وبلادنا تمر بمرحلة حرجة وصعبة- إلا أنها في هذه اللحظة بصدد التأسيس لبناء دولة مدنية حديثة ورسم خارطة طريق لهذه الدولة اليمنية المنشودة- ينبغي علينا جميعاً شعباً وحكومة أحزاباً ومكونات قبائل وفئات وجماعات ومنظمات مجتمع مدني نساء وشباباً معرفة حقوقنا وواجباتنا التي احتوت عليها مخرجات الحوار الوطني الشامل وبالتأكيد لابد أن تلك المخرجات قد تضمنت شروط وبنود بناء أسس دولة مدنية حديثة واحتوت على أهم المبادئ والأسس العامة والخطوط العريضة التي تحتاج إلى بلورتها في عقد اجتماعي جديد وعصري أو دستور جديد وحديث مواكب للألفية الثالثة ومتميز عن الدساتير السابقة يأخذ الصفة الرسمية بعد الاستفتاء عليه ثم تأتي مرحلة البدء بتطبيقة وتنفيذه على أرض الواقع. ولكن قبل كل هذا كله ينبغي أن نتمثل الخطوط والمبادئ والأسس والقيم التالية المستلهمة من روح تلك المخرجات. وأن نحصن ونوطن أنفسنا بهذه القيم والمبادئ قبل تنفيذ أي عمل نطمح إلى إنجازه أو تحقيقه وأول هذه المبادئ والقيم والسلوكيات والأخلاق : الصدق مع الله ثم مع الناس ومع النفس وأن نعمل بتجرد ونزاهة وشفافية وبمهنية - وأن نحاسب أنفسنا ونقر ونعترف بالخطأ وقبل هذا نعيد النظر في قناعاتنا ومسلماتنا القديمة والأفكار الخشبية المحنطة والجامدة وأن نقوم بتفكيك المفاهيم والمقولات العقلية النسبية والأفكار الخرافية والأسطورية وإعادة الاعتبار لمفاهيم المعرفة العلمية الرصينة والبحتة والمفاهيم الموضوعية واتهام أنفسنا بالتقصير وأننا لانملك الحقيقة كاملة في جيوبنا وأن نؤمن بأن كل من يعتقد بأنه على صواب تؤثر على صوابيته أهواؤه وميوله ونوازعه وأطماعه وأغراضه ورواسب طفولته كذلك ينبغي علينا الإقلاع عن عاداتنا السيئة والظواهر السلبية كالفساد والرشوة والمحسوبية والأنانية والأثرة وكراهية التغيير وعدم احترام الرأي والرأي الآخر والابتعاد عن الرأي الأحادي المتسلط وأن نؤمن بروح التعاون والتكاتف والإحساس بالمسؤولية والحفاظ على المال العام وتقديم مصالح الوطن قبل مصالحنا الضيقة.. وكلما اقتربنا من الله عز وجل وتوثقت علاقتنا به ازداد الوازع الديني ومراقبة الله في السر والعلن والخشية من الله وصلحت كل أعمالنا ويسر لنا أعمالنا وإنجازاتنا لأن انعدام القيم يحل محلها الانحلال الخلقي والفساد والسرقة والإهمال وعدم الاكتراث والاستهتار بحقوق الناس والحق العام وعدم احترام حقوق الإنسان وعدم التقدير لآدميته وكرامته وكأنه بلا قيمة بدليل انتشار القتل والظلم وحرمانهم حقوقهم المشروعة وعدم احترام النظام والقانون والوقت وقيمته وسيادة الفوضى والعشوائية والارتجال . إننا نريد أن نرى مجتمعاً مستقبلياً ينظر إلى الأمام قدماً لا مجتمعاً ينظر ويعيش في الماضي وفي جلابيب الآباء والأجداد والأسلاف وأن ننظر إلى الماضي كذكرى وعبرة ونستفيد من أجمل شيء فيه وأن لا نعيده أو نكرره أو نجتره. وقبل كل شيء تكون هناك إرادة سياسية قوية تؤمن بالتغيير الفعلي والتطوير والانتقال بالبلاد إلى مصاف الشعوب والدول المتحضرة وأن نعيد النظر في مناهجنا التربوية والتعليمية وانتهاج سياسة إعلامية واضحة المعالم والأهداف تخدم المرحلة الانتقالية التوافقية بعيدة عن المناكفات والمكايدات بل تصنع اصطفافاً وطنياً وتغرس في روح الأجيال حب الأوطان والعمل الجماعي والتآزر والانطلاق إلى المستقبل بخطط وبرامج واستراتيجيات علمية وموضوعية واضحة وقابلة للتنفيذ وأهم من هذا أيضاً توفير الأمن والأمان والاستقرار النفسي والمعيشي للناس وانتهاج لغة الحوار كأسلوب حضاري.
|
آراء
بناء المستقبل المنشود يتطلب شروطاً وبنوداً
أخبار متعلقة