لا تقتلوا الفرحة، لا تقتلوا الأمل لا تحرمونا من الحياة الحرة الكريمة مثل بقية عباد الله اللي عايشين جنبنا، أكبر شيء جميل أتى إلينا بعد عناء ومعاناة عاشها الشعب هو مخرجات وحلول وضمانات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سار بتأنٍ رغم الفترة المحددة له ستة أشهر، لكن أضيفت له 4 أشهر ليكتمل وتبعد عنه الحجج والأقاويل وانتهى بتسمية لوطن كامل (قديمة) إلى تسمية (جديدة وحديثة) سوف تعالج كما ذكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كل الأخطاء والسلبيات منذ أكثر من خمسين عاماً.ومن خلال متابعتي لمخرجات الحوار رأيت أنه سار بفكر عقول وجهود مستنيرة أضاءت طريقاً كان مظلماً وعهداً كان ملخبطاً لا تدري تتهم من فيه. تابعت وما زلت أتابع الأخبار الصادقة التي تبحث عن وطن آمن ومستقر وأترك أخبار الكذب والفتن وعودة الأمور لعهود سئمها الناس وتركوها ونسوها، صار الكثير من أبناء الشعب يتابعون بشغف أخبار وطن جديد يرفع عنهم كل المآسي والأحزان والتأخر عن مواكبة العالم. وبعد حضور فخامة الرئيس للجلسة الختامية والكلمة التي ألقاها والتي كانت نابعة من صميم قلبه شعرت بتفاؤل كبير لدي ولدى الكثير ممن قرأت أفكارهم وأمنياتهم ووصلت إلى قناعة أن قوى الخير في البلد كثيرون وقوى الشر ليس لهم رقم إنما يناوشون يميناً وشمالاً ليقتلوا فرحة سوف يعيشها وطن وشعب، وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً".. شعب كريم صبور عانى ما عانى كله جروح وأوجاع آن الأوان له أن يستريح وينعم بخيرات وطنه وخبرات أبنائه.أعود لعنوان مقالتي وهي "إقليمنا" وهو حقنا في وطننا، وكما ذكر الرئيس أنه تم وضع اختيار الأقاليم بطرق علمية دقيقة بحتة لينعم الجميع بكل الموارد والخيرات بل ودافع بما أبقى الله له من عمر أن يساند هذا الإنجاز الرائع. وقد كان اجتماعه الأخير بأعضاء من الحوار ومشايخ ووجهاء وأعيان من مجموع الأقاليم (شبوة والمهرة وحضرموت وسقطرى ومأرب والجوف والحديدة وريمة والمحويت وحجة)، مبشراً ومهنئاً لهم ولباقي الإخوة الذين سوف يجتمع بهم متحابين في إقليم واحد ووطن واحد. يا الله هل نحن في علم أم حلم؟ اليمن العربي اليمن السعيد قد اجتمع ولم يتفرق صان أراضيه ومقدراته كلها وضرب مثلاً حميداً في الاخوة والتجاوب والتقارب، ومما زادني فرحاً شديداً هو الإعلان في مخرجات الحوار عن تشكيل مجلس نواب مصغر من 30 شخصاً وحكومة إقليمية مصغرة، انه زمن الامتحان الصعب وقدرتنا السهلة في التجاوب لانه كما أرى سوف يلم العقول والقلوب والأفكار وسوف يطرد الشحناء والاختلاف ومآسي الماضي البغيض سامح الله أيامه وسنواته، إقليمنا في وطننا خيراته بأيدينا ننعم بها تعوضنا ما حرمنا منه، إقليمنا أجمل هدية وأجمل حلم سوف نعيش فيه نحن له وهو لنا هو الإقليم المستقل في ظل دولة كبيرة قوية الإقليم الذي سوف يحكمه وينتخب فيه كل العقلاء والحكماء المستنيرة قلوبهم والنظيفة أيديهم من أبنائه المحبين للناس الساهرين على مصالحهم.لابد لنا جميعاً من التوافق والتلاحم والترابط وتوحيد الأفكار والرؤى لما فيه صالحنا جميعاً.. لقد تحرك القطار من محطته وأخذ الجميع وأنزل كل مجموعة في إقليمها وعاد مرة أخرى منتظراً الذهاب والإياب من الإقليم للوطن ومن الوطن للإقليم وبارك الله نجاح المؤتمر وعافية الوطن.
إقليمنا
أخبار متعلقة