إعداد/ وهيبة العريقيتتجه جهود سنين طويلة من التحصين وحملاته الوطنية إلى طريق مسدود متى لاح خطر فيروس شلل الأطفال وصار إلى وبائية عالية تنصهر معها الحلول العاجلة أو يبطل جدواها..وليس بالشيء اليسير كل ما تقدم من جهود حثيثة بذلتها وزارة الصحة وشركاؤها الداعمون منذ عام 2006م من أجل المُضي قُدماً في الحفاظ على اليمن خالية من فيروس شلل الأطفال، في وقتٍ بدا فيه خطر وشيك يلوح في الأفق قد رجح كثيراً إمكانية ظهور الفيروس في بعض دول المنطقة الخالية من الفيروس ومنها اليمن. وبلغت ذروة هذا التهديد في الوقت الراهن مع زيادة تفشي فيروس الشلل وانتشاره في بعض دول القرن الأفريقي ثم في سوريا الشقيقة.فالخوف كل الخوف ليس على من طعموا مرات كثيرة ضد هذا الفيروس- فقد تعززت مناعتهم وقوت بالمستوى المطلوب- وإنما الخشية متزايدة على من حرمهم والداهم تماماً من التحصين وعلى من أهملهم ذووهم ولم يحصلوا إلا على القليل من جرعات اللقاح المضاد لاسيما وأن في اليمن شريحة واسعة من الأطفال دون سن الخامسة بمئات الآلاف يعانون من سوء التغذية مما يجعلهم أقل مناعة بكثير من أقرانهم الآخرين إذا لم يحصلوا على أكبر عدد ممكن من جرعات اللقاح الفموي المضاد للفيروس.كما أن المشكلة قد تطال الأطفال حديثي الولادة الذين لم يحصنوا بما يكفي من جرعات اللقاح ، وكافة الصغار ممن تخلفوا عن تلقي بقية جرعات لقاحات التحصين الروتيني المستحقة بالمرفق الصحي والتي تدون مواعيدها بشكلٍ واضح في كرت أو بطاقة التطعيم. ولا ينبغي أن يستخف أحد بالتحصين أو يعتبره هيناً، كونه إجراء صحيا فعالا، لا بد له من الاستمرار كل ما تجددت الدعوة إلى تحصين الأطفال دون سن الخامسة مهما تعددت وتكررت جرعاته من خلال الحملات، وذلك بمعية تلقي واستكمال جميع الأطفال دون العام والنصف من العمر جميع جرعات التحصين الروتيني المعتاد بالمرافق الصحية، بما يحقق وقاية دائمة للأجيال تجنبهم الإصابة بالمرض بكل فاعلية مهما ساءت ظروف وأحوال انتشار فيروس الشلل في الإقليم وبلدان الجوار الأفريقي.إن تزايد عدد حملات التحصين التي تنفذها وزارة الصحة ضد شلل الأطفال ضروري للغاية ويعكس دلالات واضحة تؤكد حرصها على ديمومة وقاية فلذات الأكباد وعدم قبولها ترك أي فرصة لعودة ظهور الفيروس المسبب للمرض إلى اليمن مجدداً. ولا مبرر للمترددين أو المعارضين للتحصين عن مجانبة خطر يمكن أن يفاجئ أبناءهم المحرومين من التحصين على حين غرة، فيكبل حركتهم بإعاقة حركية للأطراف أو إعاقة حركية وذهنية على صعيد مشترك تلازمهم مدى الحياة أو تسلمهم إلى موت محقق، لا قدر الله.فأين الفارون بأطفالهم من قدر الله إلى قدر الله، كما صنع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) ليتجنب الإصابة بالطاعون عندما استشرى في أرض الشام، مستنداً إلى لغة العقل والمنطق وتعاليم الدين الحنيف والأخذ بالأسباب التي هيأها الله للنجاة من الأمراض الفتاكة.وكفانا أن نتخذ تعاليم وهدي الرسول( صلى الله عليه وسلم) منهاجاً وهو القائل فيما روي عنه : “كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت”، والقائل(صلى الله عليه وسلم) وقوله حق : “ كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته”.الأمر الذي يعني الوثوق بأن التطعيم ضد شلل الأطفال السبيل الوحيد لمنع عودة الفيروس إلى أرضنا الحبيبة؛ باعتباره يحقق حماية دائمة تصون الأطفال من الوقوع في شرك الإصابة بهذا الداء وقطع دابر إعاقة دائمة غير قابلةٍ للشفاء أفضت على مر العصور إلى موت الكثيرين ممن وصلت بهم إلى مرحلة حرجة.إن الفرصة سانحة- تماماً- لتلافي مخاوف من هذا القبيل مادامت حملات التطعيم ضد شلل الأطفال قائمة كهذه الحملة الوطنية المستهدفة من منزلٍ إلى منزل جميع الأطفال دون سن الخامسة في سائر محافظات الجمهورية خلال الفترة من (7 وحتى9 أبريل2014م )، حتى من سبق تحصينهم وكذلك المولودون حديثاً على السواء. ونجدد الدعوة- أيضاً- للآباء والأمهات بأن يُحصنوا أطفالهم دون العام والنصف من العمر بكامل لقاحات التحصين الروتيني الذي تقدمه المرافق الصحية مع الالتزام بالجرعات وفق مواعيدها المدونة ببطاقة أو كرت التحصين.وليس ما يمنع التطعيم أياً كان.. من مرضٍ طفيف أو حمى عادية أو إسهال أو نزلة برد أو زكام، حتى وإن كان مصاباً بالحصبة . ولا يمكن الـتأجيل لجرعة اللقاح بأي حالٍ مما ذكرت، كون اللقاح آمن للغاية ومضمون الفعالية ولا يُلحق أي ضررٍ بصحة الطفل، وإن ظهرت أعراض شديدة على الطفل عقب تحصينه فإن سببها-على الأرجح- مرضٌ غير متوقع لا علاقة له بالتطعيم.ولو كان الطفل يعاني من الإسهال أثناء الحملة، فيُعطى الجرعة ثم يعاود تحصينه بجرعة اللقاح ضد شلل الأطفال مرة ثانية بعد توقف الإسهال مباشرة؛ تعويضاً له عن الجرعة السابقة التي ربما لم يستفد منها، فتؤدي الجرعة الجديدة دورها الوقائي المطلوب. وفي نهاية المطاف.. ليكن الجميع اعتباراً من (7وحتى 9 أبريل 2014م) على موعدٍ محدد وإطار زمنيٍ موحد، هو موعد تنفيذ الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال من منزلٍ إلى منزل بجميع المحافظات، وعلى الوالدين خلاله اختيار ما شاؤوا لأجل تحصين أطفالهما دون سن الخامسة؛ كأن ينتظرا فريق التحصين ليصل إلى المنزل فيطعم أطفالهما المستهدفين، أو بمقدورهم التوجه بهم إلى أقرب مركز أو وحدة صحية أو مستشفى يقدم خدمات التطعيم أو إلى أي مرفق أو مكان يتواجد فيه فريق تطعيم في أي يوم أرادوه من أيام الحملة.
التحصين.. لسلامة كل الأجيال
أخبار متعلقة