في أربعينية شهيد الوطن القاضي عبدالجليل نعمان:-
>الحاج/ يوسف عبدالــودود في هذه اللحظات الحزينةِ والمؤلمة التي ودعنا فيهـا أخاً وصديقاً وشخصية ًوطنيةً وعالماً جليلاً بحجم المغفور له بإذن لله تعالى الشهيد القاضي عبد الجليل نعمان.. الذي غادرنا جسداً وظلت أعماله وخصاله وسجاياه الحميدة ترفرف فوق رؤوسنا..في هذه اللحظات نتذكر خصالة الحميدة ومواقفه الوطنية والتصاقه الشديد بقضايا وهمـوم الناس وبتواضع جم .. لقــد ودع الفقيد الكبير هذه الحياة وهو يضرب لنا أروع أمثلــة ودروس الوفاء عندمـا عرفنا جميعاً -بعد استشهاده- أنه لم يشأ أن يترك زوجته الفاضلة التي كانت إلى جانبـه ساعة اقتراف الجريمة النكراء لوحدهـا ، إذ أنه عندما أصيب بطلقات نارية وهب البعض لإسعافـه ، لـم يشأ مغادرة المكان دون أن يصطحب زوجته الغالية في رحلة العـودة ولكنه عندما ترجل عائداً والدماء تنزف منه إلى حيث زوجته لاصطحابها باغتهما رصاص الإرهاب وحصد روحيهما الطاهرتين إلى جانب غيرهما من الشهداء الأبرياء في تلك الجريمة الشنعاء التي ينـدى لها ضمير الإنسانية. هـذا الـدرس الذي رواه بعض الناجين عن وفاء الفقيد و ايثاره لزوجته إنما يعيد إلى أذهاننا تلك الخصال الحميدة والسجايا العظيمة التي تحلى بها الفقيد الراحل خلال حياته الحافلة بالعطاء ونكران الذات. وبحكم معرفتي القريبة بالراحل الشهيد القاضي عبدالجليل نعمان، أستطيع القول بأنه كان محباً وقريباً من الناس، يتعهد المحتاج ويسأل عن الغائب ويواسي المكلوم.. كما أنه كان متفانياً في أداء مسئولياته التي تقلدها في عدد من المواقع سواءً في السلك القضائي أو التدريس في معهد القضاء العالي أو في غيرها من المواقع والتي كان أخرها عضواً في مؤتمر الحوار الوطني حيث ساهم إلى جانب اخوانه من مختلف المكونات السياسية في بلورة مقترحات تصب كلها في ايجاد معالجات عادلة لمجمل قضايا الوطن. لقـد فقـدت شخصياً برحيل هذه القامة الوطنية أخاً كريماً وصديقاً حميماً تعلمت منه الشيء الكثير ، حيث كنت دوماً أجده سباقاً إلى فعل الخير، حاثاً على التعاون والتعاضد والألفة بين الناس ، باراً بأسرته ، متعففاً عن الأمور الصغيرة متمسكاً بحبل الله تعالى ومخلصاً لوطنه ومنافحاً عن قضاياه.. ولقد كان الفقيد الراحل يؤمن بأهمية أن يتفانى المرء في خدمة الناس والوطن من مختلف المواقع دون انتظار لواجـب الشكر والتقدير و ها هو يرحل وغيره من شهداء مسيرة التحول الوطني في هذه المرحلة و قد رسموا علامة الانتصار وخلدوا أنفسهم في لوحة الشرف والبطولة والفداء.وأنا على فراقكم لمحـزونون.صنعاء - 25/يناير/2014م.