في مثل هذا اليوم 8 مارس من كل عام يتزايد الاهتمام بموضوع المرأة من قبل المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والأحزاب على المستوى المحلي والعربي والأممي كل بحسب دوافعه ومصلحته .. وبغض النظر عن هذا التوجه أو ذاك فهذه الجهود والاهتمامات المتزايدة وبالأخص في بلادنا اليمن نابعة من دور المرأة الفاعل والذي اشعل شرارة متوهجة داخل ثورات الربيع العربي بحشود مذهلة فاجأت المجتمع الدولي الذي لم ير قبل 2011، إلا النمط المسوق من قبل النظام المتسول باسم حقوق المرأة وحشرها في زاوية المطالب بقشور الأمور وخارج إطار قضايا المجتمع.واليوم وبفضل الحشود النسائية الهائلة وحضورها النوعي غير المتوقع من دعاة الحرية وحقوق المرأة كسرت نمطية المطالبة بحق المرأة إلى الفعل لانتزاع الحق فالحق لا يعطي وليس منة من أحد أو صدقة بل حق يستحق وبدلت الشعار الاممي من المناصرة والمطالبة الحقوقية من فبراير 2011م صعوداً دون رجوع إلى يوم تكريم لجهود القيادات المدعومة ومزكاة بالقاعدة النسائية الشعبية في ميادين وساحات الحرية والتغيير بالتظاهرات غير المسبوقة في تاريخ اليمن على مراحل بل وفي المنطقة بأسرها وهي المتهم ذات يوم بل في ايام وأعوام كثر بعدم الفعل بسبب الحجاب الذي كان مشكلة المشاكل بالنسبة لدعاة التحرر الشكلي وقلب السحر على الساحر فكانت المرأة بحجابها أكثر انطلاقاً وحرية إيماناً بأن ما يحجب المشاركة ليس حجاب الجسد بل حجاب الفكر والعقل( يقول بعض دعاة السفور - خروج المرأة بدون حجاب ) إن الحجاب يحجب عن نسائنا وطنيتهن ومضى هذا أن المرأة المحجبة لا تستطيع أن تكون وطنية وليس صحيحا ما يردده بعض دعاة السفور دون وعي أو تفكير من أن الحجاب يحجب عن المرأة وطنيتها لكانما الوطنية منظر سينمائي أو فريد الأطرش حتى يتعذر على المرأة أن لاتراها من وراء الحجاب ، وليست هي مشاعر وانفعالات وأحداثاً. وبالعكس فإن الوطنية اخترقت قلب المرأة المصرية وخرجت وهي تلبس ( اليشمك والخبرة ) - نوع من أنواع الحقاب - ذات يوم عاصف من شهر مارس 1919م في مظاهرات كبيرة لتحتج مع الشعب كله على اعتقال الزعيم سعد زغلول بل لتشارك في الحركة الوطنية وتكون لجان النساء إلى جانب لجان الرجال وتتعرض للمقاومة والاضطهاد تماماً كما يتعرض الرجل.. كما خرجت المرأة اليمنية والمصرية في 2011م بالحجاب مقاومات ثائرات فما يحجب هو حجب الفكر والعقل وليس حجاب الجسد ويضيف (باذيب) صاحب العبارة السابقة الذكر والتي ليست من مقولات شيخ ولا داعية إسلامي .. ( فهل يريدون دليلاً آخر يدمغ بعض دعاة السفور بالجهل وبما هو أشد من الجهل بالاستخفاف بذكاء القارئ واستغفاله ؟!). وفي 8 مارس 2012م في الذكرى الأولى لثورة التغيير كتبت في صحيفة الطريق تحت عنوان عيد بصفه عربية ونكهة يمانية واليوم 8 مارس 2014م تعدى ذلك فهو عيد اليمانية بما يفوق الامتياز - المرأة التي حولت المناصرة إلى تكريم للمرأة بتميزها الرائع المفاجئ للقريب قبل البعيد، للرفاق قبل الخصوم ، مشاركة ليس لها مثيل من كل ألوان الطيف اليماني سياسياً واجتماعياً وثقافياً نوعياً بتضحيات تفوق الخيال على أثرها كان الاختيار لليمانية بنت كرمان تكريماً وعرفانا واعترافاً بمجهود المرأة اليمنية في كل ساحات الوطن ساحات الحرية والتغيير في كل من صنعاء وعدن وتعز وكل ساحات الوطن التي أعادت الزخم الثوري إلى واجهة الحياة والتي نأمل أن يصل النفس الثوري إلى كل زاوية بعد اكتساح المرأة اليمانية مقاعد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ممثلة في المكونات ( أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني - ومقاعد الرئيس والشباب والحراك والمستقلات ) بمشاركة تجاوزت زمن التصفيق للزعيم والديكور في المهرجانات والمكاتب إلى مشاركة فعلية نوعية أكسبت النقاش جدلاً وحيوية ناهيك عن التأثير الايجابي لمخرجات الحوار الوطني الذي يحتم علينا جميعاً وبالأخص الإعلام التوعية بالمخرجات والدليل لكيفية التنفيذ الملقى على عاتق الجميع. اليمانية اليوم حولت المناصر للمرأة إلى تكريم مستحق بجدارة واثبات للذات اليمانية منقطع النظير وأصبحت صناعة الحدث المتجدد بعد مرور السنين الطوال بنفس عربي ونكهة يمانية للمولود على إثر احتجاجات عاملات النسيج في ( ولاية نيويورك الأمريكية ) عام 1857م للمطالبة بتحسين ظروف العمل ومساواة أجورهن بنصفهن الآخر الرجل التي مازالت تعاينها المرأة في بلاد دعاة حقوق الناس صاحبة الانتهاكات الإنسانية الأفظع في هذا الزمان. ومن وحي هذا اليوم وجب التنويه والتأكيد على أن التحول من المناصرة إلى التكريم لم يأت من فراغ أو لمجرد دعم هذه الدولة أو تلك للحائزة على جائزة نوبل للسلام كما يطرح بعض المغرضين والمشككين وأبواق الثورة المضادة المدعومة من عصابة زعيم الاستحواذ والذي اعترف - ربما كان اعترافه في أحد لقاءاته الكثيرة الأكثر من الهم على القلب - بأن المرأة اليمنية هي الوحيدة المستثناة من الفساد ولم تكن من النظام السابق بقوله الوحيدة توكل كرمان الوحيدة التي لم تكن من النظام السابق وهي كذلك وأكثر تكرمت بدورها الذاتي وتزكية بالفعل الثوري للنساء اليمنيات من كل مناطق اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بمختلف الاتجاهات والأمزجة وألوان الطيف السياسي والمستقلات النصيب الأوفر في التضحيات فقد ضحت بشريك الحياة وزينة الحياة الدنيا المال وفلذات الأكباد والوقت والجهد وحتى بذلت أغلى ما وهب الرحمان (الروح) وتعرضت للانتهاكات حتى أدخلوها غياهب السجون ونعتوها بأوصاف يشيب لها الرضيع ولكن هيهات فقد واصلت وستظل حتى النهاية ولا نهاية عند اليمانيات الابالنصر الكامل دون انتقاص ويعتبر التأثير الإيجابي لمخرجات الحوار الوطني بمشاركة المرأة نقطة البداية لمجتمع خال من الآفات والعصابات والانتهاكات فيه الكل في الخسارة والمكسب فنصر الوطن نصر لنا جميعاً. وستكون أيامنا المقبلة انتصارات والمحك والتحدي الأكبر الالتفاف جميعاً حول مخرجات الحوار للانجاز، ومادامت المرأة وضعت نقطة البداية فبداية الغيث قطرة.وعند اليمانيات قطرات بل شلالات وبداية الإلف ميل خطوة - وعند اليمانيات خطوات وخطوات. فتحية للمرأة في ربوع المعمورة وعلى المستوى العربي وبالأخص المناضلات في أرض فلسطين المنسية اليوم بانشغال الإخوة الأعداء كل بضرب أخيه والعياذ بالله من هكذا زمن وتحية خاصة لليمانيات في كل مكان وكل موقع في يوم اليمانية بما يفوق الامتياز.
8 مارس 2014م يوم اليمانية بما يفوق الامتياز
أخبار متعلقة