وفاء أنور.. امرأة تقف على البوابة الحديدية
حاورتها / أماني العسيري كفاح المرأة العربية لا يزال مستمراً في ساحة العمل رغم النظرة القاصرة من قبل الكثيرين تجاه عملها ، وهاهي المرأة اليمنية أثبتت وما زالت تثبت جدارتها في تسلم زمام الأمور ، ومن بين نسائنا الأخت وفاء أنور أكرم حسين نائبة مدير عام الجمارك بمطار صنعاء الدولي للركاب وهي بذلك تتصدر موقع المرأة الحديدية .. فقد تدرجت في مهام عملها لتصل إلى هذا المنصب في ظل الكثير من الصعوبات التي تحيط بالبوابة الحديدية للبلد «الجمارك».. التقينا بها لنلقي نظرة على مسيرتها العملية في هذا المجال: [c1]بطاقة شخصية[/c] وفاء أنور أكرم حسين من مواليد عدن ، حاصلة على دبلوم محاسبة مالية من المعهد التقني التجاري ، واصلت علمها لتكمل دراستها العليا في العلوم والاقتصاد ونالت الماجستير في المال و الاعتماد من جامعة طشقند الإسلامية (إوزبكستان ) . تحدثت وفاء عن الصعوبات التي تواجهها المرأة قائلة : عن نفسي ابرز المحطات التي استوقفتني في أثناء دراستي و عملي هو أن المواطنة اليمنية حتى تصل إلى ما ترنو إليه لتحقيق ذاتها تتعثر في صعوبة الحياة و الدراسة الجامعية في الغربة، و إلى أن تصل لمستواها الجامعي و أن تحصل على مكانتها في المجتمع لابد من أن تدفع ثمن الشقاء و الوجود في بلادها و أن تقدر كامرأة مقارنة بالمرأة في أي مجتمع عربي آخر و تواجه نكران ذاتها في عملها أثناء الممارسة العملية في حياتها من قبل أناس يجهلون كيف وصلت إلى هذا المكان .[c1]المرأة اليمنية [/c]ووصفت المرأة اليمنية قائلة : المرأة في بلادنا لازالت تبحث عن وجودها و ذاتها في المجتمع اليمني بجانب أخيها الرجل فلم تصل بعد إلى الاستحواذ على كراسي البرلمان و التعيينات في أماكن عديدة في عملها ، ويستمر من حولها من رؤساء أو زملاء بإشعارها أنها امرأة ناقصة و لا ادري لم هذه النظرة رغم أننا شعب ذو مستوى تعليمي راق ووصلنا فيه للكثير من التطورات في أن المرأة تصبح وزيرة و عضواً في مجالس الشعب المحلية والبرلمان و لكن بعدد محدود جداً، لماذا؟ لا ندري لماذا لا تمنح الثقة لها أسوة بأخيها الرجل . وتقارن وفاء بين النساء في بلادنا والبلاد الأخرى قائلة : أين البصمة الحقيقية التي وضعتها المرأة في بلادنا إذا عملنا مقارنة بالنساء في برلمان الكويت و مصر ، كوزيرة و عضوة برلمان و مجلس شعب نحن بحاجة في اليمن إلى أن تنظر الدولة للمرأة اليمنية كشريك أساسي و إدخالها بأكبر عدد ممكن من المجالات في جميع نواحي الحياة العملية. وأشارت : لدينا كادر نسائي لا يقدر بثمن فقط يحتجن إلى منح الثقة و الإمكانية لهن بأن يزاولن نشاطهن و مركزهن في مناصب الرئاسة و الوزارات و أماكن عديدة أمثال أمة العليم السوسوة و الوزيرة أمة الله حُمد و الوكيلة نجيبة حداد .... الخ من النساء العظيمات و المجهولات اللاتي يعملون في الكواليس . وتصف عملها في السلك الجمركي قائلة : أنا أعمل في السلك الجمركي الذي يعتبر البوابة الحديدية للبلد و الذي يلعب دوراً كبيراً في حماية المواطن و كذلك في رفد خزينة الدولة من خلال ما يحقق من إيرادات و كذلك تحصيل الضرائب الأخرى للجهات ذات العلاقة في البلد و منذ أن التحقنا بالعمل في عام ١٩٩٦م إلى يومنا هذا ونحن نعمل بجانب زميلنا الرجل.وعن ترقيتها إلى منصب نائب المدير قالت وفاء كرم : تعتبر قرارات معالي وزير المالية صخر أحمد الوجيه ورئيس مصلحة الجمارك و القيادات الأخرى في الجمارك مؤخراً قرارات تخدم المرأة حيت تم إخراج المرأة للعمل في الدوائر الجمركية و أنا كنت خير مثل للقيادات العليا و عينت نائب مدير عام دائرة جمرك مطار صنعاء الدولي وكانت هذه أول بادرة تحدث من قبل قيادات رئاسة المصلحة في التطورات الهيكلية الأخيرة و تطبيق مبدأ ( التدوير الوظيفي) للمرأة و الرجل و شكرا للقيادات لهذه النظرة الطيبة و خصوصا في هذه المرحلة مرحلة التغيير في بلدنا و تطور المخرجات للحوار الوطني في اليمن الذي أتاح للمرأة اليمنية الفرصة في المشاركة بهذا العمل العظيم و الذي كان هدفه خروج اليمن من أي محن تواجهها ضد الحاقدين على هذا البلد والذي جميعا ندرك بأنه سوف ينجح بكل مخرجاته لصالح المواطن اليمني. وذكرت ابرز المشاكل التي تواجهها قائلة إن أهم المشاكل التي تعيقها أثناء تأدية الواجب هي المواجهة مع التجار أو الركاب كوننا نعمل في دائرة جمركية جوية ( في مطار صنعاء) وهذا نظرا لجهلهم للقوانين الجمركية صحيح أن المطار هو ما يتم فيه الترسيم على الأمتعة الشخصية و لكن هناك من التجار و منهم تجار شنطة و تلفونات بالذات يعتقدون بأن كل شيء يستورد أو مع صحبة راكب فهي تعامل أمتعة شخصية فالقانون يحدد قيمة معينة للأمتعة الشخصية و ما زاد عنها تدفع عليها رسوم جمركية فأتعرض للسب و الشتم والكلام الجارح بعض الأحيان و لكن تعودنا على هذا العمل كموظفي جمارك.وتابعت : كذلك بعض الشركات الناقلة و مكاتب التخليص الذين يوظفون لديهم أناساً يجهلون القوانين و اللوائح الجمركية و كذلك الاتفاقيات الدولية أنه لا يحق أن تستورد و تدخل بلدك سلعاً ممنوعة أو محرمة دينياً و كذلك لا تتفق مع الاتفاقيات الدولية مثل المواد الكيمائية و الأسمدة الزراعية ذات الاستخدام المزدوج لابد من وجود إشعار مسبق للاستيراد و أهم من ذلك الأدوية المهربة و الممنوعة و المقيدة في دخولها للبلد قبل أن يكون لديك موافقة من الجهات ذات العلاقة و هذه هي مشاكلنا الدائمة مع الركاب و التجار و المواطنين أيضاً بعض الأحيان .[c1]حلول[/c]وترى الأخت وفاء انه من الضروري أن يتسلح المواطن بالوعي الكافي للإلمام بالقوانين والاتفاقيات الخاصة بالشؤون الجمركية وركزت على دور الأجهزة الإعلامية في نشر هذا الوعي و تعليم الناس أسلوب المخاطبة و التحدث و كذلك معرفة قوانين بلده من خلال الأجهزة المرئية والصوتية. و أكدت أن الجمارك اليمنية تعتبر الآن غير ما كانت عليه سابقاً ،أصبح فيها موظفون ذوو تخصصات متنوعة في الفيزياء ، الكيمياء ، علوم الأحياء ، الاقتصاد ...الخ كون قانون الجمارك يحتوي على مواد و بالذات قانون التعرفة الجمركية الذي يحتوي في فصوله من بدايته حتى نهايته على جميع العلوم في الأرض كما يقولون السلع المستوردة و المسموحة و الممنوعة والمقيدة في اتفاقيات دولية ( يعنى باللهجة اليمنية من الإبرة للجمل) تحتوي قوانيننا الجمركية وكذلك الاتفاقيات الدولية و دخول اليمن في أكثر من اتفاقية و اتحادات جمركية دولية و عربية مع المنظمات الدولية حيث و أصبحت عضواً في منظمة التجارة العالمية و منظمة الجمارك العالمية بتطبيق اتفاقية الجات و كيوتو ...الخ .[c1]أمنية [/c]وختاما تدعو وفاء انور إلى التسلح بقوانين البلاد والإلمام بمختلف العلوم المرتبطة بحياة الإنسان، متأملة أن يخلو مستقبل بلادنا اليمن من أي أحقاد وأن يعمل الجميع على بنائه واستيراد السلع المهمة و لا يجعل اليمن مكب نفايات و أن يتقوا الله في يمننا الحبيب.