شخصيات نسائية تتحدث عن ثورة (11) فبراير :
استطلاع وتصوير / أشجان المقطريثورة 11 فبراير خلقت آمالاً كثيرة للشعب اليمني و نجاحها وتحقيق أهدافها بدولة مدنية حديثة تحقق قيم الحرية والعدالة والمساواة وهي مرهونة بنضال الجميع وتحمل الجميع لمسؤولياتهم.لم تكن المرأة اليمنية غائبة عما يجري في الساحة الداخلية المشتعلة، حيث سجلت حضوراً قوياً في ساحات التغيير والحرية و أدت دور الأم، الأخت، الناشطة، القيادية، السياسية، الطبيبة، المرافقة والعاملة لتسجل اسمها في تاريخ الثورة اليمنية الشبابية . بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير الثورة الشبابية السلمية التقت صحيفة (14أكتوبر) بعدد من الشخصيات القياديات النسائية فإلى حصيلة هذه اللقاءات:[c1]ثورة التغيير السلمية[/c]في بداية استطلاعنا التقينا بالأخت/ آمنة محسن العبد ـ رئيسة اتحاد نساء اليمن محافظة أبين، حيث قالت: ثورة 11 فبراير أو ثورة التغيير السلمية التي قادها الشباب في كافة الساحات والميادين بسلسلة من الاحتجاجات الشعبية كانت (ثورة سلمية ) اندلعت عام (2011م) واستمرت حتى تم تحقيق بعض أهدافها، وهو التغيير للنظام وانتخاب الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد، حيث قام بعمل تغيير من خلال إعادة هيكلة الجيش وسحب البساط من المتنفذين (القوى التقليدية )، ومن قيادة الجيش والمناصب العليا، وبذلك تم المحافظة على سلمية الثورة بالرغم من إن اليمن والشعب اليمني يمتلك كل أنواع الأسلحة. وأضافت: وهكذا هدأت المظاهرات التي استمرت سنة وشهراً، واستمرت بعض الاحتجاجات والاعتصامات التي ترى إن أهدافها لم تحقق مطالب الثورة، وأن النسبة ضئيلة في تمثيلهم بمؤتمر الحوار الوطني، وأن أحزاب المعارضة استفادت من ثورتهم، وقطفت نجاحهم.[c1]المرأة ودورها الفعال في ثورة الشباب[/c]وواصلت حديثها: بالنسبة للمرأة كان لها دور كبير وفعال في ثورة الشباب، حيث كانت في المسيرات وقيادة مجرى الأحداث، وأثبتت أنها شريك أساسي وفعال في عملية صنع القرار.. ومشاركة المرأة معروفة وفعالة، كما أثبتت جدارتها وأشاد بها الداخل والخارج.. حيث كانت تتصدر واجهات الإعلام والاهتمام الواضح بقوة وفاعلية دورها الذي كان دافعاً للرجال إلى عدم التراجع والتصميم على المواصلة، لأن الثورة شاركت فيها شرائح المجتمع، وعلى رأسهم المرأة بالرغم من العنف والاضطهاد الذي كانت تعاني منه في المسيرات والمضايقات وضرب المسيرات، والقتل والاغتيال، ولكنها استمرت بالخروج وتصدرت المسيرات، ورفعت النساء أصواتهن احتجاجاً على النظام ومطالباتهن بالتغيير نحو الأفضل. وأضافت: شكلت المرأة دورها في ميادين الساحات من خلال مشاركتها في إسعاف الجرحى، ومستشفى الساحات كطبيبات وممرضات ومتطوعات، وأيضاً القيام بتنظيف الميادين والتبرع بالمال والذهب.. كما شكلن لجاناً شعبية نسائية للقيام بالحراسة والتفتيش، حيث كان للمرأة الريفية أيضاً دور في مشاركتها بساحات المحافظات، وتقديم وجبة الغداء وغيرها.ولفتت إلى أن النساء كن مرابطات بالمخيمات هن وأسرهن حيث ينمن في الشوارع للحفاظ على الثورة كون المرأة هي القلب النابض لكل ثورة، وهي أيضاً مساهمة فعالة ولا يمكن الاستغناء عنها، ولأن أي تطور لأي مجتمع يقاس بمدى تطور المرأة فيه. [c1]خلق ثقافة جديدة[/c]وقالت: إن مؤتمر الحوار ساهم بدرجة كبيرة في خلق ثقافة جديدة محورها بناء الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية وخلق مبدأ الحوار بين كل الأطراف والحكمة اليمنية تجلت في أبهى صورها في الحرص على الخروج باليمن إلى بر الأمان.. كما أن مخرجات الحوار لبت تطلعات شباب الثورة، وبشأن رؤى مكونات الحوار الوطني السياسية والاجتماعية عن الضمانات تم التوافق على مجموعة مبادئ أهمها: الشراكة الوطنية الواسعة على مبدأ شركاء في وضع الأسس شركاء في التنفيذ، والتوافق على تأسيس عملية الانتقال سياسي على أساس توافقي ويستمر التوافق حتى إجراء الانتخابات.. مضيفة أن الحكم الرشيد مبدأ وإرساء نظام الحكم الرشيد كإطار حاكم للمؤسسات والهيئات لتنفيذ مخرجات الحوار.[c1]تحقيق المواطنة المتساوية[/c]وأشارت إلى أن إحداث تغيير حقيقي تنعكس آثارة على العملية السياسية، وحياة المواطنين لتحقيق أهداف ثورة (11 فبراير)، وتحقيق المواطنة المتساوية.. كما إن توسيع مجلس الشورى وتمثيل جميع المكونات والفعاليات السياسية والاجتماعية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بنفس نسب التمثيل في مؤتمر الحوار بما فيها الشباب والمرأة والمجتمع المدني مع ضمان تمثيل الجنوب بنسبة 50 % وتوسيع لجنة التوافق، وتعمل كهيئة وطنية تمثل فيها جميع المكونات والفعاليات السياسية بنفس التمثيل وحسب المعايير المتفق عليها على أن لا يقل عن مقعدين لأي مكون أو فعالية وضمان نسب 50 % للجنوب وما لا يقل عن (30% للمرأة و 20 % للشباب). [c1]الثورات لا تأتي من فراغ[/c]كما التقينا الأخت / نادية محمد قايد الأغبري أمين عام اتحاد نساء اليمن فرع عدن، التي تحدثت عن الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة السلمية الشبابية فقالت: الثورات لا تأتي من فراغ بل نتيجة معانات وتراكمات عميقة تؤثر على حياة الشعوب بسبب ( القهر، والاستبداد، والإقصاء، والتهميش، ونهب الثروات، والإخفاء العسكري للشخصيات السياسية والاختطافات والاغتيالات ).[c1]ثورة التغيير والإصلاح[/c]وأضافت: ثورة الشباب جاءت من أجل التغيير والإصلاح وبناء يمن جديد لمصلحة جميع اليمنيين بالقضاء على كل تلك الأشكال المذكورة واستبعاد النظام السابق عن الحكم وهذا الذي شهده الوطن الغالي لتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية، واستعادة حقوق الإنسان والحرية في أثبات الذات، والثورة تحققت بفضل تضحيات الشباب الذين قدموا أرواحهم الطاهرة لحبهم للوطن، ومن أجل اليمن لكن إلى هذه اللحظة لم تحقق أهدافهم التي ناضلوا من أجلها، ويطمحون إلى تحقيقها حيث مازالت معلقة على الأبواب ولم تتحقق مثل العدالة المتساوية التي مازلنا نفتقدها، وكذا توفير الأمن والأمان والاستقرار- حيث ما زال هناك انفلات أمني - وتوظيف الشباب حسب المفاضلة ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ونبذ الطائفية والمحسوبية والقبلية والعمل على الحد من الاغتيالات التي نشاهدها يومياً وبقاء الحال كما هو يعني أن الثورة قد سرقت والقوى التقليدية ما زالت في النظام، وهي وراء استمرار كل تلك الظواهر المرفوضة من شباب الثورة.. وأقول إن مشوارنا طويل، وعلينا أن نصمد من أجل التغيير والإصلاح، لكون ذلك يحتاج العمل تدريجياً من أجل الوصول إلى تحقيق دولة مدنية حديثة وديمقراطية، وأهم شيء أن نحافظ على تماسكنا لتحقيق كل الأهداف التي قامت الثورة من أجلها، وعلى القيادة السياسية المتمثلة بالأخ /عبد ربه منصور رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني أن تفي بوعدها لتحقيق متطلبات الشباب، ولهذا فالثورة ما زالت مستمرة لتحقيق أهدافها المرجوة.[c1]دور لا يستهان به[/c]واستطردت: بالنسبة لدور المرأة فأنه لا يقل عن دور الرجل في ثورة الشباب حيث كان دورها لايستهان به فمساهمتها فعالة في تواجدها في الميدان من خلال مشاركتها في المسيرات، وتقديم الإسعافات الأولية لإنقاذ الشباب، وتقديم الوجبات الغذائية والتبرع بدمها ومالها، وكذا العديد من المساهمات حتى وصل صوتها إلى العالم.. كما لا ننسى إن المرأة قد فقدت العديد من الشهداء من المقربين لها (الزوج والابن والأخ والعم)، وتواجدها كان لإثبات ذاتها في عملية التغيير والإصلاح لكونها جزءاًً من هذا المجتمع، وهمها نفس هم الرجل.. فثورة الشباب صنعت نساء رائدات تم تكريمهن على مستوى المجتمع الدولي والمحلي والدليل على ذلك اختيار توكل كرمان لجائزة نوبل للسلام، وكذا اختيار غيرها ممن ساهمن في الثورة لما قدمته من أوراق ريادية في ثورة الشباب أمثال: بشرى المقطري وتواجد الشباب في الحوار أكد أنه لابد من تواجد المرأة بنسبة 30% في كل المواقع التنفيذية والسلطات البرلمانية والمحلية.[c1]إعادة الاعتبار للجرحى [/c]وأما عن مخرجات الحوار الوطني فهي لم تلب طموحات الشباب بل حددت نسبة للشباب للدخول في الحوار للمشاركة في صنع الدولة الحديثة.. والطموحات الأخرى ما زالت معلقة قيد الانتظار وبحاجة للاهتمام والرعاية التامة والإيفاء بالوعود من قبل الأخ/ عبد ربه منصور رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق لكونهم من صنعوا الثورة، وأوصلونا إلى هذه المرحلة ولذا علينا أن لا ننسى دورهم في إزاحة النظام السابق والعمل على تحقيق مطالبهم فحتى هذه اللحظة لم يلمسوا أي تقدم أو تغيير أو إصلاح كل ما يرونه فقط الاستمرار في الانفلات الأمني من خلال زيادة الاغتيالات، وتعزيز الطائفية المذهبية وزيادة الاختطافات وإهمال جرحى الثورة الذين ما زالوا يحاولون استكمال علاجهم، وعدم الإيفاء من قبل حكومة الوفاق في تحمل نفقات وصرفيات علاجهم.. حيث أن هؤلاء قدموا أروحهم فداء لهذا الوطن ليكون الوطن للجميع من أجل تحقيق دولة مدنية حديثة، ولذا لابد من إعادة الاعتبار لهؤلاء الجرحى.. والعمل على تحقيق المطالب الأولية لهم لما لذلك من أهمية حتى لا تعود الثورة من جديد. [c1]قوة وإرادة الشباب [/c]أما الأخت / هدى الصراري ـ مدير تنفيذي لمؤسسة الوضاح للحوار والتنمية فقالت: أن ثورة 11 فبراير الشبابية قامت بفضل قوة وإرادة الشباب الذين طالما نشدوا التغيير وثاروا على الأوضاع المتردية والفساد المستشري بكافة مفاصل ومؤسسات الدولة ولكن لم تحقق لهم الثورة التغيير الذي كانوا ينشدونه وضحوا بدمائهم الطاهرة لأجل وطن حلموا بأصلاحه وتطهيره من الفساد والمحسوبية ونظام القبيلة الذي ظل ينهكه على حساب شريحة الشباب التي لم تنل من الثورة أي شيء يذكر وأن نالوا القسم الضئيل فيه، فما زال التعليم بعيداً كل البعد عن تلبية متطلباتهم والمناهج مازالت تحتاج إلى التعديل لان النظري فيها أكثر من التطبيقي والدولة لا تكلف نفسها عناء تطويره حسب متطلبات العصر الحديث.. ناهيك عن انعدام الوظائف والتدريب والتأهيل للشباب الخريج، كما أن شريحة الشباب في اليمن مهمشة لأنها بعيدة عن صنع القرار بالرغم من وجود الكادر الشبابي المؤهل لقيادة اليمن الجديد إلا أننا لم نلمس أي تغيير وزاري، ولم تعط أي حقائب وزارية للشباب وأن ُأعطيت تعطى للذين هم متأطرون في الأحزاب السياسية العتيقة وفق لعبة شطرنج سئمنا منها ومساومات تحدث على حساب الشباب والوطن.وتابعت حديثها: لعبت المرأة في ثورة 11 فبراير دوراً بارزاً ومشرفاً إلى جانب أخيها الرجل لأنها خرجت معه في المسيرات السلمية والمظاهرات التي كانت تنشد التغيير وظلت المرأة تقاوم أشد الظروف القاسية التي صاحبت الثورة( العراء والبرد والحر وطلقات الرصاص) بصدور تتصدر الصفوف الأمامية للمظاهرات فسقطت الشهيدات في تعز وعدن وصنعاء وكافة محافظات الجمهورية حتى وإن لم تكن المرأة في الساحات لكنها ناضلت في مقر عملها وبقلمها وفي بيتها ودفعت بابنها وزوجها وأخيها إلى الساحات وعالجت جروح الذين سقطوا من جرحى وقتلى وتبرعت بدمها لأخيها الرجل وجمعت التبرعات لهم حتى يواصلوا مسيرة الثورة والنجاح.ولفتت إلى أن مخرجات الحوار بطبيعتها لبت طموحات الثورة لكن ماهي الضمانات لتنفيذها وهل نظام القبيلة الحاكم سوف ينصاع لمخرجات الحوار وسيجعل اليمن ينعم برياح التغيير نحو الدولة المدنية في ظل النظام والقانون ومؤسسات الدولة؟[c1]دستور يلبي طموحات الشعب[/c]وأشارت إلى إن الفساد الذي لحق بوطننا على مر سنوات عديدة من قبل حفنة أشخاص تابعين لهم ومستفيدين مما يجري من تردي للأوضاع لا يهمهم الإصلاح بقدر ما يهمهم أن تظل الأوضاع كما هي.. لذا علينا أن نتكاتف جميعا وأن نوحد القوى والصفوف ونقف في وجه كل من تسول له نفسه اللعب بمصير وطننا وشعبنا ونعمل سويا لبناء اليمن من جديد وفرصتنا هي دستور جديد يلبي طموحات الشعب.[c1]منعطف تاريخي [/c]من جانبها قالت الأخت أشجان شريح عضو مؤتمر الحوار الوطني: بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير التي شكلت منعطفاً تاريخياً وحملت في طياتها العديد من المتغيرات التي للأسف لم نحسن نحن الشباب استغلالها بالشكل المطلوب لكن هذا لا يعني أن نتوقف عن العمل في تحقيق الغاية و الهدف .وأوضحت: بالنسبة لمدى انجاز الثورة لأهدافها يجب علينا أن نعلم أن من صاغ أهداف الثورة هي الحركات و الائتلافات الشبابية التي أنشئت في الساحات والتي كانت تهدف بالعموم إلى رسم طريق إلى مستقبل أفضل إلا أن تلك الأهداف التي صاغتها المجموعات الثورية كانت لا تخلو من التباينات البسيطة فمنها من كان يرتكز في أهدافه على حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً كمفتاح لحل كل مشاكل اليمنيين وهناك جماعات ثوريه أخرى ترى في إسقاط رأس النظام الوسيلة المثلى للمرور إلى المستقبل. إلا أن الحديث عن تحقيق كامل الأهداف على أي صياغة كانت أمر سابق لأوانه لأنه في الأخير الثورة كانت تهدف إلى تحقيق العيش الكريم لكل اليمنيين لذا فان الثورة ستستمر حتى يتم تنفيذ أهدافها على أرض الواقع.[c1]نسبه لا تقل عن (30 %)[/c]وأما عن دور المرأة فقالت: كان مفاجئاً عند كثير من المهتمين بالشأن اليمني إقليمياً و دولياً وكيف لا وهم يرون هذا الحراك النسوي الكبير والفاعل في كل الساحات الثورية و على كافة المستويات، الأمر الذي ألزم الدول الراعية للمبادرة الخليجية أن تفرد له نصاً في وثيقة المبادرة وأن تعطي لها نسبة لا تقل عن 30 % في تمثيلها لأكبر وأهم حدث في تاريخ اليمن، وهو مؤتمر الحوار الوطني.. والذي كان أيضاً من أهم مخرجاته التزام الدولة بتمثيل المرأة في كل القطاعات والهيئات بما لا يقل عن 30 %. وتقول عن مخرجات الحوار إنها كانت جيدة و إذا ما طبقت بشكل جيد ستوصل الوطن إلى وضع أفضل ومستقبل واعد فيه العدل والمساواة وحفظ للكرامة وهذه غاية وهدف ليس لثوار فبراير فقط بل لكل الشعب.. لذا فان الاولوية في هذه المرحلة هي الضغط في اتجاه تنفيذ مخرجات الحوار بتواز مع مراقبة شعبية لمراحل التنفيذ لتلك المخرجات. وفي ختام لقاءاتنا تحدثت الأخت هدى حسين ـ تربوية قائلة: في البدء أحيي الشباب والشابات المناضلين والمناضلات في ساحات اليمن (شمالاً وجنوباً ) تحية عظيمة بمناسبة مرور ثلاثة سنوات للثورة السلمية المجيدة.. وتحية أعظم منها للجرحى الذين معظمهم لم ينالوا حقهم في العلاج وجرى إهمالهم. وأضافت: المجد والخلود للشهداء والأبطال الذين سقطوا ويسقطون في كل ساحات الوطن الغالي، فثورة فبراير السلمية في اعتقادي لا زالت مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها، وأهمها التغيير وإسقاط السلطة العائلية وقلع الفساد، ومحاسبة الفاسدين قانونياً على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة. واستطردت قائلة: لم تحقق الثورة كل أهدافها المرجوة لأسباب بعضها موضوعية وأخرى ذاتية تتمثل في انحرافها عن مسارها من داخلها وهي لا زالت وليدة، وكذا الرهانات التي كانت أقوى ومستعدة لصدها كما اعتادت، لأن الثورة والتغيير لا يلبيان مصالحهم. وقالت: أن هذه الثورة السلمية أسقطت مشروع التوريث، ولكن ما زالت اذرع السلطة السابقة والفاسدة القوية تتحكم في مفاصل صنع القرار منها ( السلطة التشريعية، والتنفيذية، وكذا الثروات والقوة والعسكرية).ونأمل من الله العزيز الحكيم أن يحقق لنا الحلم الكبير ويوفقنا في بناء الدولة المدنية الحديثة، ودستور يلبي مطالب وطموح كل الثورات اليمنية وآخرها ثورة فبراير السلمية في فرض سيادة القانون والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والسلم الاجتماعي.. فالقوة الشخصية الهادرة التي خرجت بالملايين وفي كل أرجاء الوطن كانت المرأة اليمنية حاضرة بقوة وفعالية وإيجابية.. هزت أركان السلطة الظالمة التي استهانت بهذا الشعب الكريم ولولا صوتها الانتخابي لما كانت في السلطة. وأشارت إلى إن المرأة كان صوتها هادراً مسكوناً بالجروح والقهر لأنها ( الأم والأخت والزوجة)، كما اخترقت حاجز الخوف بمواجهة العنف والموت من أجل إحقاق حقوقها، وظلت شهوراً في البرد والصقيع وهي متماسكة.. وفي الجنوب لم تقل المرأة عن أختها في الشمال.. مبينة أن المرأة شاركت في وسائل متعددة كل على حسب قدرتها وكان من أبرزها تقديم الخدمات الطبية والإسعافات، وتقديم الوجبات، كما لعبت دوراً هاماً ومتميزاً فهي محاورة، ومفاوضة، ومشاركة في مراكز صنع القرار.. واليوم لا تزال تحاور وتفاوض وتراقب بكل الوسائل وعبر المشاركات في منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.. كما تطالب بحصتها في المشاركة بقوة ( الكوتا ) قانونياً.. وفي تحسين التعليم والصحة والأمومة والطفولة، مشيرة إلى أن المرأة نصف المجتمع أن لم تكن كله.. فهناك مقولة: ( الرجال العظماء يرثون عظمتهم من أمهاتهم ) وستبقى المرأة مشاركة في عملية التنمية الشاملة والمستديمة.. وفي ظل قوانين تمنحها حقوقها الإنسانية، كما ستناضل من أجل استحقاقها، كما منحها الله عزوجل في كتابة المبين.. الكرامة والحق الإنساني وأكرمها.. موضحة إن مخرجات الحوار بذلت جهوداً لايستهان بها على طريق تأسيس دولة مدنية حديثة وان لم يسر بخط مستقيم لتعرضه لكثير من المنعطفات والمخاطر لوأده أو موته أو الأخطاء في اختيار ممثليه وترتيب أولويات قضاياه.. ولكنها تظل وثيقة إجماع وطنية مصيرية.. فاليوم العبرة في الضمانات (الصادقة والشفافة) والتي تغلب مصلحة الوطن وسيادته ـ في تنفيذها على أرض الواقع.وفي ختام حديثها قالت: نريد ثورة بناء وتنمية، وتعمير، وثورة ثقافية، وأمناً وأماناً، وسيادة قانون وتحقيق مواطنة.