقائية يمكن للناس اتباعها لحماية أنفسهم أهمها نظافة البيئة واستخدام المواد الطاردة للحشرات والتخلص من المياه الراكدة وغيرها من التدابير » .ولفت شادول الى أن النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة في اليمن وخاصة ممن يعيشون في المناطق النائية والريفية ، إضافة إلى النازحين واللاجئين يعتبرون أكثر المجموعات السكانية المعرضة لهذه الأمراض التي لا يقتصر أثرها السلبي على الجانب الصحي فقط بل على الجانب التنموي أيضاً.ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن من الأمراض التي تنقلها الكائنات الناقلة للأمراض ما يسبب تشوه الجسم ويلحق بالمصاب الوصمة ، مثل داء الليشمانيات ، والعمى النهري ، وداء الفيل ، وتؤدي هذه الأمراض إلى إحداث العجز لدى المصابين بها ، وقد يقود إلى إقصائهم من المجتمع.ويشيع وجود الأمراض التي تنقلها الكائنات الناقلة للأمراض في المناطق والأماكن الاستوائية وشبه الاستوائية حيث يصعب الوصول إلى نظم مياه الشرب والصرف الصحي الآمنة. غير أنه ، مع مرور السنوات ، أدى التغيُّر المناخي ، والحراك السكاني بسبب الصراعات ، والتوسُّع العشوائي في العمران ، وسوء أوضاع المساكن ، وشح المياه المأمونة ، وتدني حالة الإصحاح إلى انتشار بعض هذه الأمراض في أماكن لم تكن تنتشر فيها من قبل ، كما توسع نطاق سرايانها ، وازدادت كثافتها في المناطق التي كانت تنتشر فيها من قبل.وذكرت منظمة الصحة العالمية أنها في يوم الصحة العالمي تحث الحكومات على تأمين وجود نُظُم ترصُّد قوية وتأمين خدمات التشخيص السريعة والملائمة بما يضمن إنقاذ الأرواح، مؤكدة أنها على أهبة الاستعداد للدعم والمساندة .. داعية إلى البناء على ما تم اكتسابه من خبرات في الماضي ، والاستمرار في الالتزام وتسريع وتيرة ما يتم القيام به من جهود لمكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها في الإقليم .