المجتمع اليمني مجتمع شاب حيث يمثل الشباب أكثر من40 % من سكان اليمن ، تواجه اليمن تحديات سكانية تعيق عملية التنمية أهم هذه التحديات هي ارتفاع معدل النمو السكاني حيث يبلغ معدل النمو السكاني 3 % وهو معدل مرتفع مقارنة ببلدان مثل مصر ، عمان، الأردن حيث يبلغ معدل النمو بالترتيب 1,7 % ، 1,9 % ، 1,9 % وكذلك ارتفاع معدل الخصوبة حيث يبلغ معدل الخصوبة 4.9 . واستمرار النمو السكاني بهذا الشكل المرتفع مع محدودية الموارد سيؤثر بشكل سلبي على عملية التنمية في البلد ، لذلك كانت إحدى الاستراتيجيات التي اتبعتها الدولة هي زيادة معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة ، إلا إن هناك صعوبات عديدة تواجه زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة ، منها وجود مفاهيم خاطئة عن وسائل تنظيم الأسرة ، سواء من ناحية دينية من حيث عدم جواز استخدام وسائل تنظيم الأسرة وكذلك انتشار مفاهيم خاطئة عن إضرار وسائل تنظيم الأسرة وعن أنها تسبب العقم وكذلك عوامل لها علاقة برفض المجتمع لتقبل استخدام الوسائل نتيجة عادات وتقاليد تتحدث عن ضرورة الإكثار من الإنجاب بدون تخطيط . لذلك من وجهة نظري ينبغي التركيز على فئة الشباب وخصوصا في مراحل الثانوية والمراحل الجامعية وذلك برفع الوعي عندهم بأهمية التخطيط المسبق لعملية الإنجاب والإضرار الناتجة عن عدم التخطيط والولادات المتعاقبة دون فترة راحة للام ، سواء الآثار الطبية التي تلحق بالأم وقد تؤدي إلى وفاتها أو الآثار الاجتماعية الأخرى التي تؤثر حتما على عميلة التنشئة الاجتماعية وتأهيل الأطفال .لقد أثبتت جميع الدراسات إن الشباب لديهم قدرة عالية على التغيير وتقبل الأفكار الجديدة بعكس كبار السن حيث تكون لديهم مقاومة للأفكار الجديدة وحتى أن كانت مفيدة لهم. لذلك ينبغي التركيز على الشباب من خلال تنفيذ ندوات التوعية المباشرة عن أهمية وسائل تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات في المدارس والجامعات والنوادي الشبابية ومنظمات المجتمع المدني وإقامة مسرحيات ومهرجانات ومسرح تفاعلي عن وسائل تنظيم الأسرة وإلى جانب هذا كله يجب أن يتم التركيز على الحملات الإعلامية عبر وسائل الإعلام سواء الصحف أو التلفزيون وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي.إن إنشاء المراكز الصديقة للشباب والتي تكون مكاناً يستطيع الشباب إن يحصلوا فيه على المعلومات الصحيحة عن الصحة الإنجابية بشكل عام و وسائل تنظيم الأسرة بشكل خاص أمر مهم وخصوصا مراكز الشباب المتواجدة في الجامعات. و يجب أن يتزامن رفع الوعي عند الشباب بتوفير الخدمة حتى تكون النتائج فعالة. فلن يكون هناك فائدة أن ترفع وعي الشباب دون إن توفر الخدمات ووسائل تنظيم الأسرة.فعندما يتم رفع الوعي عند فئة الشباب سيؤدي هذا بشكل تدريجي إلى زيادة معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة لان هؤلاء الشباب هم آباء وأمهات المستقبل وبشكل أكيد سيؤدي هذا إلى خفض معدل الخصوبة ومعدل النمو السكاني غير المخطط ، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تأثير ايجابي على عملية التنمية.
الشباب وتنظيم الأسرة
أخبار متعلقة