إن الوطن حق علينا وواجب ينبغي أن نؤديه تجاهه لأنه أمانة في أعناقنا وأن العمل من أجل تطويره وازدهاره وحمايته هو تطوير وازدهار وأمن لمن يعيش فوق ترابه ويدب تحت سمائه ويموت تحت ثراه ويتنفس من هوائه العليل والعمل من أجل الوطن أمر به الدين واعتبر من يضحي في سبيله من الشهداء فما بالك بمن يخرجه من أزمته ومنحته ويعمل بكل الوسائل المشروعة من أجل رفعته ورفاهيته ويقدم الخدمات الجليلة من أجل إسعاد الكثيرين من أبنائه المحرومين الذين يعانون من شظف العيش ويفتقدون للأمن الاقتصادي والنفسي ويتعرضون للإرهاب ولا يشعرون بالمواطنة الحقيقية التي تتمتع بأبسط الحقوق المشروعة والضرورية للحياة الكريمة.إن الوطن اليوم وفي هذه اللحظة الراهنة بالذات يدعونا جميعاً إلى الوقوف إلى جانبه وانتشاله من محنته التي هي محنة كل مواطن يمشي فوق ظهره وإذا لم يقم هذا المواطن بأداء هذه المهمة في هذه اللحظة الحرجة والحاسمة التي يمر بها هذا الوطن فمتى سيؤدي هذه المهمة؟ بعد خراب مالطا..؟! وإذا لم يستطع أن يقوم بأي خدمة لوطنه فعليه أن يكف أذاه عن الآخرين أو المساهمة في إقلاق السكينة العامة أو المشاركة في تأزيم الأمور (فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) كما ورد في الحديث النبوي الصحيح فإذا رأى منكراً فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه إذا كان لا يتعارض أو يزدوج مع مهام جهات قانونية أو شرعية أو أمنية أو سلطة هي منوطة به وبإزالته إن الذي يعمل على تخريب وإتلاف وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ويعتو في الأرض فساداً ويهلك الحرث والنسل والبنية التحتية كالشبكة الكهربائية وإحراق أنابيب الغاز والنفط وتدمير المنشآت والإنجازات فإنه لن يلفت من العقاب فمثله كمثل الراكب في سفينة يريد أن يخرقها ويغرق أهلها وينسى أنه سيغرق نفسه مع المجموع لأنه راكب فوق تلك السفينة التي يرغب في إتلافها ويظن أن ليس هناك نظام ولا دولة ولا قانون يردعه أو يوقفه عند حده منتهزاً غياب الدولة وسلطتها وهيبتها لأنها مشغولة في ترتيب الأوليات والنهوض من كبوتها التي تعثرت بها نتيجة الأزمة والمحنة التي مرت بها البلاد ولكن متى ما استقرت الأمور وعادت المياه إلى مجاريها واستتب الأمن فأين سيهرب ذلك المخرب من المحاسبة والقصاص منه وتحقيق العدالة ولو بعد حين. واليوم لدينا قيادة حكيمة ورشيدة وحكومة توافقية والعالم والإقليم يقف معنا في محنتنا وإخراجنا من أزمتنا فينبغي على كل فرد وكل مواطن العمل بروح الفريق الواحد من أجل هذا الوطن الذي يحتوينا جميعاً ويضمنا في جنباته وفي حضنه كما تضم الأم الرؤوم أطفالها الصغار وينبغي على كل مواطن أن يطيع أمه التي هي بلاده ومسقط رأسه ووطنه الغالي وأن يقف إلى جانب هذه الأم في مرضها وانتكاستها وأن يقف إلى جوارها في أحلك الظروف التي تمر بها هذا إذا كان بالفعل ولداً صالحاً وباراً بوالدته وليس ولداً شريراً وعاقاً بوالدته وأمه الحنونة. إن الذين ينخرون في جسد الوطن هم قلة قليلة ولن يتحقق مسعاهم ولن تتحقق أهدافهم وأغراضهم الخبيثة لأن غالبية المجتمع سيقف لهم بالمرصاد والعدالة ستلاحقهم وتطالهم والقانون فوق الجميع وهو حالة شاذة واستثناء والأصل هو المجتمع بكاملة بكل فئاته وهيئاته وأحزابه وطوائفه وأطيافه وكل هؤلاء لن يسمحوا لجماعة خارجة على النظام والقانون والإجماع أن تمس المصالح العليا للوطن التي هي ملك للجميع فمن يخالف المجموع أو يشق عصا الطاعة أو يفارق الجماعة فهو مارق ولا يفهم أو يعرف أو يدرك أنه يسلك سلوكاً منحرفاً يضر بالوطن ويضر بنفسه بل ويعرضها للأذى ويشوه سمعتها وإن قبض عليه يرمى به في غياهب السجون فيظل مجهولاً بين الحياة والموت تعيساً نكداً نتيجة أفعاله وتصرفاته اللاأخلاقية واللاإنسانية وبسبب نزواته الطائشة وأفعاله المشينة التي لا تعترف بوازع ديني أو أخلاقي أو تشعر بالإنتماء لهذا الوطن الغالي الذي يعمل على الإضرار به وبأهله ويمس مصالحهم الحيوية وأمنهم واستقرارهم وحياتهم الهادئة والمطمئنة.إن كل مواطن مطالب اليوم أن يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات وأن يدخل كل مواطن إلى أعماقه ويبحث عن مكامن النقص لديه فأغلب مشاكلنا تعود إلى إنعدام الوعي وعدم الإحساس بما حولنا ولا نعرف مصالحنا من مفاسدنا فمن وصل إلى هذا التمييز بين الحق والباطل والصالح والطالح فقد وعى وأدرك وعرف وكشف وتصرف بحكمة ومنطق وعقل وعلم ودراية أما الجهل فهو عدو الإنسان والإنسان عدو ما يجهل فيسعى إلى التخريب والإتلاف والتدمير لماله وأهله ووطنه والناس أجمعين.
ألم يئن العمل
أخبار متعلقة