في افتتاح ندوة تطور العلوم الفقهية.. الفقه الإسلامي.. المشترك الإنساني والمصالح
مسقط/اثمار هاشم :تصوير/ عمر البوسعيديافتتحت بالعاصمة العمانية مسقط فعاليات الندوة الثالثة عشرة حول تطور العلوم الفقهية الفقه الاسلامي،المشترك الانساني والمصالح التي نظمتها وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في السلطنة وذلك تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة وعدد من الوزراء والعلماء ورجال الدين والتي تستمر لمدة اربعة ايام وبمشاركة 150 باحث ومشاركاً يمثلون 24 دولة مشاركة يناقشون فيه 68 ورقة عمل موزعة على ستة عشر محورا.وفي افتتاح الندوة القى فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان كلمة اوضح فيها ان واقع المسلمين اليوم هو جزء من نواميس الله في خلقه المتمثل في التدافع بين الخير والشر والصلاح والفساد وان ما وصل اليه حال المسلمين اليوم من تمزيق ابنائها احشاء جسدها المنهك لا يعني مطلقا ان الامة الاسلامية تموت ولكنها فترات من الضعف وبداية لانبعاث جديد تجدد فيها اجتهاداتها للخروج من ازماتها والانطلاق نحو تادية رسالتها من جديد في العدل والمساواة .واشار فضيلة الشيخ الخروصي في كلمته إلى ان على علماء الامة ومفكريها وكل غيور عليها لابد ان يتلمس سبيل الخروج مما تعانيه الامة الاسلامية حاليا الذي يكمن في خطابين وجههما الله الاول الى اولياء الامر بالحكم بين الناس بالعدل والثاني الى العلماء من خلال امانة العلم ، كما ان على العلماء والباحثين ربط العلم بالعمل للخروج من الازمة التي تعاني منها امتنا الاسلامية بما ينفع الناس وضرورة الخروج من حالة الجمود والوقوف على الماضي الى حالة من التطور وابداع الفكر بما يتلاءم وطبيعة الواقع الذي نعيش فيه من خلال ارسال رسالة الى الناس ان الدين الاسلامي جاء للبشرية جمعاء وبمبادى تتطلع اليها الانسانية والمتمثل بالمساواة والحوار وتكريم الانسان وتوفير حقوقه .واختتم فضيلة الشيخ الخروصي كلمته قائلا: ان هذه الندوة ترسم خيوط الامل وتقرر مبادئ سامية لاصلاح اوضاع البشر جميعا لانها من المشترك الانساني اللازمة للبشرية حتى يغلب عليها الصلاح والنماء واعلاء منزلة الانسان وضرورة التركيز على الشباب الذين يفتقدون الى قدوة يهتدون بها تجنبهم من الوقوع في براثن الاخطاء والسلبيات التي تتنافى وروح الاسلام وسماحته.من جانبة القى سماحة الشيخ الدكتور شوقي ابراهيم علام مفتي جمهورية مصر العربية كلمة اشار فيها إلى ان علم الفقه له مكانته المتميزة بين علوم الشريعة لانه يضم منهجاً شاملاً لتنظيم حياة الناس بكافة جوانبها من العبادات والمعاملات والعلاقات الاسرية وغيرها من الشؤون التي تهم الناس مضيفا ان البحث في العلاقة بين الفقه والمشترك الانساني انما هو بحث في القيم والمبادى المشتركة بين الناس على اختلاف مبادئهم الثقافية والدينية لمد جسور من التواصل الانساني وفتح باب التعاون في القضايا المشتركة .من جانبه القى الشيخ احمد مبلغي من علماء حوزة قم جمهورية ايران الاسلامية كلمة اوضح فيها ان هناك فكرتين اساسيتين اهملتا الى حد كبير في المنظومة الفكرية التي يمثلها المسلمون احداهما اتخاذ العبادة فقط وسيلة للتقرب من الله فيما هناك افعال اخرى كان يمكن ان تعكس مدى تقربنا الى الله من خلال تصرفاتنا في حياتنا الاجتماعية وجعلها اكثر انسانية اما الفكرة الثانية التي اهملها المسلمون تتمثل في الابتعاد عن الفطرة الاجتماعية حاليا.اما كلمة وزارة الاوقاف والشؤون الدينية العمانية فقد القاها الدكتور عبدالرحمن بن سليمان السالمي رئيس اللجنة المنظمة للندوة قال فيها : ان اقامة هذه الندوة جاءت بتوجيهات من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وتهدف الى تجديد الوعي بالتقليد الفقهي الاسلامي الكبير والعمل بالبحث العلمي الجاد على الافادة منه في الحاضر وكذا ضرورة الانفتاح على التاويل والتجديد وعلى العالم الاوسع موضحا ان ندوة هذا العام تتفرع بين القيم ، فالقيم تتضمن المفاهيم والمصطلحات فيما المصالح المترتبة عليها تتضمن المساواة والعدالة وحقوق الانسان والسياسة الشرعية خاصة والتي يعتبرها الفقهاء ضرورة ينبغي ان يتلاقى حولها الناس.الجدير بالذكر ان ندوة اليوم ستناقش عدداً من المحاور المحور الاول المصطلحات والمفاهيم والتاصيل الفقهي يشارك فيها مجموعة من الباحثين اما المحور الثاني يتناول المساواة اصولا وفقها يشارك فيه خمسة باحثين فيما المحور الثالث والاخير فتناول حقوق العدل في الاسلام بمشاركة اربعة باحثين.