لقد كان يوم الـ18 من مارس 2011م يوماً عظيماً وخالداً في تاريخ اليمن الحديث ومثل نقطة تحول كبيرة في مسار الثورة الشبابية السلمية الشعبية وانتصارها على النظام الدكتاتوري الاستبدادي الذي عاش في اليمن ظلماً وطغيانا وفساداً لأكثر من ثلاثة عقود حتى جعلها من أكثر بلدان العالم فقراً وتخلفاً..ففي مثل هذا اليوم تصدى الثوار بصدورهم العارية لرصاص الغدر والإجرام الذي صوبه إليهم مجموعة من القتلة التابعين لنظام الفساد والاستبداد بعد أن أصبحوا عبيداً للطاغوت وتخلوا من صفات الشهامة والرجولة والإنسانية ناهيك عن صفات الدين والرحمة، ولكن بالمقابل فإن الثوار في هذا اليوم العظيم يوم جمعة الكرامة تحلوا بصفات الإيمان والصبر والشجاعة ورباطة الجأش بالإضافة إلى الثبات وذكر الله حيث أرتقى منهم العشرات شهداء وهم مقبلون غير مدبرين بصدورهم العارية وتكبيراتهم المدوية التي ارتعدت لها فرائص القتلة حتى إمتلات عقولهم وقلوبهم وأرجلهم خوفاً من الثوار السلميين الأبطال الذين تمكنوا من أسر عدد من المجرمين والقتلة الذين تحصنوا بالمباني المجاورة لساحات الاعتصام منذ البداية وهم يطلقون الرصاص على المعتصمين السلميين ولكن الله أمكن منهم حين أقتحم بعض الثوار عليهم أوكارهم وأسروا عدداً منهم ولكن الخطأ الذي وقع فيه الثوار فيما بعد أنهم سلموا هؤلاء الأسرى إلى النائب العام ولو أنهم ابقوا عليهم لما وجد أسرى من الثوار حتى اليوم على سبيل التعسف والانتقام.إن ما حدث في يوم الـ18 من مارس 2011م يوم جمعة الكرامة يجعلنا نقف باجلال وإكبار إلى عظمة الشهداء من الثوار الذين وصل عددهم إلى 50 شهيداً وإلى أكثر من ذلك من الجرحى فهؤلاء وغيرهم من الثوار هم تاج على رؤوسنا جميعاً وبفضل تضحياتهم نعيش هذه التحولات العظيمة صوب بناء اليمن الجديد الذي تتحقق في ظله العدالة والكرامة والحرية والعيش الكريم بعد القضاء على مخلفات الظلم والاستبداد والفساد، والوقوف خلف القيادة السياسية الحكيمة بزعامة الأخ المناضل الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مواجهة المصاعب والتحديات وعلى رأسها مواجهة الثورة المضادة التي تحاول وقف عجلة التغيير صوب بناء الغد الأفضل والأجمل الذي يتطلع إليه اليمنيون جميعاً.وأخيراً ونحن نعيش هذه الذكرى العظيمة لجمعة الكرامة فإن من حق الشهداء والجرحى علينا أن نظل سائرين على دربهم وأن نطالب بالقصاص العادل ممن قتلوا الثوار سواء في جمعة الكرامة أو غيرها من الأحداث التي شهدتها ثورة الـ16 من فبراير 2011م وأن نعطي الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والجرحى وبما يستحقونه من التقدير المادي والأدبي.رحم الله الشهداء..وعجل بشفاء الجرحى..ونصر اليمن على الأعداء.
أخبار متعلقة