عبد الرقيب الدعيس لست مأخوذا في نقل ملاحظاتي السلبية في أمريكا أكثر من إني تواق إلى نقل الإيجابيات من التجارب و الملاحظات ولكني لا اكتب بإسهاب إلا إذا شدني الموضوع بقوة.لن أطيل في تبرير ما أريد أن اكتب لذلك سوف اكتب ... كنت في محطة القطار في أرقى محطة في نيويورك، كنت أقف وكان يقف أمامي زوجان (سوف ارمز لهما بالزوجين ١) اعتقد أنهما من العرق الايطالي او الأيرلندي (هذا اجتهاد مني لا أكثر) كانا يتحدثان و تغازل عينا كل منهما عيني الآخر اقدر أعمراهما ما بين الخامسة والأربعين حتى الخمسين لا تزيد على بعد أربعة أمتار تقريباً كان أمامي زوجان آخران ( ارمز لهما بالزوجين ٢) ما بين الستين و الخامسة والستين ربيع، هنا اشدد على كلمه (الربيع) لأنهم يعيشون حياتهم كما هي وبكل حيوية كان يفصل بين الفريقين عمود حديدي عريض حين أدارت المرأة ٢ عينيها و وجدت الزوجين ١ أمامها و أشارت إليهما حينها أشار الرجل ١ إليهما و هنا توقف القطار و صعد الفريقان إلى القطار كل من الباب الأقرب له و صعدت أنا . التقى الفريقان وسط القطار حيث لم يكن هناك حيز إلا لجلوس ثلاثة أفراد فجلس الزوجان ٢ والمرأة ١ وظل الرجل١ واقفا . من سياق الحديث الذي كان مكثفا بين الزوجين ٢ و الرجل ١ اتضح لي أن علاقتهما كانت اقرب له وليس للمرأة ١ كانت تشارك بشكل نادر و كانت تنظر لزوجها ولكنها افتقدت المشاعر الرومانسية التي كانوا يعيشونها قبل اللقاء بالزوجين٢. ولكن دون جدوى كان الرجل منسجما في تبادل الحديث مع الزوجين ٢ و كانت في كل مرة تنكسر عينها، وتبادلهم الحديث والذي بشكل سريع ومفاجئ ينقطع تدخلها ومشاركتها بضحكة منطوية منكسرة .اقتربوا من المحطة التي من المفترض أن ينزل فيها الزوجان ١ هكذا بدا لي من استعدادها للترجل من خلال وقوفها من موضع جلوسها و إذا بزوجها يربت على كتفها الأيسر و يتحدث معها و اعتقد انه اخبرها أنه عدل في خطة سهرة نهاية الأسبوع الـ (weekend) دون أن يعود إلى رفيقته.فعادت إلى مكان جلوسها و قد تغير لون وجهها واكتست وجنتاها بتلك الضحكة المتخمة بصدمة ردة فعل زوجها.كان يجب أن انزل ولكن فضولي أرغمني على البقاء كي أشاهد من من الفريقين سوف يترجل من القطار وفي أي محطة وفي المحطة التالية ترجل الفريقان سوية .لقد اتفق الزوجان ٢ و الرجل ١ على أن يقضوا الليلة سوية طبعاً وبرفقة المرأة ١ التي كان يبدو عليها عدم الرضا و عدم التمكن من الرفض ...هنا واصلت طريقي كي أعود أدراجي إلى حيث أنشد، و أفكر وأحلل ....انتهت القصةولكن أنا بدأت تساؤلاتي ؟؟ أليس ما حدث غريبا علي كعربي فهو تصرف طبيعي أقوم به أنا و يقوم به كل بني جنسي و بيئتي مهما ادعي الحداثة . ؟لكن ،،،،لماذا حدث هذا الشيء من رجل يعيش في أمريكا البلد الذي يساوي بين الرجل والمرأة .كيف قبلت السيدة أن تكون تابعا بذلك الشكل ولم تسجل أي نقطة اعتراض ضد زوجها في بلد ومجتمع لا يسوده الحرج من مثل ذلك.من خلال احتكاكي بهذا المجتمع المرأة في هذا العمر تكون متمسكة بالرجل الذي بين يدها بشكل كبير او مستميتة للحصول على رجل يرعاها او بالأصح يشاركها أعباء الحياة.لا ادري اترك لكم البقية كالعادة لا احل العُقد أبدا استطيع فقط اصطناعها ....دمتم مشاركين رفاقكم بالحياة
|
ومجتمع
حكاية للمرأة العربية
أخبار متعلقة