صفحة قضايا وحوادث تحقق في وضع ثلاجة الموتى في مستشفى الجمهورية التعليمي العام:
تحقيق/ منى قائد تصوير/ مواهب بامعبد [c1]تفادي الإشكالية [/c]بداية جولتنا كانت مع مساعد أول/ ذكرى أحمد حسين إدارة البحث للأدلة الجنائية حيث قالت: لي (32) عاماً في هذا المجال ومهمتي في الثلاجة هي القيام بفحص الفتيات ومساعدة الطب الشرعي بتشريح الجثث وغيرها من الأعمال، أما عن سؤالك بخصوص معاناتنا الحمد لله لم نعد نعاني تلك المعاناة الأولى سواءً من ناحية الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي، حيث تم تفادي هذه الإشكالية من خلال دعمنا بمولد كهربائي (ماطور)، كما تم إصدار قرار بدفن الجثث أولاً بأول عكس ما كان عليه في السابق، حيث كان يتم وضع جثة فوق جثة وذلك نتيجة الازدحام الشديد الموجود داخل الثلاجة. وأضافت: طبعاً هذا كله يعود إلى الإصلاحات التي قام بها مدير المستشفى الدكتور/علي عبد الله صالح لتذليل كل الصعاب أمامنا حتى أن التبريد داخل الثلاجة أصبح أقوى من ذي قبل. [c1]التخفيف من الازدحام[/c]وواصلت حديثها: لم يتم عمل توسعة للثلاجة، لكن الذي حصل هو أن حدة الازدحام التي كانت تعاني منها الثلاجة خفت، حيث تم تحويل الجثث إلى مستشفى باصهيب ومستشفى الوحدة (الصداقة سابقاً)، وأفادت: كنا في السابق من شدة الازدحام الذي عانينا منه نقوم بوضع حوالي (4 جثث) فوق بعضها وفي صحن واحد داخل الثلاجة. أما عن تأخر دفن الجثة فيتم المتابعة في المحافظة لإحضار حق الكفن وكل ما يلزم لدفن الجثة المجهولة -التي لا أحد يسأل عنها- وطبعاً الذي يتابع هذه الإجراءات هو مدير الطب الشرعي، حيث تبقى الجثة في الثلاجة مدة تتراوح بين (6-5) أشهر تقريباً هذا بعد الإجراءات. [c1]دفن ما يزيد على (74) جثة [/c]أما الأخ/ صلاح محمد حسين مدير وحدة الطب الشرعي نيابة استئناف عدن فقال: في السابق كان هناك العديد من الجثث وللأسف الشديد لم تكن قد بتت فيهم مراكز الشرط من محاضر وجمع الاستدلال وبالتالي لم ترفع إلى النيابات المختصة ، الأمر الذي أدى إلى بقائها في الثلاجة. وواصل حديثه: عند وصول وتعيين الأخ/ قاهر مصطفى رئيس نيابة استئناف عدن تم الالتقاء بمدير مستشفى الجمهورية الحالي وأعطى توجيهاته بمعالجة كل القضايا الموجودة في مستشفى الجمهورية وغيرها من المستشفيات الأخرى في محافظة عدن والتي هي على ذمة المحافظة أو غيرها، وبالفعل تم تشكيل لجنة مكونة من العقيد عبد السلام قباطي مدير الرقابة والتفتيش بإدارة أمن عدن والعقيد نبيل محسن نائب مدير البحث لشؤون التحقيق وعضويتي أنا، حيث كان التكليف من رئيس النيابة، وتم إحضار كافة محاضر الاستدلال، ووجه الأخ رئيس النيابة وكلاء النيابة باتخاذ كافة الإجراءات بما يضمن دفن كل تلك الجثث وبالفعل أصدر توجيهات بدفن الجثث المتراكمة في مستشفى الجمهورية على دفعات حيث تم دفن ما يزيد على (74) جثة تقريباً من محافظة عدن. [c1]وضع آلية عمل[/c]وأوضح: وبعدها أعطى توجيهاته بوضع آلية عمل تنظم عملية دخول وخروج الجثث بحيث انه لا تدخل جثة إلى ثلاجة المستشفى أو غيرها من الثلاجات إلا ببلاغ جنائي مقيد ويرفع في حينه إلى النيابة العامة التي تتخذ الإجراءات إما بتسليم الجثة للأهل أو دفنها عبر الجهات المعنية، لذا نشكر الأخ/ رئيس النيابة والأخ/ مدير مستشفى الجمهورية ولا ننسى الأخ/ مدير صندوق النظافة وتحسين المدينة الذي يقوم دائماً وباستمرار مشكوراً بالتكفل بدفن هذه الجثث بعد استصدار أوامر من النيابات المختصة بدفنها، موضحاً أنه عندما يتم دفن الجثث يتم بالمقابل ترقيم القبور وذلك في حالة ظهور أحد من أقرباء الجثة بحيث يكون هناك قبر معلوم حتى وإن كان مجهول الهوية. [c1]وقت محدد لبقاء الجثة[/c]أما بخصوص إذا كان هناك وقت محدد لبقاء الجثة في الثلاجة أم لا فأجاب قائلا: في السابق لم يكن هناك وقت أو مدة محددة لبقائها في الثلاجة، أما الآن فأصدر السيد النائب العام للجمهورية اليمنية قراراً بأن لا يجوز بقاء الجثث أكثر من عشرة أيام في الثلاجات الحكومية وبعد ذلك يتم استصدار أوامر بدفنها مع الأخذ بعين الاعتبار ترقيم القبور للتعرف عليها فيما بعد. وأكد أنه عندما تصل الجثة يتم الإعلان عنها في الصحف الرسمية، حيث يتم نشر صورة صاحب الجثة مع اسم المنطقة التي تم العثور عليه فيها والنيابة المختصة، وهذا الإجراء يندرج ضمن الإجراءات القانونية التي يجب القيام بها. [c1]خلو الثلاجة بنسبة (90 %)[/c]وأشار: حالياً الثلاجة لا يوجد فيها عدد كبير من الجثث إلا التي هي على ذمة قضايا ما زالت منظورة ولم يتم البت فيها، وأستطيع أن أقول أن الثلاجة حالياً خالية من الجثث بنسبة حوالي (90 %). أما عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي فقال: لدينا مولد (ماطور) وذلك لتفادي انقطاع التيار الكهربائي، أما عن النظافة فالثلاجة نظيفة وهذا شيء تستطيعين التأكد منه من خلال الدخول إلى داخلها، فأريد أن أوضح أن الأخ رئيس نيابة استئناف عدن ومنذ توليه المنصب أعطى وقتاً كبيراً جداً ومجهوداً عالياً جداً بما يخص الجثث وذلك على اعتبار أن إكرام الميت دفنه. [c1]تخلصنا من هذه المعضلة[/c]وقال: إن أكثر المشاكل التي كنا نعاني منها هي مسألة تعفن الجثث، حيث مرت علينا في عام 2011م أيام صعبة بسبب الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي والتي كانت تستمر لأيام وهذا الشيء لا أحد كان غافلاً عنه، أضف إلى ذلك كانت معظم الجثث في تلك الفترة بدون جمع استدلال بعد البلاغ وتقييد القضية بشكل رسمي وبالتالي رفعها إلى النيابة المختصة وهذه مسألة شكلت معضلة بالنسبة لنا، لكن الآن تم التخلص منها بشكل نهائي. وأخيراً أتمنى على كل الجهات الالتزام بهذه الآلية حتى نضمن بذلك دخول وخروج الجثث بشكل سريع بما يضمن حق المجني عليهم وكذا حق المستشفى بأن يكون نظيفاً دائماً وباستمرار. [c1]ثلاجة الموتى تابعة لإدارة المستشفى[/c]ومن جانبه قال الدكتور/ علي عبدالله صالح رئيس هيئة مستشفى الجمهورية التعليمي العام بعدن: فيما يخص ثلاجة الموتى طبعاً عملياً هي تابعة لإدارة المستشفى ويتم فيها إدراج الجثث التي تتوفى بشكل طبيعي في أقسام المستشفى، لكن ونتيجة لعدم وجود مركز عدلي للجهات القضائية الممثلة بالنيابة يتوفر فيه الطب العدلي أو المشرحة التابعة لهذه الجهة فبالتالي يتم وضع هذه الجثث عندنا، علماً بأن لدينا ثلاجة تحتوي على (18 خانة) بما يعادل (18 جثة) فقط. وأضاف: وبذلك تعقدت الأمور في الفترة الماضية وتحديداً عندما دخلت البلد في دوامة الصراع الحاصل خلال (السنوات الثلاث الأخيرة)، حيث كانت الجثث تتوارد من مختلف الأماكن ومختلف المحافظات، وكذا الانهيار الأمني الذي أصاب هذه المحافظات إجمالاً بما فيها محافظة عدن بالإضافة إلى أنه طال أقسام الشرط التي منها تبدأ حالات الجرائم التي تحدث ويتم قبولها ويكون معظمها حالات إطلاق نار وجرائم ... الخ، فكانت تتراكم هذه الجثث بشكل يومي إلى أن بلغت أعداداً قياسية جداً بمعنى عندما تكون السعة الاستيعابية للثلاجة (18 جثة) وصلت في تلك الفترة إلى (42 جثة). [c1]وضع مأساوي صعب[/c]وواصل حديثه: وكما هو معروف عاشت المدينة انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وهذا أدى إلى تعفن كثير من الجثث فعشنا بذلك وضعاً مأساوياً صعباً وذلك يرجع لعدم استجابة الجهات القانونية بسبب الانهيار الأمني الذي أشرت إليه سابقاً، هذا بدوره أخر العملية الإجرائية بشكل كبير جداً. والمح صالح: عندما تسلمت المستشفى من الأمور التي كانت موجودة حينها خروج الرائحة الكريهة من هذه الثلاجة، فبدوري قمت بالتواصل مع الأخ رئيس النيابة/ قاهر مصطفى الذي بدوره كلف شخصاً من قبلهم وبدأ بالتنفيذ ومرت العملية بسلسلة طويلة من الإجراءات إلى أن تمكنا من دفن كافة الجثث ما عدا الجثث المرتبطة بجرائم حصلت مؤخراً في محافظة لحج، حيث بلغ عددها (5 جثث) هي الوحيدة التي ما زالت متبقية وإجراءاتها تسير نظراً لانتظام الإجراءات القانونية فيما يخص دفن الجثة. وأشار إلى انه :خلال فترة المتابعات ظللنا نعاني وظل السكان القاطنون بالقرب من المستشفى يعانون من هذه الروائح. [c1]تضاعفت الحركة[/c]وأضاف: طبعاً الثلاجة مع هذه الفوضى التي حصلت وسوء الاستخدام الذي حدث لها تدهورت بشكل كبير جداً الأمر الذي تطلب منا البحث عن تمويل لشراء ثلاجة جديدة تكون أوسع، لأن الحركة في الثلاجة سواء في الجانب القانوني أو في جانب الوفيات التي تحدث في المحافظة بشكل عام يتم وضع الموتى في المشرحة وزادت الحركة بشكل كبير عن الماضي، علماً بأنه عندما تأسست المشرحة السابقة حسبت على عدد وحركة معينة .. أما اليوم فتضاعفت الحركة وتضاعف عدد السكان في المحافظة، وأفاد: ونحن الآن نسعى إلى توسيع الثلاجة من خلال شراء واحدة أكبر وأكثر تنظيماً. [c1]تكبد قيمة المحروقات[/c]وأردف قائلاً: بالنسبة للكهرباء فقد تحمل المستشفى أعباء كبيرة جداً، لأنه ونتيجة الانقطاعات المتكررة كنا نقوم بالصرف من ميزانية المستشفى وذلك لشراء المحروقات علماً بأن لدينا مولدات، لكن لم تكن لدينا الإعتمادات الكافية في ميزانية المستشفى لشراء المحروقات، فكنا نتكبد قيمة هذه المحروقات من ميزانية المستشفى وهي الأخرى كانت تحملنا أعباء على بنود في الصرف. وشرح صالح: فكنا نصرف على هذه المحروقات من مخصصات الموظفين (علاوة النوبة وغيرها من العلاوات) حيث قام موظفو المستشفى بالتضحية بهذا الأمر من أجل الصرف على الكهرباء، إلى جانب انه كان هناك تعاون من قيادة المحافظة ممثلة بالأستاذ/ وحيد رشيد، حيث كان متابعاً دائماً لمشاكل المستشفى وخاصة المشاكل التي كانت في الفترة الأولية فترة الانهيار في الأجهزة بشكل عام، فكنا نتحصل على الكثير من الدعم من قبله، وأضاف: كما لا ننسى الرعاية والمتابعة الكبيرة التي كنا نحظى بها من الأخ وزير الصحة الذي كان متابعاً لنا في جميع الأنشطة، وبهذا التعاون والتفاهم نحاول أن نتجاوز الكثير من الصعوبات التي يبرزها لنا الوضع الراهن. واستطرد قائلاً: أما بالنسبة لاختيار ثلاجة مستشفى الجمهورية مركزاً لإيواء الجثث فيها، فهذا يرجع لثقافة الناس ليس فقط في محافظة عدن وإنما أيضا في مختلف المحافظات المجاورة حيث تكمن ثقافة الناس بأنه ليس هناك مستشفى في المحافظة غير مستشفى الجمهورية فتلقائياً الجثث التي يتم نقلها من عدن أو من المحافظات القريبة ترجع لثقافة الناس وإيمانهم بذلك. [c1]تراكم وتعفن الجثث[/c]وأضاف: كما كانت تصل إلينا جثث لم يكن لها أي إجراءات في أقسام الشرطة من المناطق التي وجدت فيها فتصل بدون أي إجراءات قانونية، وبهذه الطريقة كنا نعيش وضعاً مأساوياً سيئاً جداً خصوصاً مع تراكم وتعفن الجثث، التي لم نستطع توزيعها على بقية الثلاجات الحكومية نظراً لعدم وجود السعة الاستيعابية لهذا الكم الهائل من الجثث، حيث تمتلك مستشفى الوحدة ثلاجة تتسع لـ(8 جثث) فقط بينما ثلاجة مستشفى باصهيب تتسع لـ(12 جثة) وبهذا كانت جميع الثلاجات ممتلئة بالجثث. [c1]دخول وخروج الجثث[/c]وبخصوص عملية التوسعة في الثلاجة قال: الثلاجة هي عبارة عن جهاز يصل من الشركة محدود السعة ومحدود المكان وعند طلب شراء ثلاجة يطلب معها بعض المواصفات مثل قياسها وحجمها... الخ، وهذا يكون حسب قدرة الجهة التي ستشتري، موضحاً بذلك أن الثلاجة موجودة ولكن في حالة الظروف الطبيعية، أما عندما دخلت البلاد في ظروف صعبة واستثنائية خلال السنوات الماضية كان عدد الجثث كبيراً جداً، وكان عدد الجرائم التي ترتكب كبيراً وبالتالي الإجراءات لم تكن تتم بالشكل المطلوب، هذا كله أدى إلى هذا التراكم فيها. وأضاف: بالنسبة للحركة اليومية للموتى العاديين تبقى الجثة في الثلاجة ساعات معينة وأحياناً مدة (24 ساعة أو أكثر) ومن ثم يتم دفنها، أما جثث الجرائم فهي مرتبطة بالإجراءات القانونية التي تتخذها الشرط والمباحث وكذا النيابة حيث تدخل هذه الجثث بأمر النيابة وتخرج بأمرها. [c1]عمل متفانٍ[/c]بينما مساعد أول/ عبد الرحمن علي محسن الجحافي مسؤول البحث الجنائي في مستشفى الجمهورية قال: أولاً نشكر صحيفة (14 أكتوبر) على تسليطها للضوء وتفاعلها الدائم والمستمر مع القضايا التي تمس حياة المواطن بدرجة أساسية وعلى نقلها المتفاني للصورة بشكل جيد، بالنسبة للجثث والحالات الجنائية خاصة الوفيات التي تصل إلى المستشفى نقوم باستقبالها ونعمل لها الإجراءات الرسمية مثل تسجيلها بالسجلات الرسمية التابعة للمستشفى كما نقوم بإبلاغ إدارة أمن عدن ممثلة بعمليات المحافظة ونشعرهم بوصول الجثة وبالبيانات الكاملة عنها ومن ثم نقوم بإدخالها إلى الثلاجة. [c1]إنكار وجود محاضر[/c]وواصل حديثه: كانت لدينا جثث قديمة منذ عامي (2008م - 2009م) تم حضورها من محافظات (لحج وأبين والضالع) ويرجع أسباب تأخرها لعدم وجود محاضر لها في أقسام الشرط لتحويلها للنيابة واتخاذ القرار بالنسبة لها لذا تم تأخرها إلى قبل شهر حيث تم استلامها ودفنها عبر الطب الشرعي وذلك بالتنسيق مع البلدية. وأضاف: بخصوص وجود محضر أو عدمه لهذه الجثث فهذا من واجب ومهمة ضابط البحث أو العسكري الذي يقوم بإحضار الجثة إلى المستشفى.. علماً بان هناك جثثاً مجهولة الهوية أخذت وقتاً طويلاً في الثلاجة نتيجة عدم وجود محاضر لها إلى جانب أن بعض المحاضر لم يتم تحويلها حتى أنهم أنكروا وجود محاضر لهذه الجثث، فقام رئيس نيابة عدن قاهر مصطفى باتخاذ الإجراءات اللازمة لإشعار هذه المحافظات بالجثث ومن ثم تم دفنها. [c1]تجاهل الموضوع[/c]وأوضح: كما تم إشعارنا بالقرار الجديد من قبل رئيس قسم الطب الشرعي بإبقاء الجثة مجهولة الهوية مدة (10 أيام) في الثلاجة ومن ثم يتم دفنها وذلك بعد الإعلان عنها لمدة شهر نظراً لكون بعض الموتى من مناطق بعيدة لا تصل إليهم المعلومات فعليه تتأخر الجثة، وان لم يظهر لها أحد وكوني لا أستطيع تجاوز السلطات المختصة أقوم بالتحفظ عليها إلى أن يتم اتخاذ القرار المناسب لها من قبل رئيس نيابة عدن أو مدير أمنها حتى لا يطالب بها أي شخص إن ظهر لها أقارب بعد هذه المدة الطويلة. وعن تراكم الجثث داخل الثلاجة قال: تم حل هذه الإشكالية بالتنسيق مع رئيس نيابة عدن ومدير أمن عدن وكذا مدير عام البحث الجنائي بأن لا يتم دخول أي جثة إلى الثلاجة إلا ببلاغ جنائي وهذا يعني أن الشرطة المعنية بهذه الجثة يجب أن تتابع إجراءاتها حتى يتم دفنها، موضحاً أنه في بعض الأحيان يتم تجاهل الموضوع ونقبل الجثة أولاً من الجانب الإنساني لأنه ليس من المنطقي رميها في الشارع لتفترسها الكلاب. [c1]عدم وجود بلاغ[/c]واستطرد قائلاً: قبل حوالي عام تسلمنا جثة متوفى غريق عبر خفر السواحل من منطقة التواهي فرموها عند باب الثلاجة نتيجة عدم وجود بلاغ عنها، فقمنا بالإجراءات اللازمة حيث بلغنا بها إدارة أمن عدن باعتبارها المسؤولة الأولى وكذا بلغنا خفر السواحل لكن للأسف لم يتخذوا الإجراءات فقمنا بإدخالها إلى الثلاجة.. علماً بأنها لازالت موجودة إلى الآن. وقال: كما توجد لدينا جثة شخص حبشي مصاب بمرض الايدز HIV توفي وفاة طبيعية في قسم الحوادث وكالعادة قمنا بتبليغ الأمم المتحدة وكذا شؤون اللاجئين ولكن الكل أجمع بأن ليس لهم علاقة بها ولا يعرفون عنها شيئاً، فالحل بالنسبة للوفاة الطبيعية أولاً عمل إعلان عن الجثة لمدة (10 أو20 يوماً) وإن لم يظهر لها شخص يتم دفنها على الفور خاصة الجثث الحاملة للأمراض الخطيرة مثل مرض الايدز HIV. [c1]دون جدوى[/c]وأضاف: مدير المستشفى دائماً على تواصل مع رئيس النيابة ومدير الأمن لكن دون جدوى.. علماً بان هذه الجثث لا أحد يستطيع البت بها لان فيها مسؤولية. وأشار: تم دفن مجموعة من الجثث كان آخرها (12 جثة) وذلك بعد تعليمات رئيس النيابة وهي مسجلة لدينا رسمياً، والمح إلى أنه ليس هناك عدد كبير من الجثث في الثلاجة على عكس السابق حيث كانت تحتوي الثلاجة على (45 جثة). [c1]نعاني الأمرين[/c]وواصل حديثه: بخصوص تعفن الجثث قمنا بتوجيه عدة رسائل لمدير المستشفى ولمدير البحث الجنائي محافظة عدن وهو بدوره وجه رسالة إلى مدير أمن عدن ومن جانبه وجهها إلى رئيس النيابة بعدن حيث في تلك الفترة كانت انقطاعات الكهرباء بشكل متواصل وبالمقابل لم يكن لدينا مولدات كهربائية (ماطور) لتفادي هذه الإشكالية فكنا نعاني الأمرين. وأضاف: أما عن وضع الثلاجة الآن هو أفضل بكثير من السابق حيث كانت الجثث لا تصل لمرحلة التجمد نظراً لعدم وجود برودة كافية أما الآن فالجثث تتجمد إلى فوق (100 درجة مئوية)، طبعاً لازالت الثلاجة تحتوي على جثث متراكمة ولكنها ليست بالشكل السابق. ولفت إلى أن هناك مشروعاً لإضافة خارجية للثلاجة الأساسية.. منوهاً إلى أن مستشفى الوحدة (الصداقة سابقا) ومستشفى باصهيب لا يقبلان مثل هذه الجثث مجهولة الهوية لذا يتركز الضغط كله على مستشفى الجمهورية.. علماً بان مستشفى باصهيب يقبل الحالات الخاصة بالجانب السياسي فقط. وأخيراً: أتمنى من كل الجهات العمل بالشكل المطلوب بمعنى أن كل شخص يؤدي عمله بأمانة لأنه إذا فُقدت الأمانة فُقد كل شيء.