افتتاح المنتدى الحواري المجتمعي الأمني بعدن
استطلاع / ياسمين أحمد عليعقدت خلال اليومين الماضيين الإدارة العامة للشرطة بمحافظة عدن بفندق ميركيور المنتدى الحواري المجتمعي الأمني الأول بالشراكة مع مؤسسة (الف باء مدنية وتعايش) برعاية منظمة شركاء اليمن الدولية تحت (شعار من اجل شراكة مجتمعية للنهوض بأمن الوطن) وبمشاركة (150) مشاركاً ومشاركة من منتسبي الشرطة والمجتمع المدني لتعزيز الشراكة بين الأمن والمجتمع .. شراكة حقيقيةوأفتتح المنتدى بآيات من الذكر الحكيم وكلمة ألقاها الأخ/ نائف البكري وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات قال فيها إن انعقاد هذا المنتدى جاء من منطلق مخرجات الحوار الوطني الذي نتج عنه هذه المنتديات المصغرة والمنتدى هو المؤسسة التي نريد منها أن تكون الشريك الحقيقي والفاعل لكل مخرجات الحوار الوطني مؤكداً أنه اليوم وباسم هذا الحوار المجتمعي الشرطوي نبعث بهذه الرسالة من محافظة عدن الى فخامة الأخ/ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي نبارك له على اختتام ونجاح مؤتمر الحوار الوطني هذا الحوار الذي يخرج اليوم بهذه الحلة الجديدة التي إن شاء الله ستعمل على بناء اليمن الجديد والمستقبل الجديد الذي سنبنيه بسواعدنا جميعاً.وأشار إلى ان هذا اللقاء المحوري اليوم يأتي لردم الفجوة الكبيرة التي كانت بين الشرطة والمجتمع المدني من خلال الأحداث السابقة او من خلال كثير من النواقص سواء كانت في مجال آليات العمل المؤسسي في مجالات الشرطة او آليات القوانين المنفذة موضحاً أن هذا اللقاء المهم نريد من خلاله ان نعزز دور الأمن ودور المجتمع ودور مؤسسات المجتمع ونستطيع أن نخلق الشراكة الحقيقية من أجل أن نبني مجتمعاتنا ويعم الاستقرار والتنمية والبناء ومن أجل أن يكون الأمن هو مسؤولية الجميع التي لن تتحقق الا بتعاون الجميع ويكون المجتمع شريكاً حقيقياً وفاعلاً في تحقيق الأمن والاستقرار بين أبناء هذه المحافظة والأمن اليوم هو امن المواطن الذي ساهم إلى جانب الجهات الأمنية في الحفاظ على أمن المحافظة وخلق الاستقرار والطمأنينة فيها وفي نفوس كل المواطنين وبفضل يقظة أفراد الأمن في المحافظة الذين يستحقون كل التقدير والاحترام من قيادة المحافظة ومن كافة أبناء المحافظة متمنياً للمشاركين التوفيق في مخرجات هذا اللقاء المحوري الذي سيعزز الشراكة الحقيقية بين الأمن والمجتمع.تغيير للنظرة السوداويةوفي كلمة للعقيد/ محمد حزام نائب مدير عام العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية عبر عن سعادته في مشاركته فعاليات اختتام المنتدى الأمني الأول وتحدث عن الشراكة التي بدأت ونشأت بين الوزارة ومنظمة شركاء اليمن من خلال عرض وجهة نظرهم للإخوة المواطنين وأشار خلال حديثه إلى إنهم وجدوا خلال المنتدى الأول تفهماً منهم وتغييراً للنظرة السوداوية عن رجال الأمن من قبل بعض المواطنين والعكس، وقال إنهم من خلال هذا اللقاء خرجوا برؤية واضحة تمخضت عن لقاءات سابقة عقدت في تسع محافظات من خلال استماع كل فرد للآخر.ولفت الى أن هناك العديد من التجاوزات من قبل رجال الأمن أثناء أدائهم لواجباتهم من خلال اخلالهم ببعض بنود القانون لمحاولة تطبيق القانون الى جانب تهاون بعض المواطنين من خلال عدم التعاون مع رجال الأمن بالإدلاء بالمعلومات الصحيحة عن الجريمة وصناعها خصوصاً التي تم فعلها أمام أعين المواطنين وبعيداً عن أعن رجال الأمن، مضيفاً أنه إذا لم يكن هناك تعاون بين رجال الأمن والمواطن لن نتمكن من تحقيق النجاح.سنعمل على بناء اليمن الحديثمن جانبه ألقى العقيد/ نجيب مغلس نائب مدير أمن المحافظة كلمة أكد من خلالها ان محافظة عدن شهدت خلال الفترة السابقة مجموعة من الإختلالات الأمنية التي لولا يقظة الأمن لدفعت بالمحافظة الى الفوضى وانتشار أعمال العنف فيها ولولا حكمة الرئيس عبدربه منصور هادي في الدفع بمؤتمر الحوار الوطني الى الطريق والمسار الصحيح لما وصلنا الى مخرجاته التي نراها اليوم وستعمل على بناء اليمن الحديث يمن المساواة والعدالة التي يتمناها المواطنون ومن أجل ذلك يتطلب الأمر جهود الجميع كل في مجاله وموقعه وتخصصه لإنجاح مخرجات الحوار الوطني، مؤكداً أن قيادة أمن المحافظة ستبذل الدعم لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لما من شأنه بناء الدولة اليمنية الحديثة.المنتدى الحواري يمثل المحطة التاسعةكما ألقى الأستاذ/ عبدالحكيم العفيري كلمة منظمة شركاء اليمن الدولية قال فيها: إن انعقاد اللجنة التحضيرية لهذا المنتدى الأمني الأول باعتباره يمثل لهم المحطة التاسعة بعد عقدهم تسعة منتديات في تسع محافظات بالتنسيق مع وزارة الداخلية وإدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بالوزارة واعتبر ان هذا اللقاء يعد ذا أهمية، واصفاً محافظة عدن بقلب اليمن النابض مضيفاً أنه لا يمكن أن نغفل عما يحدث ويدور في اليمن.وأشار الى زيارتهم لمحافظة شبوة التي عقد فيها المنتدى الثامن وان محافظة عدن تعتبر المحطة الأخيرة للمنتدى الأمني ويعتبر هذا البرنامج ضمن مكون دولي واسع لدعم وزارة الداخلية وقال العفيري انهم يعملون ضمن احد هذه المكونات بما يتعلق بعلاقة اجهزة الشرطة بالمجتمع، وانه اثناء رحلتهم الى محافظة عدن من شبوة شاهدوا اللجان الامنية والشعبية يحيون المواطنين وزوار المحافظة دون ان يفتشوهم وينظمون حركة السير دون ان يقوموا بأي إجراءات امنية وأضاف أنه لاحظ ان كل الإجراءات الأمنية كانت على مداخل محافظة عدن مشيراً إلى أن مسألة النقاط الأمنية كانت محل نقاش في المنتديات التسعة التي عقدت بالمحافظات المستهدفة وفوجئ أن إنشاء مثل هذه النقاط تم من دون أمر أو قرار امني إداري حتى يكون قائد المنطقة العسكرية على دراية بالنقاط المستحدثة ومن يقوم بالتمركز في هذه النقاط واعتبر أن إجراء التفتيش هو قضائي إلى حد ما وينبغي على النيابة العامة أن تكون بالصورة واحيانا يكون التفتيش في ارتكاب بعض المخالفات والتجاوزات مشيراً إلى أنهم وجدوا مواطني محافظة شبوة متعاطفين أكثر مع رجال الأمن في جانب معين ، وأضاف أن بعضهم يتلقى راتباً شهرياً يغطي احتياجاته طول الشهر ومن ثم يحاسب وقد طرحت هذه النقطة في كل المنتديات. وقد سلط العفيري في كلمته الضوء على العديد من القضايا الأمنية والأمثلة حول المخالفات والتجاوزات التي تم مناقشتها ورصدها وموضوع المنتدى الأمن والمجتمع يبحث قضايا أهم من خلال ضرورة إيجاد آلية تعاون بين المواطنين ورجل الشرطة. طبيعة عمل الشرطة تمثل تحقيق الأمن والسكينة كما القى العقيد / خالد الزيدي مدير العلاقات العامة والتوجيه أمن عدن كلمة قال فيها: في جهاز الشرطة توجد فجوة بيننا وبين أفراد المجتمع ولا شك أن هذه الفجوة ناتجة عن طبيعة عمل الشرطة والتراكمات التاريخية ( موروثات شعبية ورواسب الماضي) لرجال الشرطة والمواطنين في آن واحد كانوا على طرفي النقيض وبالتالي تلك الصورة النمطية نتجت بطبيعة الحال عن الجهل المطبق والصورة المشوهة بأن الشرطة سيف مسلط على المواطنين ويخلق لديهم الرعب في نفوسهم .. وامتدادا لذلك تأثر العاملون بالشرطة تأثراً سلبياً بهذا الموروث.. وللأسف تم تغذيته حديثاً بتصرفات غير مسؤولة من بعض ضعاف النفوس من العاملين .. مما رسخ في تفكير المواطنين بان الشرطة أداة استغلال وبطش للمواطنين ولكن الحقيقة هي فئة صغيرة جداً ( شاذة) تسيء إلى الكل ونعتبرها عامل هدم للجهود الطيبة والمخلصة لغالبية أفراد الشرطة. إن طبيعة عمل الشرطة تتمثل في تحقيق الأمن والسكينة العامة والاستقرار ومنع الجريمة قبل وقوعها وضبطها أن وقعت وايضاً تقدم خدمات إنسانية وهذه المهام تجعل من رجل الشرطة أكثر احتكاكاً بالمواطنين وان مهام تطبيق القوانين واللوائح والأنظمة في الواقع تعتبر قيوداً على الحرية ذاتها لكن المواطنين لا يدركون ذلك ويكرهون تقييد حريتهم والشرطة في أدائها لواجباتها تطبق القانون وتلقي القبض على المتهمين المشبوهين وتلاحق المطلوبين حتى على مستوى إغلاق الشارع أي تعمل على الحد من حريات الناس وليس هذا فحسب بل يتطلب بعض الأحيان استخدام القوة والقانون يقف ضد مصالح بعض الأفراد ورغباتهم في التصرف بحرية وهذا يثير سخط عدد غير قليل من المواطنين ( الخارجين عن القانون) وهناك من يلقى القبض عليهم بناء على شكوى مواطنين لاغتصابهم حقوق الآخرين وهناك مئات يطبق عليهم قانون شرطة السير وتحرر بعض المخالفات فإذا تصورنا أنها لن تنقم على رجل الشرطة فهي على الأقل لن تعطيه محبتها بسهولة وتكون الكفة الراجحة هي اتساع بعد المسافة وزيادة نفور المواطنين من الشرطة والحقيقة تقال بان ذلك لا ينطبق على بلادنا بل أكثر الدول تقدماً في بلدان العالم ونؤكد أن القوانين واللوائح والإجراءات إنما وضعت لمصلحتهم لحماية أرواحهم وأموالهم وأعراضهم فبدون ذلك سيظل المواطن ينظر إلى رجل الشرطة بأنه قيد على حريته وان اخطر ما في الأمر أن يفقد المواطن ثقته وبالتالي عدم تعاونه مع الشرطة ونؤكد أن تلك المصالح هي خاصة لأفراد في سبيل تحقيق الصالح العام مع التأكيد بالشراكة المجتمعية لعمل الأمن أن أزمة الثقة بين المواطنين والشرطة تعود للأسباب الآتية : 1 - السلوكيات الخاطئة لبعض رجال الشرطة وأبرزها جريمة الرشوة. 2 - القيادات السيئة في بعض أجهزة الشرطة ( قدوة سيئة) ( كموضع الرأس من الجسد - الوساطة والمحسوبية والمناطقية). 3 - ضعف الرقابة على رجال الشرطة ذاتية أم خارجية (تطبيق مبدأ الثواب والعقاب).4 - الماضي السيئ لرجال الشرطة ( ورثت الشرطة من العهود الماضية ميراثاً ثقيلاً من النفور ). 5 - ضعف الوازع الديني لدى رجال الشرطة ( لا يتورعون عن ارتكاب المحرمات). 6 - ضعف المستوى القانوني والثقافي وجهلهم للقوانين كونهم منفذين لها. 7 - مسئولية أخطاء الشرطة عن أخطاء بعضهم ( الزي العسكري - السيئة تعم والحسنة تخص). 8 - تشويه وسائل الإعلام لرجال الشرطة من حيث إظهارها لرجل الشرطة في صورة غير سليمة فبدلاً من أن تظهره وهو يحرس الممتلكات وينظم السير ويحافظ على الأرواح وينقذ المصابين ويساعد الضعفاء المجني عليهم ويمسك يد الطفل والعجوز ليعبر بهم الطريق تبرزه في صورة تتميز بالغلظة والقسوة وهو يضرب الناس بسخرية وتهكم ويحمل هراوة في يده لضرب الناس وكل هذه المظاهر تولد في نفوس المواطنين الحقد والكراهية على رجال الشرطة. 9 - تدني أجور ومرتبات أفراد الشرطة. العلاقات الإيجابية بين الشرطة والمواطنين ( المعاملات ): 1 - حسن الأداء والكلمة الطيبة والتعامل مع المواطنين بروح عالية ( التواضع ). 2 - تنفيذ المهام والواجبات وتلبية النجدة بسرعة وحزم وتعاطف والتحلي بالشهامة والخدمة الصالحة. 3 - ابتعاد رجال الشرطة عن مواطن الشبهة كالتصرفات الخاطئة والسلوكيات السيئة. 4 - حسن استقبال المواطنين والإجابة على أسئلتهم وتلبية طلباتهم وتسهيل مراجعاتهم والاهتمام بمشاكلهم وشكاواهم. 5 - الالتزام بالحلم وسعة الصدر والإخلاص في العمل وتنفيذ القانون وعدم التحيز والتأثر بالقرابة أو الحزبية أو أي عامل مؤثر. 6 - حسن معاملة المبلغين عن الجرائم والمجرمين والشهود والمتعارفين مع أجهزة الشرطة وضمان سريتهم. 7 - تعزيز التعاون مع الهيئات والمؤسسات والمنظمات بهدف الحصول على ثقتها وتفاعلها مع الإعلام والنيابة والقضاء والتربية وغيرها. 8 - محاربة الرشوة واستغلال الوظيفة لمصالح شخصية على حساب المصلحة العامة. 9 - الاهتمام بالعلاقات الإنسانية ومشاركة المواطنين أفراحهم وأحزانهم. 10 - النزول للاستماع إلى آراء المواطنين وتقبل النصح والنقد بصدر رحب والاستفادة بعدم تكرار الأخطاء. 11 - الاستفادة من التقنيات الحديثة التي تستخدمها أجهزة الشرط المختلفة.12 - مواكبة المنظومة الأمنية مع تطور العصر ومتطلبات الأمن. 13 - الاهتمام بالتأهيل والتدريب لمنتسبي الشرطة بالمحافظة. 14 - التخطيط السليم والرقابة والمتابعة اعمالاً وتكريساً لمبدأ الثواب والعقاب. 15 - دقة اختيار المنتسبين لهيئة الشرطة. 16 - رفع أجور ومرتبات أفراد الشرطة. وتطرق العقيد / خالد الزيدي إلى التوصيات فقال: أرى شخصيا أن تؤخذ بهذه التوصيات لمنتدانا الحواري المجتمعي الأمني وذلك لمستقبل ننشده ونتطلع إليه إلا بتوفير الأمن والأمان والشراكة المجتمعية والتي سوف تسهم بقدر كبير في تحقيق مانصبو إليه كالأتي:-1 - جذب الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بالقيام بدورها الوقائي التوعوي. 2 - العمل على زيادة وعي الناس بخطورة الأعمال والأفعال الإجرامية والمظاهر والسلوكيات الغريبة والوقاية منها. 3 - العمل على بلورة مفهوم الشرطة المجتمعية الحديثة وتغيير المفاهيم التقليدية للأمن والانطلاق للحرفية المهنية والابتكار. 4 - إتباع الوسائل العصرية والشفافية مع وسائل الإعلام. 5 - العمل المستمر للضباط والأفراد لشرح أهمية العلاقة بين المواطنين ورجال الأمن وتطويرها وتقبلهم للشراكة المجتمعية في العمل الأمني. 6 - زيادة حصص التوعية القانونية المختلفة في برامج ( الإذاعة - التلفاز والصحافة). 7 - تجنب الغلو والمبالغة في العمل والاقتناع والتعامل الراقي مع المواطن لتأدية الرسالة الأمنية السامية. 8 - وضع سياسية جنائية تتلاءم مع مرحلة التطوير الجارية في المجتمع بما يلائم تحقيق إستراتيجية الشرطة المجتمعية.