لقد كان قرار حظر حركة الدراجات النارية في امانة العاصمة خطوة ايجابية وناجحة، وكان الواجب ان تتخذ من زمان وليس في الآونة الأخيرة وذلك باعتبار ان الاعداد الهائلة التي كانت تمتلئ بها العاصمة وتغطي ساحاتها وشوارعها وازقتها بعشرات الألوف من تلك الدراجات والتي ربما يفوق عددها عدد المركبات الموجودة في الأمانة، كانت تتحرك بطريقة فوضوية وعشوائية وشكلت مخاطر جمة على حياة الناس وأمنهم في العاصمة، ولم تقتصر هذه المخاطر على ان تلك الدراجات قد اصبحت وسيلة للموت والاغتيالات التي بسببها صدر قرار الحظر، ولكن لما تشكله من مخاطر اخرى تتمثل في تسببها واشتراكها في الكثير من الحوادث المرورية التي أدت إلى خسائر ملحوظة في الانفس والممتلكات وهذا ما أكدته تصريحات المسؤولين في مرور العاصمة والتي أشارت إلى ان حوادث السير بعد مرور الاسبوع من تطبيق قرار الحظر كانت صفرا وبالاضافة إلى ذلك فان من ينظر إلى شوارع العاصمة قبل تطبيق القرار وفي اثناء سير المركبات والدراجات النارية مع مرور المشاة تتكون لديه صورة من الفوضى والعشوائية واختلاط الحابل بالنابل مما يجعله يشعر بالخوف على نفسه عندما تضطره ظروف الحياة اليومية لأن يكون جزءاً من هذه الصورة السلبية المزعجة باصواتها المرتفعة وادخنتها السامة المنتشرة وحركاتها الفوضوية الخطيرة، وبالتالي فاننا كنا بهذه الصورة السلبية نسيء إلى انفسنا وإلى عاصمتنا التاريخية الجميلة، والتي كانت تبدو لمن يزورها للوهلة الأولى وكأنها غابة لا يحكمها نظام ولا ذوق، وان المطلوب ان يتم الآن قرار حظر حركة الدراجات النارية بصورة نهائية بدلاً من تجديده كل شهر من اللجنة الأمنية العليا.ولقد زرت مؤخراً مدينة الحديدة عاصمة اقليم تهامة ولاحظت ان حركة الدراجات النارية في المدينة على غرار ما كان عليه الوضع في صنعاء وربما أكثر منذ ذلك ولا أحد يدري كيف ستعالج مثل هذه الاشكالية التي تنذر بالكثير من المخاطر في أي مدينة كبيرة تنتشر فيها وربما تتشكل وسيلة النقل الاولى فيها. كما انه لوحظ في عدن ظهور العديد من الدراجات النارية التي لا تحمل حتى الارقام المرورية ويقودها ربما بعض الشباب بسرعة جنونية وبهلوانية ما جعل سكان بعض الاحياء يشكون من تصرفاتهم التي ربما لا يسمعها الآن أحد حتى تستفحل وتصبح ظاهرة سيئة تصعب السيطرة عليها.
هل الدراجات مشكلة في صنعاء فقط؟
أخبار متعلقة