في اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به العالم تحت شعار مساواة المرأة تقدم للجميع تحتفل المرأة اليمنية وتشارك نساء العالم بنجاحاتها وانتصاراتها فلم يسبق للمرأة اليمنية أن كانت حاضرة في المجال العام كما هي اليوم ، والتي بدأت بمشاركتها المذهلة في الثورة الشبابية الشعبية السلمية حاملة قيمها العظيمة في تغيير الحاضر والتأسيس لمستقبل أفضل للأبناء والأحفاد.كما حضرت المرأة في مؤتمر الحوار الوطني وكان بجانبها أشقاؤها الكرام الذين أفسحوا لها المجال ورحبوا بحضورها واحترموا نضجها وفكرها وطرحها ، ولم يكن همها قضية المرأة أو مشكلاتها بل تحملت مسؤولية الدفاع عن كل قضايا الوطن فهي تطالب بتغيير جوهري يمس حياة الإنسان اليمني ويحفظ كرامته ويلبي طموحاته وتطلعاته في وطن آمن ومستقر يتشارك الجميع في بنائه ونمائه وتحقيق الرفاه لأبنائه. وسيتعين على نساء ورجال اليمن أن ينتقلوا من الثورة إلى بناء الدولة وهي المرحلة الأصعب ولكني لا أخالها صعبة أمام صلابة اليمنيين وقدراتهم الخارقة على الصبر والتحمل والخروج دائماً منتصرين في كثير من الملمات.لا نشك للحظة واحدة أن الدستور الجديد الذي سيصاغ ليعبر عن الإرادة الشعبية الوطنية والإجماع الوطني سيجسد حقوق جميع الأفراد كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً ، أصحاء ومعاقين ، حاضرين ومهمشين وهذا هو جوهر المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية التي دفع من أجلها خيرة شباب الوطن أغلى التضحيات ولذا لا مناص من الاستجابة لها استجابة كاملة بتجسيد حقوق الإنسان في الدستور الجديد تجسيداً كاملاً مع تركيز على حقوق المرأة والشباب والأطفال والمعاقين والمهمشين وهي الفئات التي يعتقد المشرعون أن حقوقها مدمجة بصورة آلية وهم يصيغون التشريعات والقوانين.نذكر ونحن نلتفت لشعار اليوم العالمي للمرأة هذا العام بأن تعليم البنت يعني تعليم الأمة وقد قالها شاعر النيل حافظ إبراهيم في القرن الماضي « الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق» والتعليم هو حجر الزاوية في النهوض بالأمة وتحقيق التنمية ولا مجال للحديث عن تنمية و50 % من الموارد البشرية لا تنال نصيبها من الاهتمام تعليماً وتدريباً لأن الاستثمار في الإنسان هو الربح الأكيد وهو الذي بدوره سيخلق المعجزات وكثير من الأمم التي تقدمت وحققت مؤشرات تنموية متقدمة فعلت ذلك لأنها جعلت من الإنسان من مهده إلى لحده محور اهتمامها بل واهتمت به أيضاً جنيناً في بطن أمه من خلال رعايتها وتغذيتها والاهتمام بصحتها.إن أهمية التعليم ستؤدي إلى انشغال الناس بالفكر والعمل والإنتاج والإبداع ليبتعدوا عن كل ما يقود إلى العنف والصراع وأتصور أن النساء يمكن أن يلعبن أهم الأدوار في نبذ العنف واللجوء للوسائل الآمنة في حل النزاعات والصراعات لأنهن أكثر المخلوقات اللاتي اكتوين بنيران العنف والصراع ومن فقدان الأزواج والأبناء والإخوة إلى تحمل أعباء ومسؤوليات الأسرة التي قد لا تكون مستعدة لها الاستعداد الكافي بل والأمر والأقسى أن تكون هي بذاتها هدفاً للعنف والصراع من خلال تعرضها للقتل أو الأسر أو الاغتصاب أو النزوح وما أحوجنا للأمن والسلام في هذا العالم القلق المضطرب.وكانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في قرارها رقم «1325» لعام 2000 قد دعت لإشراك النساء في صناعة الأمن والسلام وللأسف فإن الأمم المتحدة ذاتها لا تراقب تنفيذ هذا القرار واستجابة الدول له.والكلمة الأخيرة أذكر بها نفسي وأخواتي وإخوتي من المناصرين لحقوق المرأة أن العمل الحقيقي هو أن نقدم ما يمكن تقديمه للمرأة الريفية بصورة خاصة لتتعلم وتتحسن صحتها وتنال نصيبها من الاهتمام لتنتج وتبدع ولديها المقومات لذلك إذا ما وجهنا وسخرنا جهودنا للالتفات لها وهي تعمل بصمت ودون ضجيج ومن كدها وعرق جبينها نأكل نحن ونتغذى وتسهر هي وتشقى.وكل عام والمرأة اليمنية وكامل أفراد الأسرة اليمنية الصغيرة والكبيرة داخل الوطن بود وسلام وخير وأمان والتهنئة موصولة للمرأة العربية وكل نساء العالم.> وزيرة حقوق الانسان
المرأة اليمنية .. نجاحات وانتصارات غير مسبوقة
أخبار متعلقة