(عيد الأم).. في يوم من العام أم كل يوم في العام ؟!
استطلاع/ دنيا هانيلا أهمية تضاهي أو تتخطى أهمية الأم ولا شيء يعلو فراقها فالأمومة هي أعظم هبة خصها الله بالنساء وليست هناك كلمات تعبر أو تصف معنى كلمة الأم وليست هناك أفعال من الممكن أن تنصف حق الأم، ولكن هناك يوم اعتبر هو يومها وعيدها مع أنه من المفترض ألا يخصص يوم واحد لها لأنه لا يكفيها ولا يوفيها حقها.الأم التي تحملت وصابرت وتعبت وأنجبت وبالآخر تأتي لحظات ينسى فضلها ، ولحظات يبادل الجزاء بالعقاب والبر بالعقوق والشكر بالنكران والكثير لا يتذكرون الجنة تحت أقدام الأمهات)..قيل لزين العابدين: إنك من أبر الناس بأمك، فلماذا لا تأكل معها في صفحة واحدة؟ فقال: إني أخاف الله أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها إليه فأكون قد عققتها.وبين الاحتفال به واعتباره يوماً مقدساً وبين ما يقال عنه أنه بدعة أحببنا في هذا الاستطلاع وقبل أيام تفصلنا من تاريخ الواحد والعشرين من مارس والاحتفال بمناسبة عيد الأم بالتعرف أكثر على قيمة ومعنى هذا اليوم بالنسبة لبعض الأمهات والأبناء من مختلف المحافظات فإلى الحصيلة التي خرجنا بها:-الحياة تلهي الإنسانفي البداية قابلنا الأخت فوزية محمد من كريتر والتي عندما سألناها عن مناسبة عيد الأم بالنسبة لها ردت بحزن واضح على ملامحها التي تدل على الصبر والمعاناة خلال مشوار حياتها وتربيتها لأبنائها وقالت: أحياناً ينسى الأبناء ما يقوم به الأهل لأجلهم ولأجل إسعادهم صحيح أن أبني تغير قليلاً ولم يعد كالسابق خاصة بعدما تزوج وأنجب أولاداً وأصبح قلة ما يسأل عنا ونادراً ما يأتي لزيارتنا فالحياة تلهي الإنسان عن التزامات كثيرة.وتضيف: لكنه يتذكرني بهذه المناسبات ويأتي كي يسلم علي هو وزوجته وأولاده ويهديني بهذه المناسبة وهذا ما يشفع له عندي فقلب الأم مهما أهملها ولدها أو قصر في حقها تظل تدعو له في الغيب وتتمنى له كل خير وبهذه المناسبة أحب أن أعيد على كل أم وأقول لها كل عام وأنتِ بخير.سنة الحياةوقالت الأخت أم فارس من المنصورة: الأم هي التي ربت وتعبت وتلعب الأم دوراً عظيماً في حياة أبنائها ومستقبلهم ويكفي أن (الجنة تحت أقدام الأمهات) وربي يحفظ كل أم لأولادها ولكن هناك بعض الأحيان أمور تحدث تشغل الأبناء عن أهلهم وهذه هي سنة الحياة فكل واحد وله حياته وانشغالاته ومسؤولياته خاصة بعد الزواج أو العمل أو إذا سافر إلى الخارج، فالحياة أصبحت صعبة وليس هناك وقت حتى للتزاور بين الجيران أو الأقارب فكل واحد عنده ما يشغله ومعذور.وأضافت: لكن بهذه المناسبة أحببت أن أقول أنه ليس على الأبناء نسيان أهلهم ويتذكرونهم فقط في المناسبات والأعياد وإنما كواجب عليهم السؤال دوماً وعدم قطع الود وصلة الرحم كلما سنحت لهم الفرصة.وتابعت كلامها قائلة: أتمنى بهذه المناسبة أن ربي يصلح البلاد والعباد ويفرح قلب كل أم وبنت.يوم صعب وحزينأما الأختان لينا ورنا من منطقة خورمكسر قالتا: أن هذا اليوم يمثل يوماً صعباً في حياتهم حيث أنهم فقدوا والدتهم من سنتين مضت، وقالت لينا: كنا متعودين نفاجئها كل عام بشراء ما تحبه وتتمناه ولكن سيكون هذا التاريخ صعب علينا فلمن سأهدي بهذا اليوم ولمن سأقول كل عام وأنتِ بخير يا أمي توقفت وكانت تذرف الدموع بحرقة ولم تستطع إكمال كلامها معي وعبرت أختها بنفس الحزن وقالت: تعودنا على هذا الشيء لسنوات طويلة وهذه المناسبة تمر علينا بصعوبة، فليرحمها الله ويغفر لها فنحن سنظل نتذكرها دوماً ولن ننساها.عرفت قيمتها متأخراًونفس الحال كان مع الأخت أم أفنان من منطقة البريقة التي قالت: لم أحس بقيمة الأم إلا عندما فقدتها ولم أعرف قيمة هذا اليوم إلا عندما أصبح قريباً ووالدتي رحمها الله لن تكون معنا فكم أحسست أني كنت مقصرة معها ولم أوفيها حقها وكم تمنيت أن ترجع وأعوضها التقصير الذي بدر مني. وواصلت حديثها: صحيح هي تدعو لي ولم تشك من معاملتي لها ولكني بعد ما تزوجت وأنجبت عرفت قيمتها وتذكرت كلامها جيداً عندما كانت تقول لي عندما تتزوجين ويكون لديك ولد سوف تحسين بي، وفعلاً جاء اليوم الذي عرفت به قيمة ومعنى الأم وتحملها لنا وصبرها علينا فلا أجد كلاماً أستطيع به إعطاءها حقها غير أن أقول رحمة الله عليك يا قطعة من القلب.بدعة ولا يجوزوعبرت الأخت فاتن من كريتر عن هذه المناسبة بقولها: صراحة نحن تعودنا على أن هذا اليوم بدعة ولا يجوز الاحتفال به، ومن المفروض ألا يكون هناك يوماً يحتفل به للأم خاصة في مجتمعنا الإسلامي ولم نعرف في السابق أن هناك يوم مخصصاً للأم ولهذا لا نحتفل به فنحن كل يوم نعتبره عيداً لأمنا وهي تعلم ذلك لهذا لا يؤثر فينا أو يجعلنا نتقيد ونشتري الهدايا فالأم بنفسها تعتبر أجمل هدية أعطاها الله لنا ودائماً ندعو أن يحفظها لنا ويحميها ويجعلها تاجاً على رأسنا.يوم مقدسبينما الحجة سامية أحمد من مديرية المعلا ردت بحماس واضح والابتسامة تعلو وجهها وقالت: من قال راحت علينا بالعكس عيد الأم هذا عندنا مقدس وكل سنة عيالي يذكروني فيه وياويل واحد منهم نسى هذه المناسبة ولم يذكرني أو يهديني هدية.وأردفت قائلة: صراحة بعد مايكبر الأبناء والبعض منهم يتزوج ينشغلون بحياتهم ويكون هذا اليوم مناسبة جيدة للتجمع والتزاور أو حتى الاتصال لو كان أحدهم خارج البلد ويكفي انه عادة تعودنا عليها ونفرح بها خاصة عندما يأتي إلينا أبناؤنا محملين بالهدايا أو يسألونك ماذا تريدين أو تتمنين أهديك فتكفي هذه اللفتة منهم لتجعلني أدعو لهم من كل قلبي أن ربي يحفظهم ويخليهم لي.وأكملت: أحب أن أوجه التهاني لكل الأمهات بهذا اليوم وهذه المناسبة وأقول لهم كل عام وأنتم بألف خير.ألا تستحق بعض التقدير؟!وكما قال المتنبـي ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم.. ولكن هي أمنيات يتمناها البعض برجوع من فقد ومن ويحب فلا شيء يعوض لحظة من لحظات وجود الأم ولكن هكذا هي الحياة نحن فيها زوار وسوف نرحل عنها لا محالة فليرحم الله كل أم رحلت وليحفظ كل أم باقية لأولادها فنحن لا نعرف قيمة الشيء إلا عندما نفقده فقد لاحظت أن البعض يقدس هذا اليوم فقط لتقديم فروض البر والطاعة للأم ويكتفي بهدية يقدمها صباح هذا اليوم وباقي الأيام تتغير المعاملة ونبرة الكلام تختلف، فالبر والإحسان للأم ليس فقط في يوم واحد من كل عام وإنما الاجتهاد أن يكون في كل يوم وكل شهر وكل عام ومسك الختام كل عام وجميع الأمهات بخير وسلام.