في فعاليات يوم اليتيم العربي بصنعاء
صنعاء / سبأ:أكد وزير الإعلام علي أحمد العمراني ضرورة الاهتمام بشريحة الأيتام، والعمل على وضع سياسات عامة لرعايتهم بأساليب علمية حديثة، تضمن الرعاية والتأهيل للأيتام.جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الوزير العمراني في فعاليات يوم اليتيم العربي الذي أقامته أمس بصنعاء جمعية قطر الخيرية ـ مكتب اليمن، بمناسبة اليوم العالمي لليتيم وفي إطار مبادرة رفقاء لرعاية الأيتام.وأشار الوزير العمراني إلى الميزة القيادية التي يمنحها الله للأيتام، الذين يتحدون مصاعب الحياة ويخوضون غمارها ولا توقفهم العقبات أو تعيق مشوارهم الصعوبات فكانوا قادة ومفكرين وفقهاء ومخترعين وأدباء، وعلى رأس القادة أكرم الخلق الرسول الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.وتطرق إلى الرسالة السامية التي يطلقها الأيتام في هذا اليوم تمجيداً وتخليداً للسلام والجنوح عن العنف والإرهاب.واستعرض ما تخلفه الأعمال الإرهابية من كلفة اجتماعية وإنسانية وبشرية كارثية تحصد فيها الأرواح وتخلف أيتام وأرامل ومآسيٍ يندى لها الجبين ..مستشهداً بعدد من العمليات التخريبية والإرهابية التي طالت عدد من المنشآت العسكرية وأزهقت أرواح الأبرياء من المواطنين ومن حماة الوطن في أرجاء مختلفة من البلاد.وقال :" إن تلك الأعمال التخريبية بعيدة عن قيم الشريعة الإسلامية، والمجتمع اليمني الأصيلة، وأن العناصر التخريبية ضل سعيهم، وبئست أعمالهم الإرهابية التي لا تخدم سوى الشيطان".وأضاف :" آن الأوان لأن ينادي الأيتام، حملة الأحزمة الناسفة ومخططات الموت والإرهاب بأن (كفى قتلاً، ودماراً، كفى أيتام و أرامل وثكالى، كفى عبثاً بدماء الأبرياء)".وتابع وزير الإعلام قائلا :" وبالتأكيد لن يغيب عن البال ما تفعله فئة اخرى مسلحة يدها على الزناد منذ اكثر من عشره أعوام وطيلة ما يربو على العشرة أعوام سقط المئات والألوف من الضحايا من الجانبين بين قتلى وجرحى ومع ذلك يدعي من لا تزال ايديهم على الزناد إنهم يستندون إلى مسيرة قرآنية ومعلوم أن تلك المسيرة ومثيلتها تسببت في آلاف الأيتام والثكالى" .. مستهجنا من يقومون بجرائم القتل باسم الدين ويظنون انهم يقتلون في سبيل الله ودعاهم إلى أن يتجنبوا ارتكاب تلك الجرائم تحت هذا الادعاء الزائف والضلال البعيد والظلم الجائر .وخاطبهم قائلا:" أيها الناس لقد ملأتم الأرض ظلما وجورا وها هي الأرض تغص بدماء المظلومين وتفيض بدموع المكلومين من الأرامل والثكالى و الأيتام " .وأضاف :" إن أرواح الضحايا تحلق في العالي وتشكو إلى بارئها ربنا لقد قلتنا ظلما وعدوانا, وأن الإنسانية الراشدة من مختلف الأديان والمذاهب والأعراف والأجناس يناشدونكم ويقولون لكم أيها المسلمون إنما ارسل نبيكم رحمة للعالمين حصرا.. فكيف بكم وقد حولتم هذا الدين السمح قتلا وإرهابا وويلات على أنفسكم وبلدانكم وشوهتم سمعة دينكم وقيمه الحضارية والإنسانية ".كما خاطب وزير الإعلام الأيتام قائلا:" أما انتم أيها الأيتام .. فطوبا لكم وكان الله معكم وهو لن يتخلى عنكم ابدا وسيسخر لكم من أهل الخير والصلاح من يقف إلى جانبكم.وثمن وزير الإعلام، لقطر الخيرية، والقائمين عليها، الجهود المبذولة في رعاية الأيتام ومساندتهم.وقال :" باسم رئيس الوزراء وحكومة الوفاق الوطني أحيي قطر الخيرية على الدعم والرعاية التي تقدمها للأيتام".. مشيداً بكافة الجهود المبذولة من المؤسسات الخيرية العاملة في هذا المجال.من جانبه أشار مدير قطر الخيرية ـ مكتب اليمن، محمد واحي، إلى أهمية رعاية الأيتام، ومنزلة كافل اليتيم، وتجاوز معنى كفالة اليتيم بعدم اقتصارها على النواحي الغذائية فقط بل احتضانه وتعليمه والاهتمام بصحته وإعداده نفسياً وتربوياً لمواجهة المستقبل ومصاعب الحياة، والأخذ بيده نحو الفضيلة، وتقويم روحه وعقله، والحرص على مستقبله وسلوكه.واستعرض عمل قطر الخيرية في اليمن في مجال رعاية الأيتام والذي بدأت في العام 1994م، ويبلغ عدد من تكفلهم الجمعية في اليمن حالياً عشرة آلاف و981 مكفولاً بينهم 9391 يتيماً.. لافتاً إلى أن الدعم السنوي المقدر للمكفولين يبلغ نحو 28 مليون و362 ألف ريال قطري، أي ما يعادل 7 ملايين و770 ألف و575 دولاراً سنوياً.ولفت مدير قطر الخيرية ـ مكتب اليمن، إلى أن تخصيص الدعم السنوي يشمل التكفل بالجوانب الرعائية للأيتام بما فيها الرعاية التعليمية وبرامج الرعاية الأولية، وبرامج التدريب والتأهيل، ورعاية الموهوبين والمبدعين، وبرامج التنمية المستدامة.وتطرق إلى الإحصائية العالمية للأيتام .. مبيناً في هذا الخصوص أن الإحصائيات توضح إلى أن التقديرات تشير إلى وجود 153 مليون حالياً عبر العالم، أغلبهم في العالم العربي والإسلامي، وهو ما دفع إلى إطلاق قطر الخيرية " مبادرة رفقاء".وبين أن هذه المبادرة التي أطلقت في ديسمبر الماضي، وتعنى بكفالة الأيتام في العالم، تهدف الارتقاء بمستوى متكامل لرعاية الأطفال والأيتام، والانطلاق برؤية جديدة قائمة على الرعاية المتكاملة والتي تشمل الجوانب الاجتماعية والنفسية لهذه الشريحة من المجتمع في مختلف أنحاء العالم..لافتاً إلى أن المبادرة منذ انطلاقها قبل ثلاثة أشهر أسهمت في كفالة 6117 يتيماً.وأشار إلى أن خطة قطر الخيرية في اليمن تشمل رفع عدد المكفولين من الأيتام ليصل العدد إلى 20ألف مكفولاً خلال السنوات الثلاث القادمة، وبناء دور الرعاية الاجتماعية ودور التدريب والتأهيل والذي سيتم الشروع فيه في غضون شهر لإنشاء معهد الدوحة للأيتام في محافظة حجة، فضلاً عن أنه يتم حالياً حشد الدعم اللازمة لإنشاء وتشغيل مركز قطر التنموي للأيتام في الجنوب.من جانبه ثمن الأمين العام المساعد لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية يحيى الدبا، اللفتة الكريمة لرعاية الأيتام في اليمن، وإقامة الفعاليات المختلفة التي تهدف التعريف بقضايا الأيتام والأخذ بأيديهم وإصلاحهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم من أجل بناء هذا الوطن.وأشار إلى أن إقامة مثل هذه الفعاليات تلفت أنظار المجتمع بفئاته المختلفة إلى حاجات الأيتام المتعددة في التعليم والصحة واكتشاف المواهب وتنمية القدرات والرعاية والذي من خلاله يعود بالنفع لأنفسنا ولأولادنا.وقال :" إطلاق قطر الخيرية لمبادرة (رفقاء) المبادرة الإنسانية التي تهدف إلى الحشد والمناصرة لقضايا الأيتام ليدل دلالة واضحة على عمق الترابط الأخوي الإيماني انطلاقاً من قوله تعالى :" إنما المؤمنون إخوة"، وهو ما يعزز من قيمة التكافل بين أفراد المجتمع".بدورها تحدثت الطفلة بدور الشباطي في كلمتها عن الأيتام، إلى أن الأيتام يتفاءلون بالغد المشرق الذي يقهر اليأس ويتحدى الصعاب، وبهذه الإرادة يتمكن الأيتام من تحويل التحديات إلى فرص يستثمرها اليتيم لإثبات وجوده وإظهار إبداعاته، كما يتاجر مع الله عز وجل في صبره واحتسابه.وثمنت إقامة هذه الفعالية ضمن مبادرة رفقاء التي تنفذها قطر الخيرية، المتميزة بتبني القضايا الإنسانية .. معتبرة أن هذه المبادرة بصمة متميزة تذكر ببشارة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام القائل: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى".تخلل المهرجان وصلات إنشادية لنخبة من المنشدين المبدعين، تضمنت رسائل للمجتمع بضرورة الوقوف مع هذه الشريحة لتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين من خلال المساهمة في تأهيليهم وتدريبهم وإكسابهم الحرف التي تساعدهم على التغلب على الصعوبات في حياتهم .. مثمنة لقطر الخيرية هذه المبادرة واللفتة الكريمة.وكان الحضور قد تلوا الفاتحة على روح فقيد الوطن رجل الخير والعطاء الدكتور طارق سنان أبو لحوم رئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا.وجرى في المهرجان تكريم وزير الإعلام علي العمراني بدرع قطر الخيرية، كما تم تكريم الأيتام المبدعين والمشرفين المتميزين.حضر المهرجان وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة محمد الأشول، و عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيسة قطاع المجتمع المدني نور باعباد، ونائب رئيس قطاع التلفزيون قناة اليمن الفضائية والأولى جميل عز الدين، وعدد من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، وممثلو منظمات المجتمع المدني.